حالة من الهرج والمرج شهدها محيط المدينة الجامعية لطلاب جامعة الأزهر الشريف بعد أن حاول الطلاب المنتمين إلى الجماعة «المحظورة» تعطيل حركة المرور والاشتباك مع الأهالى هناك، وهو ما برره الطلاب بأنه رد على اقتحام قوات الأمن للمدينة الجماعية ومقتل أحد الطلاب. أعضاء «المحظورة» من طلاب جامعة الأزهر نظموا مسيرة عقب الانتهاء من صلاة الجمعة أول من أمس، طافوا فيها المدينة الجامعية ودعوا زملاءهم إلى المشاركة فى المسيرة، ولكن لم تستمر الفاعليات داخل المدينة الجامعية فسرعان ما خرج هؤلاء الطلاب ليقطعوا الطرق المجاورة للمدينة، بعد أن انضمت إليهم مسيرة كانت قادمة من شارع مصطفى النحاس.
الأمر استمر إلى الثانية ظهرا، وهو ما دفع قوات أمن قسم ثانى مدينة نصر إلى التدخل لفتح الطريق أمام المارة، ولأن أعداد المشاركين كانت كبيرة فقد أرسلت وزارة الداخلية تعزيزات أمنية للسيطرة على الأوضاع ومنع الطلاب من القيام بأى أعمال تخريبية بعد أن هددوا بحرق المدينة الجامعية.
وعندما شاهد أعضاء المحظورة قدوم قوات الأمن سارعوا إلى الاختباء خلف أسوار المدينة، وقاموا بإلقاء الحجارة على قوات الأمن، الأمر الذى دفع القوات إلى إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق الطلاب لتستمر هذه الاشتباكات إلى السادسة والنصف مساء.
المشاركون فى المسيرة رفعوا صور الرئيس المعزول محمد مرسى وإشارة رابعة العدوية، مرددين هتافات «خليك راجل وانزل، والداخلية بلطجية ويسقط يسقط حكم العسكر، ويسقط بابا الأزهر، والقصاص القصاص، وإسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية، وإسلامية إسلامية رغم أنف الليبرالية، وإسلامية إسلامية إسلامية رغم أنف النصرانية».
قوات الأمن وبالتعاون مع أهالى المنطقة الذين خرجوا لمساندة الشرطة، قبضت على 8 طلاب من المشاركين فى المسيرة تم ضبطهم فى أثناء إلقاء الحجارة على قوات الأمن، وتم احتجازهم بقسم ثانى مدينة نصر.
القيادى ب«ائتلاف صوت الطلبة» المشكل من طلاب الحركات المدنية بجامعة الأزهر مطيع ياسين، أعلن عن رفضه للأسلوب الذى يتبعه الإخوان فى تنظيم تظاهراتهم بجامعة الأزهر، وما وصلت إليه الأوضاع فى الوقت الحالى، مؤكدا أن الائتلاف لم ولن يشارك فى التظاهرات التى يدعو إليها الطلاب المنتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين.
ياسين، طالب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بالتدخل الفورى لوقف المهزلة التى تحدث داخل وخارج المدينة الجامعية لطلاب الأزهر، مؤكدا رفضه الأسلوب الأمنى بنفس درجة رفضه لأسلوب الإخوان، ومطالبا شيخ الأزهر بالوقوف على الأحداث وتداركها والتحقيق فى مقتل الطالب الذى لقى مصرعه فى أثناء قيام قوات الأمن باقتحام المدينة.
المتحدث باسم اتحاد طلاب جامعة الأزهر عبد الله الماحى، اعتبر أن «ما يحدث داخل المدينة هو جريمة لم تحدث فى تاريخ الأزهر، بعد أن تجرأت قوات الأمن على اقتحام المدينة ومطاردة الطلاب العزل داخلها وإطلاقهم الرصاص الحى عليهم».
«م. ع» أحد الضباط المشاركين فى عملية فض التظاهرة قال ل«الدستور الأصلي»: «إننا نعى جيدا مخطط طلاب الإخوان لإفساد العملية التعليمية داخل الجامعة، كما أننا نعى أنهم يحاولون استفزاز القوات للدخول فى صدام والترويج، لأن قوات الأمن اقتحمت المدينة وقامت بقتل الطلاب»، مؤكدا أن ما يدفع قوات الأمن إلى التدخل هو قيام الطلاب بالخروج إلى الشارع لمحاولة تعطيل المرور والاشتباك مع الأهالى والمارة.