استنكر الملياردر بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت الامريكية الدعوات الخاصة بان العالم فى حاجة ماسة الى انتشار الانترنت ، مؤكدا ان الإنترنت لن ينقذ العالم كما يعتقد اصحاب المليارات و شركات التكنولوجيا في سيليكون فالي.. و شدد جيتس على ان العالم فى حاجة ماسة للقضاء على الفقر و الامراض و الاوبئة ، مشيرا الى انه يعتقد أنه لا يمكن حل مجموعة من المشاكل الراسخة والمتشابكة التي يعاني منها البشر الأكثر ضعفا: كانتشار الأمراض في العالم النامي والفقر وانعدام الفرص واليأس الذى يترتب عليها، وقال بيل جيتس فى حديث خاص لصحيفة فيننشال تايمز "أنا بالتأكيد أحب كل ما يتعلق بالتكنولوجيا ، ولكن عندما نريد تحسين الحياة، يجب التعامل مع الأمور أكثر اهمية وأساسية مثل بقاء الطفل، وتغذية الطفل".
و حرص جيتس على الاشارة الى المبادرة التى تبناها مؤسس الفيسبوك مارك زوكربيرج للعمل على ربط اكثر من 5 مليارات من البر بشبكة الانترنت خلال العقد المقبل .. قائلا "انه يتفق مع الرؤية بان التكنولوجيا و الانترنت يمكن أن تجعل العالم مكانا أفضل ، و لكن هل ربط جنبات هذا الكوكب باتصال بالإنترنت هو أكثر أهمية من العثور على التطعيم للوقاية من مرض الملاريا؟".
ويقول جيتس "إن العالم ليس مسطحا وأجهزة الكمبيوتر ليست من الدرجات الخمسة الأولى الاكثر اهمية ضمن التسلسل الهرمي للاحتياجات البشرية" .. و يضيف مستطردا انه من الضرورى ان يساهم الاغنياء فى حل مشاكل الكوكب الرئيسية و ان عليهم واجب اخلاقى ازاء العالم الذى يعيشون فيه.
و يضرب جيتس مثلا ، بانه يشكك فى اهمية تبرع أي شخص بالمال لبناء جناح جديد لمتحف بدلا من أن ينفق هذا المال على منع الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى مرض مثل الاصابة بالعمى.. و يقول جيتس " ان المكافئ الأخلاقي للتبرع من اجل جناح بمتحف يزوره اقل من 1 في المائة من الناس اقل من المكافىء الاخلاقى لمكافحة مرض العمى".
يذكر ان الملياردير بيل جينس يحرص سنويا على التبرع بجزء من ثرواته و معظم وقته للمشاركة فى الأعمال الخيرية عبر مؤسسة بيل وميليندا جيتس، الذي أسسها مع زوجته في عام 1997 ، و ترك العمل بدوام كامل في شركة مايكروسوفت قبل خمس سنوات ليوفر مزيد من الجهد للمؤسسة الخيرية التى يتبرع لها سنويا بما يقرب من 4 مليار دولار..
والكثير من هذا المال يذهب في اتجاه تحسين الصحة ومحاربة الفقر في البلدان النامية من خلال معالجة الملاريا أو لحملات التطعيم ضد الأمراض المعدية. وما تنفقه مؤسسته هو ما يقرب من نصف ما أنفقته حكومة الولاياتالمتحدة على المبادرات الصحية العالمية في عام 2012... مما جعله الشخص الاكثر قدرة على التأثير على حياة ورفاه عدد أكبر من البشر أكثر من أي شخص عادي آخر على مر التاريخ.