الجندى: الجماعة تحاول اختراق الأزهر منذ فترة.. والحل الأمنى وحده لا يكفى «الأزهر يتم تدنيسه»، لكن هذه المرة ليس بأقدام المحتلين، لكن بأفعال طلابه المنتمين إلى الإخوان، الذين لم يجدوا حرجًا فى إحراقه وتعطيل الدراسة به وعرقلة الامتحانات والاعتداء على الأساتذة، والسؤال الذى يطرح نفسه الآن كيف ينتهى العنف من جامعة الأزهر؟ لكن قبل الإجابة عنه لا بد من التساؤل: لماذا كل هذا العنف بالذات فى جامعة الأزهر؟ وما علاقة جماعة الإخوان بالأزهر؟
الدكتور محمد الشحات الجندى الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، يرى أن الإخوان منذ وقت طويل وهم يركزون دعايتهم «لاختراق» جامعة الأزهر، خصوصًا فى الكليات غير الشرعية مثل التجارة والتربية، بينما الكليات الشرعية مثل أصول الدين والشريعة والقانون واللغة العربية فوجودهم فيها محدود، مضيفًا أن الجماعة منذ وقت طويل وهى تحاول التغلغل بين الطلاب مستخدمة شعارات دينية «تدغدغ» مشاعر الشباب، كما أنهم يرفعون شعار «الإسلام هو الحل»، وتطبيق الشريعة، وبالتالى يقع بعض من الطلاب فى فخهم، غير فاهمين أن هذه المقولات «حق يراد به باطل». الجندى أضاف أن الجماعة تعتمد بالأساس على المعاهد الأزهرية، خصوصًا تلك الموجودة فى القرى والنجوع، لتكوين الكوادر التى تمارس الأعمال الإجرامية، مشددًا على أن هذه الأعمال ليست وليدة الساعة، إنما لها جذور، حيث ظهرت منذ عدة سنوات ميليشيات لطلاب الجماعة فى عرض عسكرى داخل الجامعة، وقتما كان الدكتور أحمد الطيب رئيسًا الجامعة، لافتًا إلى أن الجماعة تحاول السيطرة على الأزهر وجامعته منذ فترة، «لكنهم لن ينجحوا فى السيطرة عليه». الجندى أضاف أنه يجب التعامل على أكثر من جهة للقضاء على هذه الأزمة، وأن لا يتم الاعتماد فقط على الحل الأمنى، وإن كان ضروريًّا للتعامل مع الخارجين عن القانون من الطلاب، مشددًا على ضرورة محاربة فكر الجماعة المتشدد بالفكر الإسلامى المستنير الذى لا يقر العنف، موضحًا أنه لا يجوز حرق دور العلم أو الاعتداء على الأساتذة.
الباحث فى شؤون الجماعات الإسلامية ناجح إبراهيم، أوضح أن سبب العنف هو إسقاط شيخ الأزهر أحمد الطيب، مضيفًا أن عداءهم له شديد، ولديهم رغبة فى إحراجه وتدميره، وإظهاره كشخص عاجز عن التعامل مع الجامعة، لافتًا إلى أن العدد الكبير للطلاب فى جامعة الأزهر، قرابة 450 ألف طالب، يجعل أى تحرك لعدد منهم كبيرًا وحدثًا ضخمًا، مشيرًا إلى أن تركيبة غالبية هؤلاء الطلاب تتعلق بأنهم من الريف وبالتالى يعانى فكرهم من الحدة، وليس لديهم منطقة وسطى «فإما كافر أو مؤمن إما معنا أو ضدنا»، وبالتالى يكون رد فعلهم فى الأحداث أكثر عنفًا. إبراهيم يرى أن الحل لهذه الأزمة هو أن يعى الطرفان (الدولة والإخوان) أن الجامعة ليست مجالًا للصراع السياسى، وأن تحويل الجامعة إلى ساحة سياسية يؤدى إلى تدمير العملية التعليمية، ويكون رد فعل الحكومة على ذلك القبض على الطلاب أو فصلهم من الجامعات وضياع مستقبلهم، مؤكدا أن الخاسر فى نهاية الصراع بين الدولة والجماعة هو الجماعة نفسها، مضيفًا «بتجربتى مع الحياة أى صراع بين الدولة والحركات الإسلامية الدولة هى من تنتصر فى النهاية».
الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أوضح أن ما يحدث بجامعة الأزهر ليس له علاقة بالجامعة نفسها، إنما يرتبط بالصراع بين جماعة الإخوان والحكومة، مضيفًا أنه طالما استمر الصراع بين الحكومة والجماعة، فسيستمر استغلال طلاب جامعة الأزهر لإحداث العنف، مشيرًا إلى أن غالبية طلاب الأزهر من الريف وينتمون إلى الطبقة المتوسطة البسيطة التى يجد الإخوان فيها أرضًا خصبة لنشر أفكارهم، وجذب العديد من الأنصار، مشددًا على أن الأزمة فى جامعة الأزهر لن تنتهى إلا إذا انتهت الازمة بين جماعة الإخوان والحكومة.