نسبت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إلى مصادر مقربة من الفريق أول عبد الفتاح السيسى قولها إن الجنرال حوَّل اهتمامه الآن نحو سلسلة واسعة من المشكلات التى تواجهها مصر، من الصحة والتعليم إلى الدعم والاستثمارات، بعد أن حقق انتصارًا بتمرير دستور ذى صبغة ليبرالية. الوكالة أضافت أن هذه المعلومات تقدِّم أحدث مؤشر على أن وزير الدفاع يعتزم الترشح للرئاسة، وهو ما يمثِّل تحوُّلًا للجنرال، صاحب ال59 عامًا، الذى بدأ حياته ضابطًا فى سلاح المشاة. وتمضى للقول إن السيسى يظلّ شخصية عصيَّة على الفهم، فقليل ما هو معروف عن حياته الخاصة. ونقلت الوكالة عن عادل إسكندر، خبير الشؤون العربية فى جامعة جورج تاون أنه «يبدو أن قوة السيسى الشعبوية مستمَدَّة من قدرته على غرس الأمل والفرح والفخر فى قلوب كثير من المصريين»، وتابعت الوكالة «كان واضحا هذا الأسبوع أن كثيرًا من الناس صوتوا للسيسى بقدر تصويتهم للدستور الجديد»، وبالنسبة إلى الليبراليين الذين كان متوقَّعًا أن يعارضوا تدخُّل الجيش، حسب تعبيرها، يقدِّم السيسى بديلًا لكابوس مزعج بانحدار مصر نحو حكم دينى. أما المحافظون من المصريين الذين يمكن أن يكونوا قد صوتوا لمرسى فى السابق، فإن شخصية الجنرال البسيطة تحمل كثيرًا من الجاذبية، وبدا الرجل حالة نادرة لقائد عسكرى كبير يتسم بالورع الدينى. وقالت الصحيفة إن هذا المزيج من سحر الشخصية والورع يُعَدّ أمرًا فريدًا فى التاريخ السياسى المصرى الحديث. وقد ظهر حرصه على العدل عندما أظهره أحد الفيديوهات المسرَّبة وهو يحذر ضباطه من سوء معاملة الجنود، فى حين أن تأييده لاقتصاد السوق الحرة كان واضحًا عندما قال فى فيديو آخر إنه يودّ لو أن مستخدمى الهواتف المحمولة يدفعون مقابل المكالمات التى يستقبلونها. وكشفت الوكالة نقلًا عن مصادر داخل الجيش، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن وزير الدفاع يعكف خلف أبواب مكتبه المغلق على مراجعة ملفات كثيرة تتعلق بقضايا داخلية كالتعليم والخدمات الاجتماعية والدعم والاستثمارات. وتضيف هذه المصادر أن هناك خطة واسعة لانتشال مصر من أزماتها قد تمت صياغتها، منها محاولة جمع المصريين حول مشروع قومى، مثل بناء مفاعل نووى لتوليد الكهرباء، وإصلاح العشوائيات، وبرنامج شامل للرعاية الصحية.