لم نكن نتوقع مثل هذا الصنف من الوحشية.. وسفينتنا «تحولت إلي بحيرة من الدماء» متظاهرون من أندونيسيا ضد المجزرة الإسرائيلية كشفت روايات شهود عيان كانوا علي متن سفن «أسطول الحرية» لكسر حصار غزة، عندما هاجمتهم قوات الكوماندوز الإسرائيلية وقتلت تسعة منهم الاثنين الماضي، الأكاذيب الإسرائيلية حول الهجوم الوحشي. وقال المواطن الألماني المعني بالقضية الفلسطينية نورمان بيخ، إنه لم ير سوي عصا خشبية لُوِح بها عندما نزل الجنود علي السفينة، وتقول إسرائيل إن جنودها هوجموا ب «السكاكين، والهراوات وأسلحة أخري» وإنهم فتحوا النار دفاعا عن النفس. واعترض بيخ علي هذه الرواية قائلا: «لم تكن العملية دفاعا عن النفس، فأنا شخصيا رأيت عصاتين اثنتين ونصف العصا استخدمت ليس أكثر... لم يكن هناك أي شيء آخر في واقع الأمر ولم نر أبدا أي سكين». وأضاف السياسي الألماني بعد عودته إلي برلين ملفوفا في بطانية زرقاء: «هذا هجوم علي مهمة إنسانية في مياه دولية... لقد كانت قرصنة واضحة.» وقالت زميلته ومواطنته إينجه هوجر إنهما كانا علي متن السفينة لأهداف «سلمية». وواصلت قائلة: «كنا نريد نقل مساعدات إلي غزة، ولا أحد كان يحمل سلاحا». وتابعت: «كنا مدركين أن الرحلة لن تكون رحلة استجمام عبر البحر لتسليم الغذاء إلي غزة، لكننا لم نكن نتوقع مثل هذا الصنف من الوحشية». وقال المواطن التركي بيرم كايلون بعد عودته لإسطنبول: «القبطان... قال لنا 'إنهم يُطلقون النار عشوائيا، إنهم يهشمون النوافذ ويقتحمون الأماكن، لهذا عليكم أن تخرجوا من هناك في أسرع وقت ممكن. «كانت هذه آخر محادثة معه». ونقلت الصحيفة أيضا عن الناشطة التركية نيلوفر جيتين قولها إنها اختبأت هي وطفلها في الحمام في الطوابق السفلية، فيما كانت قنابل الصوت، الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع تنفجر فوقهم، وأضافت جيتين أن السفينة التي كانت علي متنها «تحولت إلي بحيرة من الدماء». وأضافت: «وضعت قناع الغاز وسترة النجاة علي طفلي، لأنهم استخدموا قنابل الدخان تليها اسطوانات الغاز، وبدأوا في النزول علي ظهر السفينة بالطائرات الهليكوبتر». ووصفت الهجوم بأنه «سيئ للغاية ووحشي». وقالت إيارا لي، وهي مخرجة برازيلية كانت علي متن السفينة مرمرة: إن القوات الإسرائيلية اقتحمت السفينة بعد قطع جميع الاتصالات و«بدأت إطلاق النار علي الناس». كما نقلت الصحيفة عن السياسية الألمانية أنيت جروث القول إنها شاهدت الجنود الإسرائيليين خارج مقصورتها، بعد أن اقتحموا السفينة. وأضافت: «إنهم كانوا يطلقون النار دون سابق إنذار». وتابعت: «لقد كانت مثل الحرب.. كانت لديهم مسدسات وقنابل الغاز المسيل للدموع وأسلحة أخري، مقابل اثنتين ونصف من العصي.. والحديث عن الدفاع عن النفس أمر مثير للسخرية». وقالت الصحيفة إن الناشط اليوناني ديميتريس جيلاليس كان علي متن السفينة الثالثة وأدلي بإفادة مماثلة. وقال: «فجأة ومن كل مكان شاهدنا قنابل الغاز قادمة إلينا، وخلال ثوان صعدت القوات مجهزة تجهيزا كاملا إلي متن السفينة، وأطلقوا طلقات مطاطية، والصعق بالصدمات الكهربائية، واستخدموا كل الطرق التي تخطر ببالك». وقال آخرون إن التعامل بقوة لم ينته بعد أن اقتادتهم القوات الإسرائيلية إلي السجن في اسرائيل. وقال أريس بابادوكوسكتوبولوس: «خلال التحقيق، تعرض الكثيرون للضرب المبرح أمامنا». وأضاف آخر: «كان هناك سوء معاملة بعد إلقاء القبض علينا».