أبدأ معترفًا بأنني والله العظيم مشفق جدًا ومتعاطف بشدة مع هذا الحرامي المجهول الغلبان التعبان الذي لاشك عندي إنه بيجري جري الوحوش علي «بضعة ولايا» وفي رقبته «كوم لحم»، لكن الدكتور المهندس رئيس الوزراء اتشطر عليه ولم يرحمه ولاحقه قبل أيام بطلب للنائب العام أن يفتح تحقيقًا رسميًا لمعرفته وكشف ستره ومسكه من قفاه وتقديمه مخفورًا إلي محكمة الجنايات بتهمة تلقي عمولات ورشاوي من شركة «مرسيدس» لايتجاوز إجماليها 3 ملايين جنيه، وهو مبلغ كما تلاحظ لا يكاد يكفي شراء قصر في الجنة ولا فيللا «محندقة» في التجمع الخامس أو «العاشر»، أو أي تجمع آخر في البلد!! ومع ذلك، هل لأحد من الناس الطيبين أولاد الحلال أن يريح قلبي ويطمني علي دكتور «الخدمات» البحرية و«العمرانية» الأرضية، الأستاذ محمد إبراهيم سليمان؟! أشعر بقلق بالغ علي الرجل، فقد تآكلت الأيام والأسابيع حتي صارت الآن شهورًا، ولا حس ولا خبر جديد عن رحلات سيادته الترفيهية المثيرة وزياراته العائلية الدافئة لنيابة الأموال العامة.. هل مثلاً الأموال العامة زهقت وتسرب الملل إلي نفس جنابها من زيارات الدكتور؟، وهل سئمت جلساته وقعداته الطويلة معها في غرف التحقيق المغلقة دون داعٍ ودون محرم بينما هي آنسة محترمة تنتمي لعائلة مبسوطة ومحافظة ومن الطبيعي أن تخشي وتخاف علي سمعتها من كلام الناس؟! أم ياتري معالي الدكتور سليمان نفسه هو الذي زهق ومل من المرواح والمجيء كل شوية ولم تعد لدي جنابه قدرة خلاص علي الصبر واحتمال المزيد من جلسات التحقيق الحميمة والعقيمة تلك، لاسيما وقد استشف منها أن العلاقة مع نيابة الأموال العامة لا مستقبل لها بسبب اختلاف الطباع والثقافة والتربية الوطنية، فضلاً عن غياب نظرتهما ورؤيتهما المشتركة للحياة الصعبة والسهلة كذلك؟، وهو ما جعل سيادته يؤثر الانسحاب بهدوء من حياتها (حياة النيابة) بعدما تأكد بالتجربة العملية أن العلاقات الاستراتيجية الخاصة التي من هذا النوع هي دائما وأبدًا «قسمة ونصيب» وليس بوسع بني آدم في الدنيا أن يغير أو يلعب في نصيبه و«القسمة» المخصصة له، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق «بتقسيم» أراضي الدولة الواسعة وتوزيعها علي الأهل والأحباب والخلان وخلافه!! أقول وأسأل كل هذه الأسئلة وأنا أتحسب وأخشي بجد من احتمال ألا يكون للدكتور محمد إبراهيم سليمان أو الدكتورة نيابة الأموال العامة أي دخل أو تدخل إرادي حر في هذا الذي يبدو وكأنه توتر وجفاء أصابا علاقة شريفة وواعدة رأينا جميعًا كيف شرعت الأقدار فجأة كده في نسج وشائجها بينهما، واسمحوا لي يا إخوان أن أصارحكم بأن فأر الشك الملعون يلعب فعلاً حاليًا في عب العبد لله ويلهب ظنونه بأن ثمة حاقدًا «ابن حرام» ربما دخل علي الخط ومارس الدس واللعب والعبث في هذه العلاقة وعمل بمنتهي الإصرار والحماس من أجل وأدها في المهد والحيلولة دون أن تنمو وتزدهر وتستمر وتتواصل حتي تصل إلي عش الزوجية أو المحكمة.. أيهما أقرب!!