رئيس الوزراء: نحن على المسار الصحيح في التعليم الأساسي والجامعي    تضحياتهم لن تُنسى.. الداخلية تصطحب أبناء الشهداء إلى مدارسهم فى اليوم الدراسى الأول "فيديو"    أول تعليق من رئيس الوزراء على بيع حصة الحكومة في فودافون    مبادرة "حياة كريمة".. نموذج رائد للتنمية الشاملة في مصر    سكرتير عام مطروح المساعد للأهالي: التصالح هو ميراثك للأجيال القادمة    الإمارات تُعلن استشهاد 4 من قواتها المسلحة إثر تعرضهم لحادث    رئيس مجلس النواب اللبناني: ال24 ساعة القادمة ستكون حاسمة    جلسة تصوير للاعبي الزمالك قبل مواجهة الأهلي في السوبر الإفريقي (صور)    تأجيل محاكمة عاطل متهم بتزوير شهادة ميلاد في المرج    محافظ أسوان ونائب وزير الإسكان يتفقدان خزان أبو الريش العلوي بسعة 4 آلاف مكعب من محطة جبل شيشة    مهرجان الجونة السينمائي يُكرم النجم محمود حميدة ويمنحه جائزة الإنجاز الإبداعي    شغل ومكافآت وفلوس كتير.. 4 أبراج فلكية محظوظة في بداية أكتوبر    أحمد سعد وإليسا ورامي صبري وبهاء سلطان.. رباعية تاريخية في أرينا بالكويت    الصيادلة: الشركات تعوض الصيدليات عن الأدوية منتهية الصلاحية    الكشف على 267 مواطنا بقافلة بداية الطبية في السكادرة بالشيخ زويد    محافظ الجيزة يكلف باستمرار أعمال رفع كفاءة مستشفى أطفيح المركزي    رئيس الوزراء: أزمة الدواء الخانقة تنتهي خلال أسابيع    ميكالي يستقر على إقامة معسكر لمنتخب 2005 في التوقف الدولي المقبل (خاص)    محافظ كفرالشيخ يتابع أعمال تطوير «ساحة المسجد الإبراهيمي» بدسوق    تنظيف وتعقيم مسجد وضريح السيد البدوي استعدادًا للمولد (صور)    بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس ودرجات الحرارة غدا الخميس 26 سبتمبر 2024    أول تعليق من أسرة الطفلة «علياء» بعد مقابلة رئيس الوزراء.. ماذا قالت له؟    رئيس هيئة الدواء: سحب كافة الأدوية منتهية الصلاحية وليس نسبة منها    عاجل - رئيس الوزراء: الحكومة تواصل تحسين التعليم    ماكرون يدعو إيران للعب دور إيجابي في تهدئة شاملة بالشرق الأوسط    أيتن عامر عن أزمتها مع طليقها : «الصمت أبلغ رد» (فيديو)    13 مليون جنيه إجمالي إيرادات فيلم عاشق بدور العرض السينمائي    تفاصيل الحلقة ال 8 من «برغم القانون».. إيمان العاصي تعرف حقيقة زوجها    بعد 10 سنوات من رحيل خالد صالح .. سر وصية دفنه يوم الجمعة وصلاة الجنازة ب عمرو بن العاص    الصحة اللبنانية: 15 شهيدًا في غارات إسرائيلية على الجنوب    النائب محمد الرشيدي: جرائم الاحتلال الإسرائيلي في لبنان تشعل فتيل الصراع بالمنطقة    فى ذكراه ال54، الحزب الناصرى يشكل وفدا لزيارة قبر الزعيم السبت المقبل    مدرب السد القطري: مباراة الغرافة ستكون صعبة للغاية    «صحة المنوفية»: إدارة المتوطنة قدمت خدماتها ل20 ألفا و417 مواطنًا في مجالات الفحص والمكافحة    تتخطى مليار دولار.. شركة تابعة للسويدي إليكتريك تشارك في إنشاء محطة توليد كهرباء بالسعودية    مدير مركز القاهرة الدولي يقدم استخلاصات النسخة الرابعة من منتدى أسوان بقمة المستقبل    بينها تجاوز السرعة واستخدام الهاتف.. تحرير 31 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    عملت وشم فشلت في إزالته هل صلاتي باطلة؟.. رد حاسم من داعية (فيديو)    مع الاحتفاظ بالمصرية.. الداخلية تأذن ل21 مواطنًا التجنس بجنسية أجنبية    محافظ الوادي الجديد يوجه باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الطلاب المتغيبين عن المدارس    "بعد السوبر".. مصدر ليلا كورة: الزمالك يتفق مع الغيني جيفرسون كوستا    وزارة التموين تحصر أرصدة السكر المتبقية من البقالين    وزير الأشغال اللبناني يؤكد استمرار العمل بمطار بيروت    انعقاد الدورة الخامسة للجنة القنصلية المصرية – الإماراتية المشتركة بالقاهرة    حارس ليفربول: 5 أمور تحسنت في مستوى محمد صلاح تحت قيادة آرني سلوت    إمام عاشور يكشف مفاتيح الفوز على الزمالك ودور اللاعبين الكبار في تألقه    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 25-9-2024 في محافظة البحيرة    تكريم الإنسانية    تعديل المخططات التفصيلية لقريتين في محافظة الدقهلية    القبض على عنصرين إحراميين يديران ورشة لتصنيع الأسلحة النارية بالقليوبية    خالد جلال يناقش خطة عروض البيت الفني للمسرح ل3 شهور مقبلة    ضبط 200 ألف علبة سجائر بقصد حجبها عن التداول بالغربية    خبير سياحي: الدولة تقدم خدمات متكاملة في مشروع «التجلي الأعظم»    كواليس الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب حزب الله    تشكيل ليفربول المتوقع.. 7 تغييرات.. وموقف صلاح أمام وست هام    هل هناك نسخ بالقرآن الكريم؟ أزهري يحسم الأمر    ما حكم قراءة سورة "يس" بنيَّة قضاء الحاجات وتيسير الأمور    تشيلسي يكتسح بارو بخماسية نظيفة ويتأهل لثمن نهائي كأس الرابطة الإنجليزية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس اتحاد طلاب مصر: الإخوان لا يمثلون سوى 10% فقط من طلاب الجامعات
نشر في الدستور الأصلي يوم 07 - 12 - 2013

محمد بدران: الجماعة تحاول تشويه صورتى بعد فشل محاولتهم لاستقطابى

طلاب الإخوان يريدوننى أن أهتف «الداخلية بلطجية» و«يسقط حكم العسكر» حتى أكون ثوريًّا

بعد اتخاذه قرار تجميد عضويته فى لجنة الخمسين، باعتباره ممثل الطلاب فى اللجنة، ومن بعدها مقتل الطالب بكلية هندسة جامعة القاهرة محمد رضا، بما قيل إنه على يد قوات الداخلية، وجه له الطلاب فى الجامعات عديدا من الاتهامات، كان أبرزها أنه تقاعس عن أداء دوره فى الدفاع عن حقوق الطلاب، وأنه غضّ بصره عن أحداث العنف التى دارت فى الجامعات خلال الفترة الماضية، وما اعتبره الطلاب بأنه انتهاكات جامعية وطلابية مورست ضدهم، ومن بعدها تخاذله فى قضية مقتل الطالب محمد رضا والوقوف بجانب الداخلية مما جعلهم يعتبرونه «أمنجيا»، حسب قولهم.

«الدستور الأصلي» التقت رئيس اتحاد طلاب مصر، محمد بدران، وواجهته بالاتهامات الموجهة إليه «بالعمالة والخيانة والتباطؤ فى اتخاذ عديد من القرارات خلال الفترة الماضية».

■■ باعتبارك ممثل طلاب مصر فى لجنة الخمسين.. لماذا جمدت عضويتك فى اللجنة، ولماذا فى هذا التوقيت تحديدا؟

- اتخاذى قرار تجميد العضوية جاء عقب الانتهاكات التى تعرض لها المتظاهرون فى أحداث مجلس الشورى، وتعامل الداخلية مع المتظاهرين بأساليب قمعية، بما يعود بنا بالزمن إلى أيام داخلية مبارك، ولقد اتخذت هذا القرار فى الوقت المناسب، من وجهة نظرى، بغض النظر عن رأى الطلاب عن كون القرار تأخر أم لا.

فأنا من يحدد القرار وتوقيته، وأنا المسؤول عن موقفى هذا وجميع مواقفى السابقة ومستعد لأن أحاسب عليها جميعا. أما عن اتهامى بالخيانة والعمالة لصالح الداخلية ف«أمر غير مقبول»؛ لأننى أمثل طلاب مصر، وفعلت كثيرا وكثيرا لتوضيح الصورة للطلاب وللرأى العام فى قضية مقتل الطالب محمد رضا، ورغم ذلك فالطلاب مصرون على أننى لم أفعل شيئا مستدلين على ذلك بعدم وجودى فى أى وقفة أو مسيرة للتضامن مع الطلاب والمطالبة بحق الطالب المتوفى والقصاص ممن قتله.

هناك حملة شرسة توجّه ضدى من قبل طلاب الإخوان، ويكفى أنه تم سبّى بألفاظ بذيئة جدا ومنها ما يسىء إلى والدى ووالدتى، لمجرد إشاعة تصويتى ب«نعم» على مادة المحاكمات العسكرية فى الدستور، رغم عدم وجودى فى أثناء التصويت، وامتد الأمر إلى مطالبتى بالتصويت ب«لا» على هذه المادة، كما أنهم يتهموننى بأننى تقاعست فى عديد من الأمور الخاصة بالطلاب المقبوض عليهم، والطلاب المصابين والمتوفين.

■■ الطلاب يتهمونك بأنك تقاعست عن القيام بدورك فى الدفاع عن الطلاب الذين اعتقلوا داخل الجامعات؟

- لا يوجد طالب واحد معتقل فى الجامعات المصرية، لكن هناك عديدا من المقبوض عليهم بقرار من النيابة خلال أحداث شغب وعنف، متابعا «لا يمكننى نهائيا أن أخرج الطلاب المقبوض عليهم فى أحداث شغب وعنف، ولكن كل ما بإمكانى فعله هو الضغط لمحاولة تخفيف العقوبة عليهم، وبالفعل توجهت إلى مكتب النائب العام أكثر من مرة فى محاولة منى لتخفيف العقوبة عليهم وتوضيح أن هؤلاء الطلاب هم طلاب جامعيون ولديهم مستقبل لا يجب أن يضيع هدرا، بالإضافة إلى محاولاتى المستمرة للإفراج عن المقبوض عليهم، ومحاولة أخذ حق الطلاب المتوفين والمصابين فى عديد من الأحداث، وتدخلاتى التى قمت بها لحل مشكلات جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات الأخرى».

■■ وماذا عن دور أساتذة الجامعات فى التفاعل مع طلابهم فى الأحداث الأخيرة، هل كانوا يقومون بواجبهم فى توعية الطلاب وإسداء الرأى والنصيحة لهم أم لا؟

- أعضاء هيئة التدريس من أساتذة الجامعات للأسف لا يمثلون القيمة التى يحترمها الطالب المصرى، فالطالب يرى انتهاكات من قبل بعض الأساتذة الجامعيين، ناهيك بعدم الشرح بشكل جيد للطلاب، فأساتذة الجامعات ليسوا على المستوى المطلوب أو القدرة العالية من التمكن فى مادتهم العلمية، ولا يعدلون فى تصحيح أوراق الامتحانات وذلك يفقد الطالب ثقته بأستاذه.

أما عن دورهم فى ما يدور من أحداث بالجامعات فهم ليس لهم أى دور مؤثر بالنسبة إلى الطلاب، وهم غير مؤهلين للتواصل معهم، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على توجيه الطلاب أو شرح الواقع السياسى الحالى وحقيقة ما يحدث فى الجامعات، وللأسف الشديد الأساتذة يخافون من اتخاذ تلك الخطوة، فكل أستاذ جامعى يقوم بشرح محاضرته وبعدها «يشكر ربنا ويروح»، فهم واقعون تحت إرهاب وضغط المشهد السياسى والمشهد الجامعى الحالى.

■■ بالنسبة إلى أحداث العنف الأخيرة التى شهدتها الجامعات.. فى رأيك من يحركها ويخطط لها، وهل كانت بنفس الدرجة على مستوى كل الجامعات أم تمركزت فى بعضها دون البعض الآخر؟

- هناك 23 جامعة مصرية، يوجد 5 أو 6 جامعات منها تقع بها أحداث شغب وعنف بشكل كبير، وهى جامعات القاهرة، والأزهر، والمنصورة، والزقازيق، وأسيوط، وهناك جامعتان تدخلان فى قائمة الشغب الجامعى على فترات متفاوتة، وهما جامعتا عين شمس وحلوان، فالجامعات الخمس الأولى بها عناصر الشغب والعنف مكتملة عن طريق ما تحتويه تلك الجامعات من «المثلث الإخوانى» المكون من الطالب الإخوانى، وعضو هيئة التدريس الإخوانى، والموظف الإخوانى، وهو ما يدعم ويحرض الطلاب على عملية الحشد والخروج فى مظاهرات، لأنهم متأكدون من أنهم سيجدون من يدعمهم ويقف إلى جانبهم.

وهذا المشهد بتشكيلته التى يحركها أضلاع المثلث الإخوانى نراه كثيرا فى جامعتى الأزهر والمنصورة، فنرى الأساتذة يدعمون ويحرضون الطلاب قبل وخلال وبعد وقفاتهم ومظاهراتهم، مثل الدكتور سيف عبد الفتاح فى جامعة القاهرة، الذى يمثل قوة دفع تحريضية كبيرة بالنسبة إلى طلاب الإخوان باعتباره كان مستشارا للرئيس المعزول، فعند خروجه يحشد الطلاب ويحرضهم على تنظيم المظاهرات داخل الحرم الجامعى، فإذا توافرت أضلاع هذا المثلث فى أى جامعة مصرية نرى بها أحداث شغب.

■■ وهل هذا يعنى أن الإخوان يمثلون نسبة كبيرة من الطلاب فى الجامعات بما يجعل لهم هذا التأثير فى إحداث الفوضى والعنف؟

- كل جامعات مصر بها طلاب إخوان، ولكن بنسب بسيطة. وطلاب الإخوان يدعمون الشغب والعنف بشتى الطرق، رغم أن عدد طلاب الإخوان فى جامعات مصر مجتمعة لا يصل إلى 10%، ونسبة الإخوان فى اتحاد طلاب مصر تمثل 30% تقريبا، بالإضافة إلى سيطرتهم على بعض اتحادات الجامعات؛ ومنها اتحادات جامعات الأزهر والمنصورة والزقازيق. وبعد تولى الإخوان مقاليد الحكم، وظهور الوجه الحقيقى والإرهابى لجماعة الإخوان المسلمين، أصبح هناك جبهة موحدة صفا واحدا لطلاب مصر فى مواجهتهم، فكل القوى المدنية الليبرالية منها واليسارية بالإضافة إلى القوميين والمستقلين، كلهم ضد الإخوان.

■■ وهل هذا يفسر نتيجة الانتخابات الطلابية الأخيرة وانحسار حضور الإخوان فى الاتحادات الطلابية؟

- انتخابات اتحاد الطلاب مثلت كابوسا بالنسبة إليهم، خصوصا أنها جرت فى أوج فترة حكم الإخوان المسلمين، وتم اكتساح الإخوان فى هذه الانتخابات لصالح القوى المدنية والثورية عن طريق 15 جامعة من مجموع 22 جامعة، وإعلان كل الجامعات أنها ضد الإخوان المسلمين، واتخاذ القرار بالعمل على كشفهم بعد أن توحدنا على قلب رجل واحد، وتم تصعيدنا لاتحاد طلاب مصر بعد 34 عاما من غياب هذا الاتحاد.

ولكن سرعان ما اختلفنا ففقدنا كل المقاعد الخاصة باتحاد طلاب مصر فى منصب «النائب» و«المكتب التنفيذى»، ولكن وعى طلاب مصر جمعنا ثانية على قلب رجل واحد ضد جماعة كانت تريد تغيير الهوية المصرية، وتم الاتفاق على التوحد وعدم الانقسام فى وجه هذه الجماعة.

■■ ما ملابسات وظروف تكوين ما يسمى ب«طلاب ضد الانقلاب»، وما الدور الذى لعبوه فى الأحداث الأخيرة؟

- لقد مررنا بعديد من التجارب بعد 30 يونيو و3 يوليو وعقب فض اعتصامى النهضة ورابعة، ومنها حالة «اللا توازن» فى الشق السياسى، وظهور ما يسمى بالتيار الثالث، الذى حاول الإخوان استثماره وتوظيفه لصالحهم عن طريق تنظيمهم مسيرات ووقفات داخل الحرم الجامعى، ورفعهم شعارات بأن «الطالب هو الحل» وأنه هو «الشرارة» التى تنطلق من الجامعات إلى خارجها لعودة الرئيس المعزول مرسى.

ولقد بدأ الإخوان فى تكوين حركة «طلاب ضد الانقلاب» وهى تجسيد للإخوان المسلمين، ولكن فى صورة أخرى، وهى التى كانت تعمل على الخروج فى مسيرات يومية داخل الجامعات، ولقد قمت بنقل هذا الأمر إلى وزير التعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات قبل بداية العام الدراسى، ولفت نظرهم إلى أن طلاب الإخوان سينظمون مظاهرات كثيرة، مع العلم بأن نسبة طلاب الإخوان المتظاهرين لم تتعد ال2% بمعدل طالبين فى جامعة و4 طلاب فى جامعة أخرى، وكان الرد الذى جاءنى «أن حق التعبير عن الرأى مكفول للجميع وبكل السبل ولكن فى إطار السلمية»، وأنه لا يوجد قوى طلابية دون تعبير عن الرأى ولكن فى حدود القانون، وتم الاتفاق على ذلك.

■■ وعن أسلوب طلاب الإخوان أو اتباعهم أساليب أو خططا معينة لإثارة الفوضى والعنف داخل الجامعات؟

- منذ خسارة طلاب الإخوان بشكل كبير فى معظم المعارك التى شاركت فيها القوى الثورية، تغير أسلوبهم فى المظاهرات، وبدؤوا فى تنفيذ خطة ممنهجة لإثارة العنف والشغب فى الجامعات المصرية عن طريق افتعال أزمات معروف رد الفعل تجاهها، وبدؤوها بجامعة الأزهر عن طريق افتعال أزمة قطع الطريق أمام الجامعة، لكى تحدث اشتباكات مع الشرطة، ومن ثم يصبح هناك إصابات ويتم المتاجرة بالقضية وبالأشخاص وقتها، وهذا ما حدث بالفعل بجامعة الأزهر، وبدؤوا فى استقطاب الطلاب عن طريق شعارات أخرى بعيدة عن شعار الإخوان المسلمين والمصالح الشخصية، مثل الدعوة إلى الدفاع عن حقوق الطلاب وعن حق زملائهم المصابين الذين كانوا هم السبب الأساسى وراء إصابتهم عن طريق افتعالهم لهذه الأزمة من الأساس.

وللأسف فإن طلاب الجامعات متسرعون، ولا يدرسون الموقف جيدا قبل المشاركة فيه، وفى جامعة القاهرة التى شهدت حادثة مؤسفة وهى وفاة الطالب محمد رضا طالب كلية الهندسة بالجامعة، وبغض النظر على اختلافنا مع ملابسات الحادثة وتفاصيلها ولكن لا بد من أن يكون هناك قصاص عادل وبقوة ممن أسقط هذا الشهيد حتى لو كان مسؤولا كبيرا أو صغيرا فى الدولة.

المشكلة تتلخص فى افتعالطلاب الإخوان أزمة داخل أو خارج الجامعة أيا كان، هو أمر ليس بالمهم، ولكن هم حددوا بمن سيتاجرون، ونجحوا فى استقطاب جميع الطلاب من حولهم، ولكن الأزمة هنا بالنسبة إلى شخصى أنا كرئيس اتحاد طلاب مصر، عند مقتل الطالب لا أستطيع أن أقول إن «الداخلية بلطجية» و«يسقط حكم العسكر»، ولكن هم يريدوننى أن أقول ذلك، فهم يفتعلون الأزمة ويضعون حلا لها يرضى مصالحهم فقط.

وكان حل الأزمة بالنسبة إليهم ليس البحث والمعرفة حول ملابسات الحادثة والتوثيق والجلوس مع وزير الداخلية للبحث عن الملابسات بطرق منطقية، ولكن الحل من وجهة نظرهم هو أن أعلن إضرابا عاما فى جامعات مصر، وأطالب بإقالة وزير الداخلية ووزير التعليم العالى، بالإضافة إلى الخروج فى مظاهرات حاشدة فى جميع ميادين مصر لكى يموت 20 أو 30 طالبا جديدا، وهذا ما يريده طلاب الإخوان، فى زمن المزايدات الذى نعيشه حاليا.

فمع استقطاب الإخوان عديدا من طلاب الجامعات ومطالبة الإخوان بإقالة وزير الداخلية، يخرج طلاب آخرون بمزايدة أعلى والمطالبة بسقوط حكم العسكر لكى يكونوا قادة وزعماء، وهناك من قال لى «لو أعلنت الإضراب فى جامعات مصر أو خرجت فى مظاهرة إلى وزارة التعليم العالى لإقالة الوزير، ستصبح زعيما طلابيا عظيما». فهذا منظور الزعامة من وجهة نظرهم، ولكن دورى فى الذهاب للنائب العام ووزير الداخلية، ووزير التعليم العالى، وتجميعى لبعض الحقائق فهذا دور سلبى من وجهة نظرهم أيضا، بالإضافة إلى تغاضى طلاب الإخوان عن إنجازات الاتحاد لمجرد عدم مشاركتى فى مظاهراتهم.

■■ وماذا كان رد فعلك بعد اعتقال طلاب فى الجامعات وسقوط شهيد الهندسة؟

- لقد قمت بالاجتماع وبعض أعضاء الاتحاد مع وزير الداخلية، وأعلنا خلاله عن رفضنا دخول الداخلية الحرم الجامعى وعودة الحرس، وكان رد الوزير «أنا رافض أكتر منك ومش عاوز أدخل، ولم أدخل جامعة إلا فى حالة طلب من رؤساء الجامعات ووزير التعليم العالى ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، لإنهاء الأزمات، وأن دخول قوات الشرطة للحرم الجامعى يكون اضطراريا»، كما أكد فى الاجتماع أنه لا يريد الدخول فى مواجهات مع الطلاب فى ظل هذا الوقت الحرج الذى نمر به، وأن دخول الشرطة إلى الجامعات لن يكون إلا فى حالة الضرورة القصوى.

■■ تناقضت التصريحات والأقوال حول ملابسات مقتل طالب الهندسة.. وهل قتل بأيدى قوات الأمن أم بيد آثمة أخرى.. فما الصورة وفقا للمعلومات المتوافرة لديك؟

- تقرير الطب الشرعى للطالب المتوفى، يوضح أنه استشهد بثلاث طلقات خرطوش 4 ملى، يسار الصدر ويسار البطن، ويسار الظهر، ولقد حرصت على رؤية الطلقات التى تستعملها قوات الداخلية، وتأكدت من أن الداخلية لم تستعمل هذا النوع من الطلقات نهائيا، مع ثقل الشعور بمسؤولية وكارثة استشهاد طالب جامعى، وأنا أشغل منصب رئيس اتحاد طلاب مصر، ولقد قمت باتخاذ جميع الخطوات التى ترضى ضميرى أمام الله.

ومن جانب تحقيقات النيابة فإن النيابة العامة رفضت الإدلاء بأى شىء إلا بعد الانتهاء من التحقيقات، وإيضاح الصورة كاملة أمام الرأى العام.

أما عن بعض الأساتذة الذين يحملون الداخلية مسؤولية مقتل طالب الهندسة، بدون الاستناد إلى نتائج التحقيقات الرسمية، ومنهم الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، وهو أستاذ قانون دستورى، لكننى لو قلت إنه لا بد من وجود تحقيقات رسمية فسأصبح فى نظرهم «خائنا وعميلا وابن النظام ورئيس اتحاد النظام وكلب العسكر»، وللأسف فإننا حطمنا كل القيم النبيلة بسبب ما يفعله بعض الطلاب، فهناك من يُخوِّن الدكتور حسام عيسى، وزير التعليم العالى، ويقولون عنه إنه خائن وعميل للنظام، لكننى أتساءل كيف يكون عميلا للنظام بعد 75 عاما قضى أغلبها فى الدفاع عن حقوق الطلاب.

■■ هل تؤيد خروج الطلاب للتظاهر خارج الحرم الجامعى والتعبير عن رأيهم خارج أسوار الجامعة؟

- خروج الطلاب للتظاهر خارج الجامعات أمر «لا يكسبهم تعاطف الناس»، بل يعمل على تعطيلهم عن أداء أعمالهم، وإثارة حفيظتهم، وللأسف فإن مخطط الإخوان بالخطف الذهنى للشباب نجح بنسبة كبيرة، كما فى خروج تعبيرات مطاطية كثيرة فى الوقت الحالى تسىء إلى طلاب مصر، ومنها أن «طلاب مصر ضد الدولة»، و«طلاب مصر ضد الجيش والداخلية». ولا بد من وجود ضرورة وسبب للتظاهر، فلو أن هناك سببا للتظاهر ضد وزير الداخلية سنخرج كلنا لنتظاهر ضده ونقوم بعمل ثورة ثانية، لكى نطالب بحق لم يأت، لكن مافيش حق يبقى أتظاهر ليه؟

■■ وماذا عن الدعوات التى أطلقت لتعطيل الدراسة أو إيقافها فى الجامعات.. هل تؤيدها أو تعترض عليها وما موقفك منها عموما؟

- تأجيل الدراسة يضر بمصلحة الطلاب، لأنه سيؤثر عليهم بشكل كبير، إلا أن دور أعضاء هيئة التدريس فى محاولة حل هذه المشكلة، ليس له وجود تماما، والدراسة مستمرة فى جميع الجامعات المصرية، على الرغم من مسيرات طلاب الإخوان. هناك أزمة نفسية لدى جماعة الإخوان المسلمين، وهو أنهم ليس لهم وجود حاليا فى المشهد سوى بالجامعات، والسبب يرجع إلى استغلال قادة الإخوان لحماسهم كشباب، بالإضافة إلى نجاحهم بعد 30 يونيو فى زرع غريزة الانتقام من الدولة داخل طلابهم بالجامعات، وهم حاولوا استقطابى وفشلوا، فحاولوا إفساد علاقتى ببقية زملائى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.