خرج يسري الجمل بعد أن طعَّموه ودخل رئيس البريد بعد أن خصخصوه يسري الجمل علاء فهمي وزيرًا للنقل وأحمد زكي بدر للتربية والتعليم و4 محافظين جدد المنصبان مكافأة ل «فهمي» علي خصخصة البريد والفشل في مواجهة الإضرابات.. وجائزة لبدر علي تحويل الجامعة إلي ثكنة عسكرية تدار أمنيًا وتحويل المعيدين إلي موظفين! فرحة عارمة بين موظفي البريد وجامعة عين شمس لرحيل «فهمي» و«بدر».. ودهشة للإبقاء علي عدلي حسين ورحيل محافظ بني سويف بعد ضربه! كعادته دائما، فاجأ الرئيس مبارك الجميع بتعديل وزاري محدود جدًا، وأصدر أمس قرارًا جمهوريًا بتعيين الدكتور أحمد زكي بدر وزيرًا للتربية والتعليم بدلاً من الدكتور يسري الجمل، وتعيين المهندس علاء فهمي وزيراً للنقل خلفا للوزير محمد لطفي منصور المستقيل منذ شهرين عقب كارثة قطاري العياط، كما شمل القرار الجمهوري تعيين ثلاثة محافظين جدد، ونقل وزير رابع، والمحافظون هم: مراد محمد موافي محافظًا لشمال سيناء، وأحمد حسين مصطفي إبراهيم محافظاً لمطروح وسمير سيف اليزن محافظاً لبني سويف وكان يعمل سكرتيرًا عامًا لمحافظة الفيوم، ومحمد عبدالفضيل شوشة محافظًا لجنوب سيناء منقولاً من شمال سيناء، وقدري يوسف أبوحسين محافظًا لحلوان. وفور إعلان الخبر، انتابت أمس موظفي هيئة البريد بالمقر الرئيسي بالعتبة وبالمحافظات المختلفة فرحة عارمة لرحيل فهمي، الذي ظل في المقر الرئيسي بالعتبة حتي الساعة الثانية بعد ظهر أمس ونزل مسرعاً قبل صدور القرار الجمهوري بدقائق، فيما اختفي أمس نوابه ومستشاروه عن الأنظار. ووصف مراقبون تغييرات الرئيس وتعديلاته الوزارية ب «التغييرات الوهمية»، خاصة أنها جاءت لتكافئ الفاشلين في مناصبهم، وأبدي المراقبون دهشتهم من تعيين علاء فهمي وزيرًا للنقل جرَّاء الوقت الذي تسبب فيه في كوارث عديدة بهيئة البريد التي يرأسها منذ فبراير 2006 عقب تعيين علي مصيلحي وزيرًا للتضامن الاجتماعي. ولم تشهد هيئة البريد موجة إضرابات واعتصامات في تاريخها إلا خلال فترة رئاسة علاء فهمي، فقد فشل في إدارة أزمة خريجي كلية التجارة شعبة بريد بجامعة حلوان ورفض تعيينهم واكتفي، وكان الحل هو أن يدفع 5 ملايين للجامعة لإلغاء شعبة البريد نهائياً والتخلص منها، وفشل في إدارة أزمة إضراب موظفي البريد، ولجأ إلي الحلول الأمنية وأعطي أوامره لمباحث البريد لاعتقال الموظفين الأبرياء رغبة منه في الانتقام، وأحال عددًا كبيرًا منهم للتحقيق، وفشل إداريًا، وسادت ولا تزال حالة من الاحتقان بسبب التخبط والمحسوبية والرواتب الباهظة، ومجاملة أعضاء نادي المعادي! كافأ الرئيس مبارك علاء فهمي بعد تنفيذه مخطط خصخصة هيئة البريد وتحويلها إلي هيئة اقتصادية علي حد زعمه، وهو ما كشفته «الدستور» بتحويل كل استثمارات الهيئة إلي شركة البريد للاستثمار وإدراجها في البورصة. أولي علامات الاستفهام حول المجيء بعلاء فهمي أنه خريج الكلية الفنية العسكرية، ولا علاقة له بملف النقل، وكانت علاقته بأحمد نظيف هي السبب الرئيسي في تصعيده، فقد عرفه عندما كان «فهمي» مديرًا لشركة «نايل أون لاين» المتخصصة في الإنترنت، وعندما أصبح «نظيف» وزيرا للاتصالات جاء به رئيسًا لجهاز تنظيم الاتصالات رغم عدم تخصصه أيضًا، ثم قام بتصعيده لرئاسة هيئة البريد، وتوقع مراقبون أن يكون الإتيان بعلاء فهمي هدفه تنفيذ سيناريو مماثل لخصخصة هيئة السكة الحديد. الأمر نفسه تكرر في جامعة عين شمس، فشهدت الجامعة أمس حالة من الفرح بين موظفي الجامعة وأعضاء هيئة التدريس بعد رحيل «بدر» الذي كان موجودًا حاليًا في السعودية وقت صدور القرار الجمهوري ويحلف اليمين اليوم أمام الرئيس مبارك. وكان المنصب الجديد ل «بدر» مكافأة له علي سماحه باقتحام البلطجية لحرم الجامعة، وتبني سياسة قمع المعارضين داخل الجامعة، ومكافأة علي تحويله المعيدين والمدرسين المساعدين من أعضاء هيئة التدريس إلي الأعمال الإدارية، ومكافأة علي إلغائه كلية التربية النوعية وضمها إلي كلية التربية، ومكافأة علي إنشائه وحدة أمنية من ضباط الداخلية - تلاميذ والده وزير الداخلية الأسبق - لتأديب الطلاب المعارضين والتجسس علي الأساتذة، ومن ناحية أخري قال الدكتور يسري الجمل - وزير التعليم المقال - ل «الدستور»: «عرفت الخبر من رئاسة الوزراء بعد أن تم تطعيمي بلقاح إنفلونزا الخنازير ولم أكن أعرف الخبر من قبل، حتي إن سفير سلطنة عماد الجديد بالقاهرة قابلني للتعرف عليّ لبحث سبل التعاون في مجال التعليم بين البلدين والتقيت وزيرة التعليم الأيرلندية صباح أمس». وأثار الخبر ارتباكًا بين قيادات الوزارة، خاصة أنه جاء مع أول يوم تطعيم للطلاب وقبيل امتحانات الفصل الدراسي الأول المقرر عقدها بعد منتصف يناير الجاري. من ناحية أخري، شهدت جامعة عين شمس موجات عديدة من الاعتصامات، وسعي «بدر» لتأجيج الفتنة بين الطلاب، مستندا إلي خلفيته الأمنية، وعضويته في الحزب الوطني، ونفس الأمر مع علاء فهمي - عضو اللجنة الاقتصادية بالحزب الوطني - والذي كان أحد المشاركين الأساسيين في تنفيذ مشروع الصكوك الشعبية الفاشل الذي تراجعت عنه الحكومة مؤخرًا. وفي محافظة بني سويف، كشفت مصادر مطلعة أن إعفاء الدكتور عزت عبدالله محافظ بني سويف المقال من منصبه جاء عقب ما نشرته «الدستور» أمس الأحد ووسائل الإعلام عن تعدي أهالي قرية بني سليمان عليه، وعلي قيادات المحافظة ورشقه بالحجارة، وتلقي «عبدالله» في الحادية عشرة صباح أمس اتصالاً تليفونيًا، خرج بعده من مكتبه متوجهًا إلي الاستراحة طالبًا من مدير مكتبه جمع متعلقاته، الغريب في قرار الرئيس، أنه أبقي علي عدد من المحافظين الفاشلين مثل عدلي حسين محافظ القليوبية الذي شهدت محافظته كوارث عديدة، آخرها كارثة قرية البرادعة!