كثير من الجدل أثاره فيلم «فرش وغطا» لآسر ياسين حتى قبيل أن تستقبله دور العرض، نظرا لطبيعته الخاصة جدا، حيث لا يعتمد بشكل أساسى على الحوار بين المشاركين فى بطولته، وهو الأمر الذى دعا منتجه محمد حفظى للاكتفاء فقط بعرضه لمدة أسبوع واحد، بدأ الثلاثاء الماضى، وبعد الأقبال عليه تم مد عرضه أسبوع آحر، وهو الأمر الذى علق عليه مؤلفه ومخرجه أحمد عبد الله قائلا: «المنتج محمد حفظى يقدم أعمالاً لها طابع خاص، فهو فنان حقيقى وليس مجرد منتج فقط، فهو يكتب سيناريو ويبنى الشخصيات والأحداث، وله نظرة واضحة فى النصوص السينمائية، ويفضل أن لا يغلب الشق التجارى على الشق الفنى أو العكس، وهناك دائما احترام لصورة الفيلم وتناوله الفنى». أحمد عبد الله أوضح أنه ابن السينما التجارية، لكن تجربته فى هذا الفيلم هى الأولى من نوعها بحسب وصفه، مؤكدا أنها ليست تجارية إطلاقا وأنه لم يتردد، وقرر منذ أول لحظة أن يقود التجربة، وأنه لا يخشى رد فعل الجمهور، وذلك ليس تعاليا بل ثقة فى جمهوره بحسب ما قال، كما نفى أن يتم تصنيف الفيلم على أنه يتحدث عن الثورة، وأضاف: «قصدت عدم الالتزام بالتسلسل المنطقى لأحداث ثورة 25 يناير لأنه لا يهمنى، وعموما أنا ضد تصنيفات الأفلام، لأن هذا يعتبر تجارة بالفيلم، كما تعمدت أن تكون الثورة على هامش الأحداث، ليخترق العمل عالم المهمشين ويتحدث عنهم وعن حياتهم ومطالبهم»، وعن الأجواء الصوفية فى الفيلم قال إنها كانت نوعا من إيجاد الحل لصمت بطل الفيلم، والتعبير عن حالة التأمل فى العمل.
وتابع المخرج أنه تم تصوير مشاهد الفيلم فى مناطق عشوائية منها عزبة الزبالين، ليرصد واقع مجتمع مهمش، واستعان فى مشاهده بشخصيات حقيقية من ذلك الواقع. يقول صاحب فيلمى «هليوبوليس وميكروفون»: «لم تواجهنا صعوبات فى تصوير الفيلم بالمناطق العشوائية، فالناس هناك متعاونون لأقصى درجة، والأهالى كانوا يأتون إلينا ويشتكون مما يحدث لهم، أما الصعوبات الحقيقية فكانت فى عدم تأمين فريق العمل خلال التصوير فى الصحراء، والأماكن النائية، بالإضافة إلى تعطل التصوير أكثر من 4 شهور بسبب تعنت وزارة الأوقاف على التصوير بمسجد السيدة نفيسة».
وعن الانتقادات التى تم توجيهها إلى الفيلم بسبب بطء إيقاعه، قال عبد الله: «أنا كمخرج حر فى اختيار الإيقاع المناسب للفيلم، فمثلا فى فيلمى (ميكروفون) كان الإيقاع سريعا، وهو الأنسب لطبيعته، ومن خلال عملى كمونتير فى السينما التجارية لمدة عشر سنوات تقريبا كان الدرس الأكبر الذى تعلمته هو أن لا أخاف من رد فعل الجماهير، وهو ليس تقليلا لشأن المشاهد وإنما احترام له ورغبة فى أن لا أشارك فى عمل يستخف بعقله أو يتوقع منه ذكاءً محدودا، أنا أثق فى الجمهور وفى وعيه، حتى وإن لم يكن معتادا على أفلامنا المستقلة، إلا أن الخريطة تغيرت الآن، وخلال الأعوام الماضية عرفنا أن هناك جمهورا يرغب فى شكل سينما جديد ومختلف، وأرى ذلك يزداد يوماً بعد يوم».
وعن سبب اختياره لآسر ياسين لكى يكون بطل «فرش وغطا» قال عبد الله: إنه تربطنى علاقة قوية بآسر، وهذه الصداقة مدعومة بموهبته الحقيقية، فلم أجد شخصا مناسبا لتجسيد شخصية بطل الفيلم غير آسر ياسين، وتحدثت معه وتبادلنا وطورنا الفكرة معا.
يذكر أن «فرش وغطا» آخر فيلم للمخرج أحمد عبد الله، وقام ببطولته آسر ياسين وعمرو عابد وإنتاج محمد حفظى.
يستعد المخرج والسينارست أحمد عبد الله لتصوير فيلمه الجديد «ديكور» خلال الأيام المقبلة، هذا ما قاله عبد الله فى تصريحات ل«الدستور الأصلي»، مضيفا أن الفيلم يشارك فى بطولته خالد أبو النجا، وحورية فرغلى، وماجد الكدوانى، ومن تأليف محمد دياب عبد الله أشار إلى أنه لأول مرة يستعين بمؤلف آخر لأى عمل من أعماله، وأن «ديكور» يعد التجربة الأولى، مؤكدا أن كل أعماله السابقة من تأليفه وإخراجه.