قالت وكالة الأسوشيتدبرس إن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى يتطلع إلى مشاركة شعبية قوية فى الاستفتاء، المقرر على مشروع الدستور، الأسبوع المقبل، باعتبارها تفويضا على ترشحه للرئاسة. وأضافت الوكالة الإخبارية الأمريكية، فى تقرير، الخميس، أن الجنرال الذى يحظى بشعبية جارفة منذ أن أطاح بالرئيس الإخوانى محمد مرسى، ربما يواجه خيبة أمل بعد أن تعهد خصومه الإسلاميون بمقاطعة الاستفتاء ومواصلة المظاهرات التى تهدف لإبقاء الناخبين فى منازلهم بعيدا عن الدوائر الانتخابية.
ووفقا لمسئولين كبار، حسب وصف الوكالة، فإن ترشح السيسى للرئاسة سوف يعتمد على عما إذا كانت دول الخليج، الصديقة لمصر، مثل السعودية والإمارات، ستتعهد بمساعدات مالية كافية لإبقاء الاقتصاد المصرى، واقفا على قدميه وتضخ أموالا فى المشاريع التنموية الكبرى، ما من شأنه أن يخلق عددا كبيرا من فرص العمل ويسمح لوزير الدفاع للبقاء على الدعم الشعبى بينما يبحث عن علاج طويل المدى للعلل الاقتصادية فى البلاد.
وترى الوكالة أن تمرير الدستور بأغلبية تصل إلى 70 % أو أكثر، مع إقبال كبير، من شأنه أن يكرس شرعية الحكومة المؤقتة التى أرساها الفريق السيسى، عندما أطاح بمرسى فى 3 يوليو الماضى، فى أعقاب ثورة شعبية شهدت احتجاج ملايين المصريين، المطالبين برحيل نظام جماعة الإخوان المسلمين.
وتشير إلى أن الكثير من المصريين ينظرون إلى السيسى باعتباره المنقذ، بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات العاصفة، والتركة الثقيلة من الفساد والظلم الاقتصادى والاجتماعى الذى خلفه نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وتلفت إلى أن آخر مرة طلب فيها السيسى تفويضا شعبيا كانت أواخر يوليو الماضى، عندما دعا المصريين للتظاهر دعما لحربه على الإرهاب، وتقول الوكالة إن "ملايين" المصريين استجابوا وقتها لدعوته.
وتقول الأسوشيتدبرس إنه من خلال إجراء عدة مقابلات مع مسئولين بارزين، بينهم اثنان من الوزراء وجنرالات بالجيش، ومسئولين أمنيين ورجال دين كبار، ومسئولين بوزارة الداخلية، الأسبوع الماضى، فإن أولئك رسموا صورة مختلطة معقدة بشأن المعضلة التى تواجه السيسى عند تفكيره فى الترشح للرئاسة. وأشاروا إلى أنه قلق حيال حجم الإقبال على استفتاء الدستور والموافقة عليه.
ووفقا للمسئولين فإنه إذا كان حجم الإقبال على التصويت أو تمرير الدستور كان أقل من التوقعات فإن السيسى، سيظل واقفا خلف كواليس السلطة، محتفظا بمنصبه بصفته وزير الدفاع والنائب الأول لرئيس الوزراء، ويلقى يثقله خلف مرشخ آخر من اختياره.
وتشير الوكالة إلى أن تأكيد المسئولين أن السيسى يرغب فى تأييد شعبى، مؤكد وتعهد جازم بالمساعدات المالية من دول الخليج قبل إعلان ترشحه للرئاسة، هو أمر مفهوم، نظرا للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية وارتفاع معدل البطالة والتضخم وسوء الخدمات ونظام التعليم الضعيف فى مصر.
وفيما لم يعلن، السيسى، حتى الآن ترشحه للرئاسة ولم يتحدد بعد موعد الانتخابات الرئاسية، فإن خليل العنانى، الزميل بمعهد واشنطن للشرق الأوسط، وأحد رجال الإخوان فى الولاياتالمتحدة، راح يتهمه بأنه لم يقدم برنامجا اقتصاديا متماسكا يعالج المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الحقيقية فى مصر".
وأضاف العنانى أن لا يمكن الاعتماد على المشاعر المعادية للإخوان المسلمين للحصول على الدعم، وإنما هناك حاجة لتقديم حلول للقضايا الاقتصادية والاجتماعية.
وتشير الأسوشيتدبرس إلى أن أنصار جماعة الإخوان المسلمين واصلوا احتجاجاتهم التى يصرون على أنها سلمية، رغم أن معظمها يشهد عنفا مع رشق المحتجين للشرطة، بالحجارة والقنابل الحارقة، بل شهدت هذه التظاهرات، فى الآونة الأخيرة، مزيدا من أنصار الجماعة الذين يستخدمون الأسلحة النارية.
وهذا ما يثير مخاوف من قيام جماعة الإخوان "الإرهابية" وأنصارها الإسلاميين بمحاولة تعطيل الاستفتاء على الدستور، وبالتالى يدفع بالتشكيك فى نزاهة عملية التصويت، حسب مسئولين أمنيين.
وتشير الوكالة إلى أن عودة بعض أعضاء نظام مبارك إلى المشهد السياسى أثار القلق داخل الشباب العلمانى، والليبرالى، الذى لعب دورا حيويا فى ثورتى مصر، غير أن المسئولين الذين التقت بهم الأسوشيتدبرس، أكدوا أنهم لن يسمحوا بعودة أى من مسئولى نظام مبارك المتهمين بالفساد إلى السياسة.
وتضيف الوكالة أن أولئك المسئولين نأوا بأنفسهم عن أى حملة ضد الجماعات الشبابية وشددوا على أن أى حملة إعلامية تحاول تشويه سمعة الشباب الثورى، لا تتمتع بموافقة الجيش.