قال الدكتور عبد العليم محمد الخبير بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية ان الادارة الامريكية خططت لتطويع ثورات الربيع العربى لتنفيذ مصالحها ومصالح الكيان الاسرائيلى بتمكين تيار الاسلام السياسى من الحكم فى كل دول الربيع العربى على ان يحافظ على مصالحها ومصالح اسرائيل ويمكنهما من انشاء الشرق الاوسط الجديد بالمنظومة التى يحلمون بها والتى تقوم على تفتيته ووضع قيادته فى بلدان غير عربية . واشار فى لقاء ببرنامج صباح الخير يا مصرالخميس ان جماعة الاخوان فى مصر اعتقدت خطأ ان ثورة يناير 2011 كانت ثورة على الدولة المدنية فاتجهت لصناعة دولة دينية على نمط الجماعة فى العزلة واحادية النظرة والاخذ بشكل الدين بعيدا عن مضمونه فى السماحة والوسطية ونسيت وتناست ان الدولة المدنية فى مصر قديمة وعميقة والثورة فى يناير كانت على ما آلت اليه هذه الدولة من هيمنة طبقة صغيرة وانتشار الفساد.
واضاف ان عراقة الشعب المصرى وتعدد الثقافات داخل المجتمع جعلته لايرضى بالانغلاق او فرض منظومة سلوكية تنتمى للدين بالشكل فقط فكانت ثورة الثلاثين من يونيو والتى اعادت للشعب الحكم الذى يرضه عنه .
واكد الدكتور عبد العليم محمد ان الاعلام الغربى والذى عرف بتوافقه الشديد مع الاجندة السياسية لبلدانه تعود تشويه صورة كل من يعارض الهيمنة الغربية على بلدان العالم والمنطقة كما تعود على اخفاء الحقائق وانتقاء المعلومات لخلق راى عام داخلى لديه مؤيد لسياسات الاحزاب المهيمنة على الحكم فى هذه الدول ولايتصف بالمهنية او الحيادية كما يدعى.... وضرب امثلة بتشويه صور عدد من زعماء المنطقة ومنهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والذى حارب من اجل استقلال القرار المصرى بعيدا عن الهيمنة الغربية ومصالحها .
وقال انه فى المقابل يعمل هذا الاعلام الغربى على خلق صورة مثالية للقوى السياسية فى الدول المختلفة التى تتعاون معه وتنفذ مصالحه ويتعلل بحقوق المرأة وحقوق الانسان و مبادئ الديموقراطية وكل ماتعودنا عليه من جمل وعبارات فضفاضة للتغطية على اهدافه الحقيقية فى السيطرة.
واضاف الخبير بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية ان وقوف الجيش المصرى وقياداته مع الشعب فى ثورة الثلاثين من يونيو وماأتاخده الفريق اول عبد الفتاح السيسى من قرارات فى الثالث من يوليو جاءت بمثابة صدمة للدول الغربية والادارة الامريكية التى اصيبت باضطراب وحالة من الغضب افقدها توازنها وبدات الحملة الاعلامية على الجيش المصرى باكمله والذى عرف بمواقفه الوطنية وشعبيته الكبيرة على مر تاريخه لانحيازه للشعب واماله .
كما انضمت للحملة الشرسة على الجيش اجهزة اعلامية لدول صغيرة فى المحيط العربى وهى بالتحديد دولة قطر التى تعرف بمدى ارتباطها بالمصالح الغربية وتحتضن قواعد عسكرية امريكية والاسرة الحاكمة فيها تعتمد على حماية هذه القواعد لاستمرارها فى الحكم وهى لاتملك غير المال الغزير الذى يجعلها تحلم بدور اكبر بكثير من حجمها الطبيعى وهى تتطاول على مصر شعب وجيشا لان مصر هى الدولة الاكثر اهمية فى المنطقة واذا قامت فى طريق النمو والحداثة ستتبعها كل الدول العربية ولان امنها يعنى الامن للاقليم العربى كله واكد ان مصر لن تتخلى عن دورها او ترضى بالخضوع للمصالح الاجنبية.