فى لقاء شديد الأهمية يدلّ على اهتمام شديد بالأحداث الأخيرة فى تركيا ورغبة فى وجود مخرج للمجتمع التركى والمجتمع الإسلامى مما يعانيه من فشل الحُكَّام الإسلاميين، يجمع بين أكثر من ثمانين مفكرًا وكاتبًا صحفيًّا وأكاديميًّا عربيًّا وتركيًّا، تقيم مجلتا «حراء» و«تركيش ريفيو» التركيتان مؤتمرًا دوليًّا لمناقشة قضية باتت على المحك فى تركيا منذ نحو شهرين، وظهرت فى البلدان العربية منذ سنوات، قضية «الإسلاميون وامتحان الدولة.. نحو نماذج بديلة فى التحوُّل المجتمعى».
المؤتمر يبدأ غدا الإثنين فى التاسعة صباحًا بكلمة ترحيبية من الدكتور مصطفى أوزجان، مستشار وقف البحوث الأكاديمية والإنترنت بإسطنبول التابع لحركة «الخدمة» التركية، حول أهمية منتدى المفكرين العرب والأتراك، يليه فى العاشرة إلا الربع الجلسة الأولى التى ينسّقها الكاتب الصحفى التركى إحسان يلماز، وموضوعها «امتحان الإسلاميين بالدولة.. بين امتلاك السلطة وخدمة الإسلام»، يتحدث فيها الأستاذ مصطفى يشيل، رئيس جمعية الكتاب والصحفيين بتركيا، ثم الدكتور حسن مكى الذى يتحدث حول «النماذج الفوقية فى العالم الإسلامى وأثرها على التحول المجتمعى والحركات الإسلامية».
وفى الجلسة الثانية ليوم الإثنين التى ينسقها كوهان باجيك الكاتب الصحفى بجريدة «تودايز زمان» يُناقَش موضوع «المجتمع المدنى وقراءة فى الأحداث الأخيرة فى تركيا»، يتحدث أولًا الكاتب الصحفى التركى الأستاذ كريم بالجى عن «ما الذى يحدث فى تركيا؟ حقيقة الصراع بين حزب العدالة والتنمية وحركة الخدمة»، يليه الكاتب الصحفى التركى على بولاج، من حزب العدالة والتنمية، الذى يتحدث حول موضوع «إسلاموى أم إسلامى.. أم ماذا؟»، ثم يتحدث الأستاذ أحمد قعلول القيادى بحركة النهضة بتونس فى موضوع «الإسلاميون بين إغراء الدولة الحديثة وتحديات المجتمع».
يوم الثلاثاء يبدأ بالجلسة الثالثة تحت عنوان «مفهوم التغيير من منظورَى النموذج الثقافى المجتمعى والنموذج السياسى، التى ينسّقه الدكتور سواش كنج من جامعة الفاتح، ويتحدث فيها أولا الدكتور سمير بودينار، رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية فى مدينة وجدة بالمغرب، حول موضوع «نموذج التغيير المجتمعى من خلال حركة الخدمة ومحددات رؤية العالَم العربى»، يليه الكاتب الصحفى بجريدة «زمان» التركية ممتاز أر ترك أونه الذى يتحدث فى موضوع «الدولة الإسلامية ونهاية الإسلاموية».
بعد هذا تبدأ الجلسة الختامية للمؤتمر التى تشمل قراءة تقرير راصد لأهم اتجاهات النقاش فى الجلسات، ثم كلمة ختامية وشكر باسم مجلة «تركيش ريفيو» يلقيها كريم بالجى، ثم كلمة ختامية وشكر باسم مجلة «حراء» يلقيها السيد نوزاد سواش، المشرف العامّ على المجلة، يتناول فيها أهمية الكتابة فى الشأن العام والحثّ عليها.
نوزاد سواش، المشرف العام على مجلة «حراء»، صرّح ل«الدستور الاصلي بأن «الهدف من المؤتمر هو إقامة حوار بين هذه العقول العربية والتركية، التى تشترك فى الأرضية الإسلامية، التى ترى ما يعانيه المجتمع الإسلامى من تخبُّط حُكّامه»، مضيفًا «لا أدرى إلامَ تصل النقاشات، وهل تصل إلى حلول أم لا، لكن إقامة الحوار هى دائمًا خطوة أولى نحو الحلّ»، مؤكِّدًا «أنتم العربَ تفكّرون، ونحن الأتراك نعمل».
وفى الكلمة الإطارية للمؤتمر يقول الأستاذ إحسان يلماز «يقوم النموذج الثقافى المجتمعى بوصفه فلسفة ورؤية لتحقيق مقتضيات الاستخلاف والعمران، على تحليل إرادة المجتمع وإكساب وداته كل الفاعلية المطلوبة لتتحرك ذاتيّا نحو بناء المجتمع وشهود الأمة ورشاد الإنسانية»، مضيفًا «ربما كان هذا الواقع موجبًا إضافيًّا لالتقاء المفكرين والباحثين والكتاب، المهتمين بالقضايا الحية لعالمنا، وبما يعتمل فى مجالنا الخاص تحديدا فى ارتباطه بسياق الأفكار والاجتهادات، وإنتاجه للأحداث والتمثلات والمواقف»، مؤكدا أن «الهدف لا يمكن أن يتمّ إلا من خلال نخبة مشتركة بين المجالين العربى والتركى بخاصة، برؤية واضحة تحمل وعيًّا جمعيًّا مشتركًا بسياقات الواقع».