انحيازه للسائقين ومطالبته بزيادة سعر التذاكر سبباً للإقالة مستشار الوزير للشؤون المالية اتخذ قرار الإقالة.. والدميري وقع فقط!
وزير النقل: فوزى لم يواكب الأحداث «واللى مش هيمشى زى القطر هاقوله مع السلامة»
رئيس الشركة المقال: لا أعلم سبب إقالتي وذمتى المالية «نظيفة».. واللى عايز يعمله الوزير يعمله!
بعد أيام قليلة من إطاحته برئيس هيئة ميناء دمياط اللواء بحرى مصطفى عامر بعد رفضه التستر على فساد شركة «ديبكو» مع وزارة النقل، التى كان يعمل لديها مستشار وزير النقل لقطاع النقل البحرى اللواء إبراهيم يوسف مستشارا خاصا بها، قرر الدكتور إبراهيم الدميرى وزير النقل الإطاحة بالمهندس عبد الله فوزى رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو، مجاملة لمستشاره للشؤون المالية المهندس يحيى إبراهيم.
وفى واقعة فريدة من نوعها قام مكتب الوزير بإرسال فاكس مفاجئ، مساء أمس الأحد، إلى سكرتارية مكتب رئيس المترو، يخطره فيه بإقالته دون ذكر أى أسباب، وتعيين بدلا منه مساعد رئيس الشركة لتشغيل الخط الأول المهندس على فضالى.
«الدستور الأصلي » علم من مصادره أن السبب الرئيسى وراء إقالة عبد الله فوزى هو انحيازه للعاملين بالمترو، وتلبية مطالبهم بالضغط على الوزير وتخويفه المستمر له بأن السائقين سيدخلون فى إضرابات واحتجاجات إن لم تلب مطالبهم، إضافة إلى مطالبته الدائمة للوزارة بالسعى لرفع سعر التذكرة إنقاذا لإيرادات المترو، فى ظل ارتفاع قيمة التذاكر لجميع وسائل النقل الأخرى فى حين ظلت تذكرة المترو بنفس السعر، وكذلك إصراره على الوفاء بوعده للعاملين بصرف مبلغ ال300 جنيه كبدل مجهود، ما عجل بإقالته.ط
مستشار الوزير للشؤون المالية المهندس يحيى إبراهيم كان ينتظر فرصة للانتقام من فوزى والعاملين بالمترو بسبب موقفهم من إقالة المهندس على حسين رئيس شركة المترو الأسبق، حيث إنه كان من أشد المدافعين عنه والمطالبين ببقائه وعدم الاستجابة لمطالب السائقين، حيث عكف مستشار الوزير على تصيد الأخطاء لفوزى وإخطار الوزير بكل تحركاته مع السائقين وإقناعه بإقالته حتى لا يستقوى بسائقى المترو، وهو ما استجاب له الدميرى، وقام بالتوقيع على قرار الإقالة.
من جانبه وفى أول تصريح له عقب قراره بإقالة فوزى، قال الدكتور إبراهيم الدميرى وزير النقل إن قراره يأتى لمصلحة مرفق المترو، ومن أجل الحفاظ عليه، وإعطاء الفرصة لوجوه جديدة ضمن حرصه على تطوير المترو، والارتقاء به، مشيرا إلى أن إقالة المهندس عبد الله فوزى رئيس شركة المترو ترجع إلى عدم مواكبته الأحداث المتسارعة، وبرر ذلك بقوله «واللى مش هيمشى زى القطر هاقوله مع السلامة».
من جانبه قال المهندس عبد الله فوزى، رئيس شركة المترو «المُقال»، إن قرار إقالته مفاجئ، ولم يبلغه أى مسؤول من وزارة النقل به، مؤكدا أنه لا يشغله البقاء أو ترك المنصب، لأنها مهمة ليست بالسهلة، لافتا إلى أنه لا يعلم سبب إقالته، وأبدى فوزى اندهاشه من قرار الإقالة، لأنه التقى وزير النقل منذ يومين بمكتبه بالوزارة، ولم يخبره بأى شىء، بل أكد له أنه راضٍ عن أداء المترو.
وأضاف فوزى «ليس لدىّ أى مخالفات، ولذلك لا يشغلنى شىء، والوزير يعمل ما يحلو له، واللى عاوز يعمله يعمله»، مشيرا إلى أن ذمته المالية نظيفة، وكان حريصا طوال فترة وجوده بالمترو على الحفاظ عليه وتطويره رغم الظروف الصعبة التى مرت بها البلاد.
وقالت مصادر بوزارة النقل إن قرار إقالة فوزى يرجع إلى تدهور أوضاع المترو خلال الفترة الماضية، وتحقيقه خسائر وصلت العام الماضى إلى نحو 100 مليون جنيه، إضافة إلى أن رئيس المترو (المُقال) فشل فى زيادة إيرادات المترو، كما أن قيادات المترو قدموا أكثر من مرة اقتراحات لزيادة الإيرادات، لكنه لم يأخذ بها.
وأوضحت المصادر أن فوزى أهمل التواصل مع كل قيادات المترو وجميع المهندسين والعاملين به، باستثناء سائقى المترو الذين ركز اهتمامه عليهم، وكان يحرص على تلبية كل مطالبهم دون الالتفات لباقى العاملين بالشركة، وأكدت تلك المصادر أن رئيس الشركة (المقال) كان «بيدلع» السائقين لدرجة أنه كان يجلس معهم على قهاوى منطقة عين شمس حيث منطقة سكنه.
وأشارت المصادر إلى أن تعاقد شركة المترو على قطع غيار غير مطابقة للمواصفات وتأخر رئيس الشركة فى اتخاذ قرار بشأنها، أحد أسباب إقالة الوزير للمهندس عبد الله فوزى رئيس الشركة، إضافة إلى أن قطع الغيار غير المطابقة للمواصفات وزيادة خسائر شركة المترو العام الماضى كانت أهم أسباب الإطاحة به.