حذرت موسكو من نشوب حرب أهلية في أوكرانيا بنتيجة عملية مكافحة الإرهاب التي أعلن عنها الرئيس الأوكراني المعين. وأكد رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أنه يعول على أن جميع القوى التي يمكنها أن تؤثر على اتخاذ القرار في أوكرانيا، بما في ذلك السلطة، بنشوب حرب أهلية. وأكد مدفيديف أن أوكرانيا الآن على حافة الحرب الأهلية، واصفا ذلك بالأمر المرعب. وأعرب عن أمله في أن تكفي رجاحة عقل من بيده اتخاذ القرار في كييف كي لا تُجر البلاد إلى مثل هذه الكارثة. وشدد مدفيديف على أن السبيل الوحيد لتطبيع الوضع في أوكرانيا يتمثل في خلق ظروف مواتية لنموها الاقتصادي، والحوار مع كل الشعب، لافتا إلى ضرورة" الأخذ في عين الاعتبار مصالح جميع المجموعات العرقية. وفي ما يتعلق بالوضع الميداني بعد بدء عملية مكافحة الإرهاب التي أعلنتها الحكومة الأوكرانية ضد سكان شرق وجنوب البلاد، وعلى خلفية ما يجري في مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك شرقي أوكرانيا، دخلت قافلة من المدرعات التابعة للقوات الموالية لسلطات كييف إلى مدينة سلافيانسك في جنوب شرق أوكرانيا، تتشكل من 20 آلية مدرعة، إلى جانب سيارات شحن وحافلات، بالإضافة إلى دخول نحو 500 جندي إلى المدينة. ويستعد مقاتلو لجان الدفاع الشعبية لاحتمال قصف المدينة من مرتفعات مجاورة، فيما يقوم سكان محليون بإقامة المتاريس في شوارع المدينة ومداخلها. هذا واستعاد الجيش الأوكراني الموالي لحكومة كييف السيطرة على مطار عسكري قرب مدينة كراماتورسك شرق البلاد بعد أن احتله أنصار الفيدرالية قبل أيام. وأسفرت عملية الاقتحام التي شاركت فيها نحو 60 من الآليات المدرعة و15 دبابة مدعومة من الطيران عن سقوط قتلى بين أفراد لجان الدفاع الشعبية المحلية، يتراوح عددهم بين 4 و11 قتيلا. وقال ممثل عن لجان الدفاع الشعبية المحلية إن المهاجمين كانوا يرتدون ملابس عناصر تنظيم "القطاع الأيمن" القومي المتطرف، فيما كان بعضهم الآخر يتحدثون بلغات أجنبية. وفي ما أفادت وسائل إعلام أوكرانية، نقلا عن وزارة الدفاع، ببدء "العملية الخاصة" في مدينة كراماتورسك، من دون إيراد أي تفاصيل. أعلن نائب مدير هيئة الأمن الأوكرانية فاسيلي كروتوف أنه سيتم القضاء على المحتجين في عدم الاستسلام لسلطات كييف. وفي الوقت الذى أصدرت فيه الخارجية الروسية بيانا رسميا حول المعارك الجارية في سلافيانسك وكراماتورسك وسقوط ضحايا، أكدت محذرة أن كييف بدأت حملة عسكرية قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في أنحاء البلاد. وتتواصل في المناطق الجنوبيةالشرقية من أوكرانيا مظاهرات أنصار النظام الفيدرالي في البلاد، الذين يطالبون بإجراء استفتاءات حول الوضع القانوني لأقاليمهم في اطار اوكرانيا. واتسعت الاحتجاجات السبت الماضي لتمتد إلى مزيد من مدن مقاطعة دونيتسك، ومنها سلافيانسك وماريوبول وكراماتورسك، بالإضافة إلى مناطق أخرى. من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تعليق تسليم أوكرانيا الأسلحة والمعدات العسكرية التي تركتها قواتها بعد الانسحاب من القرم، لمنع استخدامها ضد المدنيين. وأوضح أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي أن روسيا تلتزم بالاتفاقات الدولية في إطار ميثاق باريس وقرارات الأممالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا فيما يتعلق بالامتناع عن تصدير الأسلحة إلى المناطق التي تشهد نزاعات، ومن ضمنها مقاطعات جنوب شرق أوكرانيا. هذا ومن المنتظر أن ينعقد اللقاء الرباعي الذي يضم روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في جنيف يوم الخميس المقبل 17 أبريل الجاري لمناقشة الوضع حول الأزمة الأوكرانية، إضافة إلى مناقشة رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قادة 18 دولة أوروبية بشأن قضية توريد الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا. وكذلك رد الاتحاد الأوروبي على هذه الرسالة بعد أسبوع كامل من توجيهها. في نفس السياق، أعلن يوري كليمينكو مندوب أوكرانيا الدائم لدى الأممالمتحدة في مقرها بجنيف أن الوفد الأوكراني لن يبحث في اللقاء الرباعي في جنيف يوم الخميس قضية إقامة نظام فيدرالي في أوكرانيا، مؤكدا أن هذه المسألة ليست مدرجة على جدول أعمال الاجتماع. وأكد الدبلوماسي الأوكراني أن الاجتماع الروسي الأوكراني الأمريكي الأوروبي يهدف بالأساس إلى تسوية الأزمة على حدود أوكرانيا وإعادة ترتيب العلاقات الاقتصادية بين موسكو وكييف.