رئيس تحرير إصدار أسبوعي في مؤسسة قومية، تراجع التوزيع في عهده ليصبح عدة مئات من النسخ بعدما كان قبل أن يتولي مهمته عدة آلاف، وهو نفسه الذي أسهم في تراجع توزيع جريدة حزبية يومية من 69 ألفا إلي 17 ألفا، وترك رئاسة تحرير جريدة يومية مستقلة وهو في أدني مستوي لكنها أصبحت الآن توزع بعشرات الآلاف، ركز كل مهمته في الوقت الراهن علي إعطاء نصائح وعظات لرؤساء تحرير الإصدارات القومية حول السياسة التحريرية التي عليهم الالتزام بها، مثل عدم نقل الأخبار الخاصة بما يحدث من تطورات في الساحة السياسية والاكتفاء فقط بالإشادة برجال الحكومة كما يفعل هو نفسه كل يوم في عموده بإحدي الصحف المسائية اليومية. وسماع نصائح الزميل يعني أن تتجمد السياسة التحريرية للصحف القومية وتتوقف عن المنافسة مع الصحف الصاعدة التي استطاعت أن تجذب العديد من قراء الصحف القومية بسبب جمودها، وهي تفعل ذلك ليس لأنها أصبحت فجأة «صحف معارضة» ولكن لأنها قررت أن تنقل لقارئها الأحداث الحقيقية بعيدا عن التضليل أو التزييف وإن كانت تكتفي فقط بجزء من الحقيقة وليس كلها، وهو ما لا يرضي الزميل، الذي فشل في كل المهام الصحفية التي أوكلت إليه سواء خاصة أم حزبية أم قومية، ومن في حالته كان عليه أن يلتزم الصمت. وبالطبع فإن مزايدة الزميل علي باقي زملائه لها أسبابها المتعلقة بأنه يريد أن ينسي أركان النظام الإساءات التي وجهها لهم خلال حياته العملية السابقة وقبل أن يصبح حكوميا، ولأنه يضغط عبر وسائل متعددة من أجل أن يضعه السيد صفوت الشريف في كشوف المطلوب تعيينهم في مجلس الشوري كما نجح وأضاف اسمه إلي قائمة رؤساء التحرير الذين تم تعيينهم العام الماضي، لكنه ينسي بالطبع أمراً مهماً هو أنه وإن كان الشريف عينه لمصالح خاصة به، فإن زملاءه لديهم أقدمية في خدمة النظام، وأنهم لم يلجأوا إلي أسلوبهم التحريري الجديد إلا بعد استشارات وموافقات من جهات عليا يقلقها التقدم الذي وصلت إليه الصحف الخاصة وتريد أن تحد من تراجع الصحف القومية أمامها. ويري بعض الخبثاء أن الزميل الذي فشل رقميا في كل المهام التي أوكلت إليه، يريد أن تتحول الصحف القومية إلي نشرات حكومية ينفض الجماهير عنها، وهو ما يعطي له شرعية في مقابل زملائه الذين لم يتسببوا في التراجع الكبير لتوزيع مطبوعاتهم وإصداراتهم. إن الزميل الذي يعطي لزملائه دروسا مهنية، وسياسية، ويكتب مقالات بلاغية وإنشائية خالية من الأفكار يشيد فيها بكل من السيد صفوت الشريف والدكتور زكريا عزمي والسيد جمال مبارك، بعد أن سبق أن هاجمهم جميعا، عليه أولا أن ينضم لأي دورة مهنية في الصحافة حتي يستطيع أن يقدم لقرائه مطبوعة صالحة للاستخدام الآدمي، بدلا من تلك عديمة اللون والطعم والرائحة التي يقدمها لقرائه، والتي يحاول فيها استرضاء رجال الأعمال وكبار المسئولين دون مهنية وبطريقة فجة. والمؤسف أن الزميل الذي يريد أن يصبح عضوا برلمانيا بالتعيين، سيظل في موقعه سنتين أخريين، لأن مجلس الشوري عينه مدة ثلاث سنوات، ولم يضع أي آلية للحساب أو المراجعة، بما يعني أن المجلة الأسبوعية التي كانت توزع عشرات الآلاف في ثمانينيات القرن الماضي، ستظل تتراجع ليصل توزيعها إلي عشرات النسخ بدلا من المئات الحالية ودون أي تدخل من أحد لأن الزميل بدفاعه عن الحكومة ورمزها حصن نفسه ضد المحاسبة. الجلاد وتوزيع جريدته الزميل مجدي الجلاد - رئيس تحرير جريدة «المصري اليوم» - يصر في كل برنامج تليفزيوني يستضيفه وفي كل ندوة يحضرها علي أن جريدته هي الأكثر توزيعا في مصر من بين الصحف الخاصة، وأنها تقترب من توزيع جريدة «الأهرام»، ويقدم معلومات كاذبة عن توزيع الصحف الأخري لأنه ليس من حقه الحصول علي هذه الأرقام. لكنه في نفس الوقت ومنذ أن تولي رئاسة تحرير الجريدة لم ينشر ولا مرة الأرقام الرسمية لتوزيع جريدته عبر خطاب رسمي من توزيع الأهرام كما تفعل جريدة «الدستور» مثلاً، فهل يقدم لنا الجلاد هذا الخطاب ليؤكد صحة كلامه، وحتي لا يخلط بين أرقام النسخ المطبوعة والنسخ المبيعة؟ أم سيظل علي سياسة الخداع والغموض البناء التي يطبقها حالياً؟