أقيمت في مكتبة "ديوان" بالزمالك مؤخرا ندوة لمناقشة رواية "حبل الوريد" للكاتب محمد زهران، شارك فيها الناقد الدكتور يسري عبدالله، وأدارها الكاتب والناقد أسامة عرابي، بحضور عدد كبير من المثقفين والإعلاميين. بدأ الناقد الدكتور يسري عبد الله كلامه قائلا: "عن الموت الذي صار أقرب من حبل الوريد للراوي البطل، وعن الحياة حين تقاوم الموت وتطارده، وعن جدل الموت والحياة.. يكتب الروائي محمد زهران روايته الثالثة "حبل الوريد" بعد "بشارة الأربعين"، و"فارس كور".
وأضاف: "يبدأ النص بما سماه الكاتب الصورة الأولى، والتي تحيل القاريء إلى مناطق الطفولة الغضة، وأيام التشكل الأولى لرضيع في شهره السادس مسكون بالحزن، تداري عيناه خوفا من مستقبل غامض، وحينما يصير ابنا لثمانية عشر عاما يهاجمه مرض لعين، وتصير نبوءات الأطباء عنوانا على موت قادم لا محالة، لكن الحياة التي تقاوم الموت والتي توصف بأنها إرادة على لسان إحدى الشخصيات المركزية والممثلة واحة للأمان المنشود للراوي البطل تأبى الحياة إلا أن تنتصر على الموت، فيحيا الفتى المسكون بالمرض خمسة وعشرين عاما أخرى".
وما بين نوبات المرض المتلاحقة في الصبا والشباب والكهولة؛ يقول يسري عبدالله: "تتنوع مناطق السرد في الرواية، والتي تبدو في شق منها أقرب إلى رواية السيرة الذاتية، حيث تصير الهموم والأحلام والإخفاقات الشخصية بمثابة المادة الخام التي يعتمد عليها الروائي محمد زهران ويطوعها في نصه".