1- شيء ما يجري في صحيفة الأهرام..بدأنا نقرأ عن شخصيات وأحداث ووقائع لم يكن لها مكان علي صفحات الأهرام..قرأنا عن البرادعي وأيمن نور ومؤتمرات الأحزاب المصرية وصور وأنباء الاعتصامات العمالية علي رصيف مجلس الشعب..وعندما قرأت تعليقاً ساخراً علي ثلاث صور متلاحقة جمعت بين وزير المالية بطرس غالي ورجل الأعمال أحمد عز تحت قبة البرلمان..تخيلت أنني أطالع صحيفة غير الأهرام..هذه الصور وتلك الأخبار لم نكن نقرأها حتي وقت قريب في الأهرام..بل إن الصفحة الثالثة التي كانت مخصصة لتحقيقات الأهرام أو مقال رئيس التحرير أو لتغطية النشاط الرسمي لكبار المسئولين بالدولة..تغيرت وأصبحت تنشر بعض ما يجري في مصر..كلامي السابق لا يعني أن الأهرام انتقلت إلي خانة الصحف المستقلة أو الحزبية..فلا تزال لسان حال الدولة..لكنها عندما شعرت باهتزاز الأرض تحت قدميها مع صدور الصحف اليومية الخاصة..كان عليها أن تخلع رداءها القديم وإلا نعت نفسها يوماً ما للقراء كالديناصورات المنقرضة. تدرك الأهرام أنه لا يمكنها تجاهل كل هذا الزخم السياسي والاقتصادي في مصر..وإلا خرجت من سياق المنافسة الشرسة بين الصحف اليومية..وعندما استفسرت عن سبب التغييرات التي تجري علي صفحات الأهرام..فقد قيل لي إنها إدارة التحرير الحالية بتشجيع من الزميل أسامة سرايا..وأن رئيس مجلس الإدارة ليس له يد فيما جري..وأياً كانت الحقيقة فيما قيل لي..فإننا عندما نسعد بما يجري في الأهرام فذلك لمكانتها العريقة..وعندما انتقدني زملاء أهراميون بعد أن كتبت عن منع مقال الزميل أسامة غيث من النشر..فقد كنت حزيناً لضياع تقاليد عريقة أرستها الأهرام يوما ما..لكن ماجري مؤخراً في الأهرام يستحق التهنئة وإن كان المشوار طويل جداً والمنافسة لن ترحم. 2-جاء زمن كان الحكم يقيم فيه وزناً لأحزابنا المصرية مثل العمل والتجمع وقبلهما الوفد أثناء زعامة سراج الدين..وكانت انتخابات عام 84 فارقة في الحياة السياسية عندما تحالف الوفد مع الإخوان..استوعب الحكم الدرس وقرر استخدام أساليبه المعتادة في تفتيت بروز أي قوي سياسية يمكنها أن تهدد استقراره..وللأسف نجحت الدولة بأجهزتها في إنجاز ما أرادته..ونزل الوفد من فوق عرش المعارضة وتبعته بقية الأحزاب إلي أن وصلنا للأحزاب الكارتونية..ووجدنا كيف انشق الوفديون علي حزبهم رافعين شعار (إن وقع بيت أبوك خد لك منه قالب)..فكان طبيعياً أن ينضم الوفد العريق إلي الأحزاب الهامشية..والآن نكاد نشعر ببوادر أمل في أن تعود للوفد مكانته..وأن يستعيد جزءاً من شعبيته المفقودة..وسوف تكتب الجمعة بعد القادمة تاريخاً جديداً للحزب العريق عندما يختار الوفديون رئيساً جديداً لحزبهم من بين أكثر من مرشح..أبرزهم السيد البدوي ومحمود أباظة..هذه الانتخابات بدأت تلقي اهتماماً لدي الرأي العام..لأنه حتي تلك اللحظة لا أحد يعلم من هو رئيس الوفد القادم..وتلك علامة صحيحة علي أن شيئاً ما يستحق التأمل..يجري في الوفد..مبروك للوفديين. 3-من حق الزميل مصطفي بكري النائب بمجلس الشعب أن يعتصم داخل المجلس وأن يضرب عن الطعام..فما جري له أغرب من الخيال ولا يمكن حدوثه في أي بلد محترم في العالم..هل سمعت عن نائب اختاره الناخبون عن دائرتهم ثم صحوا فجأة قبيل الانتخابات بأسابيع معدودة ليفاجأوا باختفاء الدائرة وتوزيع الناخبين علي دوائر أخري..هذا ما حدث مع مصطفي بكري..ما جري هو تعبير عن درجة السوء التي وصلت إليها حياتنا السياسية..مصالح ضيقة وحسابات وضرب تحت الحزام..تتردد أقاويل عن مسئولية رجل الأعمال أحمد عز عما جري..بسبب الاستجوابات التي أثارها بكري في البرلمان..لكنني أعلم أن الزميل بكري تربطه علاقات طيبة مع قيادات الحزب كما أنه ليس الوحيد بالمجلس الذي كانت لاستجواباته صدي..فلماذا بكري ولماذا حلوان دائرته..هل من تفسير؟.