أرودجان لإسماعيل هنية : سنظل ندعمكم حتى لو بقينا وحدنا ومهما كان الثمن داوود أوجلو حذر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوجلو اسرائيل من محاكمة أي متضامن من نشطاء أسطول الحرية في محاكم اسرائيلية بتهمة مهاجمة جنود اسرائيليين. وقال أوجلو في مؤتمر صحفي بأنقرة أنه إذا قامت اسرائيل بذلك فستقوم تركيا بملاحقة المسؤولين الإسرائيلين في المحاكم الدولية. وجدد الوزير التركي تمسك بلاده بمواصلة محاولات إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، معلناً في الوقت نفسه أن أنقرة طالبت بفتح تحقيق دولي وليس اسرائيلي في حادث المجزرة، مؤكداً أن تركيا ستطالب اسرائيل بتعويضات لأسر ضحايا شهداء القافلة. كما هدد أوجلو تل أبيب بتغيير وجه العلاقات مع اسرائيل اذا لم تفرج بشكل فوري عن المعتقلين الأتراك في السجون الإسرائيلية، مضيفاً بالقول إن علاقة تركيا باسرائيل في المرحلة القادمة تعتمد على الموقف الإسرائيلي من فتح لجنة تحقيق دولية في الحادث. في سياق متصل أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان في اتصالٍ تليفوني مع إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة استمرار دعم الحكومة التركية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة "مهما كان الثمن" مشددا على ضرورة كسر وإنهاء الحصار كليًّا عن قطاع غزة "باعتباره استحقاقًا لشعبنا، ويجب أن يكون نتيجةً طبيعيةً لما حدث من جرمٍ صهيوني". كما عبر أردوجانعن تضامنه الكامل مع غزة، مشيرًا إلى أن أسطول الحرية شارك فيه ما يزيد عن 33 دولةً، "مما له من دلالة على أن الكيان الصهيوني ليست في مواجهة تركيا وحدها وإنما في مواجهة العالم" ، وأبلغ أردوجان نظيره الفلسطيني بالاتصالات ، والإجراءات التي قامت بها أنقرة في متابعة ما حدث مع الأسطول، وتركيزه خلال الاتصالات على ضرورة إنهاء الحصار عن غزة، قائلا لهنية: "سنظل ندعمكم حتى لو بقينا وحدنا". من جهة أخرى، شنت وسائل الإعلام التركية هجوما شديدا على إسرائيل بعد قيامها بالمجرزة البحرية التي راح ضحيتها 20 قتيلا وعشرات الجرحى من ضحايا أسطول قافلة الحرية . وخصّصت صحيفة "توداي زمان" المقربة من الحزب الحاكم 5 عناوين للحدث الفلسطيني على صفحتها الأولى: "إسرائيل تثير العالم عليها"، و"إسرائيل ستدفع الثمن غالياً"، و"أردوجان يتهم إسرائيل بإرهاب الدولة"، و"موقع إسرائيل يرتج" مع صورة لعلم إسرائيل محاصَراً من الجهات الأربع. واوردت الصحيفة التركية استطلاعا لرأي نواب وأكاديميين وسياسيين أتراك عن مستقبل العلاقات امع تل أبيب ، وحسب سولي أوزيل الأستاذ المعروف في جامعة بلجي التركية فإن الفترة المقبلة ستشهد تغير موازين القوى في الشرق الأوسط، موضحا ان إسرائيل تدفع حليفتها السابقة تركيا، إلى موقع العدو بدلا من الصديق . كما نقلت الصحيفة عن إحسان داجي الأستاذ بجامعة الشرق الأوسط أنه «من اليوم فصاعداً، لن تتمكن أي مؤسسة تركية، بما فيها الجيش، من تبرير أي تعاون مع إسرائيل»، مشيراً إلى أنّ الجريمة الإسرائيلية «قتلت أي إمكان للعمل معاً في أي مجال» وأعرب داجي عن ثقته بأنّ السلوك الإسرائيلي «لا يتعلق حصراً بحصار غزة، بل يستهدف أيضاً الدور التركي المتصاعد في الشرق الأوسط وخصوصاً دورها في ما يتعلق بإيران»، في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي كانت تركيا أحد موقعيه مع البرازيل. بدورها أشارت صحيفة "حرييت" التركية أبرز صحف المعارضة بأنقرة إلى أن الحكومة التركية قد تقوم بإجراءات صارمة خلال الفترة المقبلة ضد تل أبيب منددة بما أسمته "الغطاء الأمريكي" الذي وفرته واشنطن للجريمة في مجلس الأمن الدولي ، بينما علّق كاتب افتتاحيتها سادات أرجين بالقول إن «العلاقات مع إسرائيل بلغت أدنى مستوى، ومن الصعب الآن إصلاحها». وتنوعت عناوين الصحيف التركية بين " إرهاب الدولة " في صحيفة "ملييت"، و " إنها دولة الإرهاب " في صحيفة «وطن» كما عنونت صحيفة «الصباح» صفحتها الرئيسة بعنوان "انتفاضة عالمية على المجزرة الإسرائيلية" ، وكتبت صحيفة "يني شفق" اليمينية في عنوانها الرئيسي "إسرائيل ارتكبت إرهاب دولة" أما الصحف الليبرالية فلم تحتلف عن نظيراتها حيث خصصت صحيفة «ردايكال» الليبرالية عنوانين للحدث هما "شاهدنا البربرية مباشرة على الهواء" على خلفية سوداء إشارة لحالة الحداد، و"لا تتوقعوا أن نعلن الحرب على إسرائيل ، موضحة في افتتاحيتها أن الأتراك الذين سقطوا في "مرمرة الزرقاء"، هم "أول ضحايا يُقتلون بسلاح أجنبي منذ التدخل العسكري في قبرص عام 1974" حسب وصفها.