النساء يكتسين السواد ويرفعن الاحذية اعتراضا على تعنت الهيئة العامة للطرق وعدم تحرك المسؤولين .. واعتصام مفتوح أمام مجلس المدينة المصائب لا تترك هذه المدينة حيث اعتاد أهلها على لحظات الفراق فكل يوم تتصاعد الارواح الى السماء نتيجة الحوادث الحتمية الناتجة عن تصادم السيارات المتحركة على الطريق الفاصل بين مدينتي ( الحسينية – فاقوس ) وكان جديرا بأن يطلق عليه ابناء المدينة (طريق الموت) بعد مصرع المئات من شباب المدينة في حوادث مختلفة، لكن أهالى المنطقة كان لهم وقفة حاسمة هذه المرة حيث أعلنوا عن أعتصام مفتوح أمام مجلس مدينة الحسينية حتى يتم وضع حد لهذه الكارثة، الطريق الفاصل بين الحسينية – فاقوس مخيف جدا نظرا لأنه يعمل على اتجاهين رغم ضيقه حتى واذا افترضنا أنه اتجاه واحد !!.
ونظم الالاف من مدينة الحسينية وقفة احتجاجية اليوم السيبت ومن الامور الملفتة أن الرجال والنساء والاطفال والشيوخ والشباب من القرى المجاورة تضامنوا مع ابناء المدينة وكان السبب الرئيسي وراء هذا الغضب العارم هو الحادث الأخير والذي نتج عنه مصرع الدكتور عبد السلام الشبراوي ونجله أحمد الطالب بكلية الصيدلة ونجلته حنان الطالبة بالثانوية العامة.
أما النساء فارتدين الأسواد، رافعين الأحذية اعتراضا على تعنت الهيئة العامة للطرق وعدم تحرك المسؤولين.
وأعلن المئات فرض اعتصام مفتوح أمام مجلس مدينة الحسينية احتجاجا على عدم توسيع ورصف طريق (الحسينية- فاقوس) والمدرج في وزارة التخطيط منذ اكثر من 10 سنوات بالاضافة الى ان الهيئة العامة للطرق ادرجته على انه الطريق رقم واحد لخطة عامة 2012 وعلى الرغم من ذلك فإن الهيئة تجاوزته وقامت بتنفيذ عشرات الطرق الاخرى في الوقت الذي اصبح فيه الطريق "مقبرة الشباب"، واكد المعتصمون أنهم لن يبرحوا اماكنهم حتى سرعة العمل على انهاء الكارثة وتوسيع الطريق ورصفه لايقاف نزيف الدماء
ومن جانبه قال المهندس جلال القادري احد الشخصيات المعروفة بالمدينة ، كان من المفترض ان يتم الانتهاء من توسيع الطريق منذ سنوات ولا نعلم السبب وراء هذا التباطؤ حيث ادرج طريق الحسينية فاقوس للانتهاء منه وكنت وقتها عضو مجلس محلى المحافظة لكننا تفاجأنا بتجاهل تام مشيرا الى ان حالة الغضب المسيطرة على الاهالي غير مسبوقة ويجب التعامل معها على محمل الجدية حتى لا تتفاقم الازمة.
ومن جانبه تساءل محمود الأحرش أحد اهالى المنطقة كيف لا يتم الاهتمام بطريق يستقبل عشرات الرحلات السياحية ومن المعروف انه نتيجة نقص الخدمات فتلك الرحلات لا تستغرق سوى يوم واحد حيث يوجد منطقة صان الحجر الأثرية وغيرها من المناطق الأخرى مشيرا الى أن البلدة انتفضت ولم يعد هناك مجال للتقاعس
ومن جانبه قال محمد عبد الله على مرسي احد المعتصمين، الصدمات التي نتعرض لها وقصص وحكايات الموتى المختلفة تدفعنا الى مواجهة هذه المأساة بسلاح الاعتصام ومن الممكن أن يتصاعد الغضب لانه لا يوجد بيت في هذه المدينة إلا وتذكر حادثة كانت سببا في فقدان حبيب بسبب عدم اتخاذ المسؤولين اي خطوات ملموسة ونحن لا نطلب الى تنفيذ القرار وتوسيع الطريق وهو حق أصيل لنا .