«الجماعة تواجه أزمة حقيقية فى الفترة الحالية، متمثلة فى رفض أعداد كبيرة وقطاعات عريضة أوامر مكتب الإرشاد النزول فى المظاهرات التى تدعو لها الجماعة، مما أفقدها القدرة على السيطرة على التنظيم من الداخل»، هكذا قال أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، ل«للدستور الأصلى»، مؤكدين أن قيادات الجماعة المؤيدة لاستمرار التظاهر وعدم التهدئة مع مؤسسات الدولة، بدأت الاستعانة بعناصر مدربة ومسلحة من خارج الجماعة للقيام بالمهمة التى يبحثون عنها. وأكدت المصادر أن 4 نوفمبر «صداع فى رأس الجماعة»، حيث تسعى بكل قوة نحو تأجيل محاكمة المعزول محمد مرسى، وفى سبيل ذلك قرروا إعلان «النفير العام»، ووضع سيل من الخطط لتنفيذ ذلك، والضغط من خلال إثارة الفوضى فى الشارع المصرى، لتأجيل المحاكمة لأطول فترة ممكنة، بحيث تستطيع الجماعة مع ذلك إعادة الصف من جديد، مؤكدين أن الجماعة ستحرك عشرات المسيرات والمظاهرات التى تضم أعضاءها وأعضاء الجماعات الإرهابية المسلحة والمدربة على ذلك.
وأكد المصدر، أن تراجع الجماعة عن التظاهر اليومى والمسيرات الليلية التى كانت تنظمها خلال الأسابيع الماضية، يعود إلى رفض أعضاء الجماعة الانصياع لمطالب القيادات، مؤكدين أن الشباب رفضوا التظاهر اليومى وأبلغوا المسؤولين الميدانيين الإخوان رغبتهم فى التظاهر الأسبوعى كل يوم جمعة فقط، كما كان يحدث من قبل القوى والأحزاب الثورية، حتى تقل حدة المواجهات مع الأمن المركزى وقوات الجيش، وهو ما أُجبرت الجماعة على تنفيذه، وذلك ما يبرر لنا سبب قلة المظاهرات اليومية لأعضاء التنظيم.
وفجرت المصادر الإخوانية مفاجأة، حيث أكدوا أن هناك اتجاها إخوانيا للتفاوض مع أعضاء رابطة مشجعى النادى الأهلى «أولتراس أهلاوى»، بهدف استخدامهم فى الحشد والتظاهر فى صف الجماعة، واستغلال حالة العداء بينهم وبين وزارة الداخلية لخدمة مصالحها، ويحضر أعضاء الجماعة لعقد لقاء مع بعض ممثلى شباب الأولتراس للتنظيم والتحضير ليوم 4 نوفمبر أولى جلسات محاكمة الرئيس الإخوانى المعزول وعدد من أعضاء وقيادات الجماعة، فى القضية المعروفة إعلاميا ب«أحداث الاتحادية» والتى حرضت فيها مرسى والإخوان أنصارهم للاعتداء على شباب القوى السياسية المتظاهرين أمام قصر الرئاسة اعتراضا على سياسات الجماعة وللمطالبة بإقالة مرسى، حيث ستدفع الجماعة الكثير لتأجيل هذه المحاكمة.
وأكدت المصادر أن قيادات الإخوان وتحديدا المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة، قبل اعتقاله، تقربوا كثيرا خلال الفترة السابقة من أعضاء أولتراس أهلاوى لكسبهم، خصوصا بعد تولى مرسى رئاسة الجمهورية، وهذا ما يفسر عدم تظاهرهم خلال العام الماضى نهائيا، حيث نجح خيرت فى ذلك الأمر، حتى إن أحد قياداتهم المسؤولين عن التنظيم والتظاهر أحد الكوادر الشبابية للجماعة، ولكن رفض بعض أعضاء الأولتراس الدخول فى المعادلة السياسية كان سببا فى طلب الجماعة الجلوس والتفاوض معهم.
