المصلحه الشخصيه هي دائمآ الصخره التي تتحطم عليها اقوي المبادئ .توفيق الحكيم . لماذا تجشم الغازي الاسكندر فيليب المقدوني عناء ووعثاء السفر الطويل الي معبد الوحي بقلب الصحراء الغربيه سيوه الان ؛وكاد ان يهلك هو وحاشيته وجنوده مرتين عطشآ وتيهآ لولا عنايه السماء به وارسالها مطرآ مدرارآ وطائران كانا رسولا الهدايه لطريق امون الاله الخفي خالق الكون والحياه .قطعآ لم تكن الرحله الشاقه لارضاء العامه والتودد اليهم وانما التزلف والتقرب لكهنه امون ذوي السطوه والنفوذ في المجتمع المصري الذي فطن الاسكندر لتأثيرهم في تحويله من مجرد حاكم بشري يآكل الطعام ويمشي في الاسواق ويجتهد فيخطئ ويصيب الي قداسه الفرعون الاله ابن الاله المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بيديه ولا من خلفه .ويعتبر معارضته ونقده والسخريه منه من الموبقات المهلكات التي تستوجب حل دم واستباحه شرف وسمعه من يتجرأ ويفكر مجرد تفكير في ذلك مهما كان قدره او قربه من جلاله الاله المعظم ليكون عبره لمن تسول له نفسه ان يتخطي الخطوط الحمراء .لم يستغرق الامر وقتآ طويلا سوي قدر مناسب من الطقوس المهيبه لاتمام اجراءات الفرعنه واحكام السيطره علي عقل الاله الوليد .فاحاطوه بمظاهر الترف والعظمه حتي خيل له من سحرهم انه حق اليقين فتوحد مع وهم الهيبه الزائف ليسقط في مستنقع الغرور والتكبر ويبدأ الاستمتاع بطقس مصري خالص بتقبيل الرعيه لايدي سيدها والسجود والقيام له كما تفعل العبيد فيسكر الاله المراهق من خمر الفرعنه ومن ثما يتم سجنه بهدوء في عالم خيالي ويتصرف كما مرسوم له تماما فيشطط وينكر ابوة فيليب ويامر مؤرخه كالتيسين بتزييف الواقع وان يذكره في التاريخ بابن الاله امون فيرفض كالتيسين المثالي فيكون عاقبته من الهالكين والقربان الاول علي مذبح الترهيب .فلما امتعض واستنكر الحضور ما حدث انذروهم كهنه امون بالقاعده الخالده لكل فرعون ان (الآلهه لا يخطئون) . المثير للدهشه والتأمل ان الاسكندر لم يكن مريض نفسي او شخصيه تافهه وانما رجل حكم العالم باسره ولم يهزم قط ونهل العلم علي ايدي ارسطو فهو سليل الحضاره الهلينيه العريقه التي ابدعت الديمقراطيه للبشريه،ولكن الاستسلام لغوايه التآليه و الفرعنه هي التي اصابته بجنون العظمه وعجلت بنهايه ماسأويه لرجل استثنائي .في مصر دائمآ يفني الفرعون ويبقي الكهنه لانهم الحكام الحقيقيين لهذه البلاد علي مر العصور.لقد حطمت الثوره كل اصنام الالهه ولاول مره في تاريخ مصر الشعب يرتع ويلعب بقدس الاقداس في الاتحاديه وكورنيش النيل والمقطم.ولكن جهل واغترار الثوار بانفسهم انستهم تغلل ورسوخ طبقه الكهنه في كل مجال بمصر،والتي سكنت قليلا لتحتوي اثار العاصفه وتستعد لجوله جديده وهجوم مضاد علي فكره الثوره من اساسها وكان لهم ما ارادو. فكفر الناس بالثوره التي لم تجلب لهم سوي الفوضي التي يطلق عليها البعض عبثا الحريه وفقدوا اي امل في العيش والعداله الاجتماعيه . فعندما تقايض الناس بين الامن والحريه سيختاروا غريزيآ الامن وهو ما كانوا يبحثوا عنه وعن القائد القوي الذي يستعيده لهم وهو ما استبشر الناس خيرآ في قدرات السيسي .فكانت هنالك بدايات للكيمياء السحريه بين قطاع كبير من الناس والسيسي استغلها بخبث تحالف كهنه امون الجدد من فلول اعلام الفوتوشوب ورجال اعمال لجنه السياسيات وبقايا جنرالات دوله لاظوغلي في نسج خيوط شبكه العنكبوت حول رأس الرجل وبدؤا اعداد الخلطه السريه لكيف تصنع فرعونآ وهي مزيج من اغاني واشعار وصور علي قوالب الحلوي واسمه علي انواع البلح والياميش والماكولات..الخ واخيرآ شن حمله ضاريه علي باسم يوسف ووقف برنامجه في خطوه اقل ما توصف بالنفاق الرخيص المفضوح بدعوي الحفاظ علي الاخلاق وعدم اهانه الرموز سيدي دعني اهمس في اذنك مخلصا ؛حكم مصر اصبح امر محفوف بالمخاطر. لذلك لاتركن اليهم لا تدعهم يفسدوك فانهم سماعون للكذب آكلون للسحت هم العدو فاحذرهم سيتركوك وقت الشده لان الاجيال الجديده من المصريين سريعه الغضب سريعه التقلب ولا تسير بجوار حائط الخوف كما كان يفعل ايائهم لانهم كسروا الخوف نفسه ، لا يمكن اعاده عقارب الساعه للوارء وما عهد مبارك عنك ببعيد. نعم نريدك لمصر خادمآ وليس فرعونآ. لا خير فينا ان لم نقلها لك ولا خير فيك ان لم تسمعها والله غالب علي امره.