أكد الفريق أول عبد الفتاح السيسي إنه لم يتكلم معهم إلا عندما تم استدعاؤهم والتقى بهم يوم 3 يوليو. وأشار السيسي خلال الجزء الثاني من حواره مع جريدة المصري اليوم أنه قبل أن يصدر بيان مهلة الأيام السبعة اطلع الرئيس مرسي على تفاصيله، وكان يلتقي معه على طول، وهو لم يغضب من البيان وإنما كان متحفظاً على رد الفعل، ولكن عند مهلة ال48 ساعة يوم أول يوليو أبدى استياءه وغضبه، وقال له: «أمامنا 48 ساعة نحل المسألة، لأن الناس نزلت يوم 30 يونيو بأعداد ضخمة جداً»، وأنا كنت معه وقت إعلان هذه المهلة في أول يوليو. وقال السيسي عن لقائه بالدكتور سعد الكتاتني رئيس الحرية الوعدالة السابق “أذكر أن الدكتور سعد الكتاتني اتصل بي وطلب أن يلتقي بي هو وخيرت الشاطر، وفعلاً التقيت بهما يوم الثلاثاء 25 يونيو واستمعت إليهما، وبلا مبالغة استمر خيرت الشاطر يتحدث لمدة 45 دقيقة، ويتوعد بأعمال إرهابية وأعمال عنف وقتل من جانب جماعات إسلامية لا يستطيع هو ولا جماعة الإخوان السيطرة عليها، موجودة في سيناء وفي الوادي، وبعضها لا يعرفه، جاءت من دول عربية، ثم أخذ الشاطر يشير بإصبعه وكأنه يطلق «زناد بندقية»”.
وأضاف “كلامه استفزني بشكل غير مسبوق في حياتي، لأنه كان يعبر عن شكل من أشكال الاستعلاء والتجبر في الأرض. وانفجرت فيه قائلاً: «إنتم عايزين إيه، إنتم خربتم البلد، وأسأتم للدين»”.
وحول وجود قائمة اعتقالات للقيادات الجيش والشخصيات العامة عقب خطاب مرسي يوم 26 يونيو الماضي قال السيسي “هذا الموضوع نتركه للجان التحقيق وتقصي الحقائق، لكن الحالة التي كان عليها لا يتصور أحد معها أنه يقدر أن يفعل هذا. كانت هناك أزمة كبيرة جدًا، ولم يكونوا يعرفون كيف يخرجون منها، وأتصور أنهم تركوا أنفسهم لتطورات الأزمة تجرفهم، وهذا تعبير عن يأس”. وأكد السيسي “الشعب المصري خرج، لأنه خاف على وسطيته، خاف على مستقبله، لم يشعر أن البلد بلده، وهذا محرك يوم 30 يونيو، الناس نزلت نزولاً غير مسبوق بعشرات الملايين، ووضعت من جديد القوات المسلحة أمام مسؤوليتها التاريخية، إنفاذًا للإرادة الشعبية”. ووجه السيسي رسالة أنا أقول للتيار الإسلامي: «حاسب وأنت تتعامل مع المصريين، لقد تعاملت معهم على أنك الحق وهم الباطل، أنك الناجي وهم الهالكون، أنت المؤمن وهم الكافرون، هذا استعلاء بالإيمان. وقال السيسي إن يوم الأول من يوليو، قال الرئيس محمد مرسي له إن عدد المتظاهرين بلغت120 ألفاً، فقلت له: «سأحضر لك سيديهات لمشاهد مصورة من الطائرة». وبالنسبة لإبلاغ الولاياتالمتحدة شدد السيسي أنه “لم نخطر أحدًا، ولم نتعاون مع أحد، ولم ننسق مع أحد، ولم نستأذن أحدًا، الأحداث والبيان شأن داخلي مصري، لا يحق لأي دولة مهما كانت العلاقات معها التدخل فيه، أيضاً البيان هو إنفاذ للإرادة الشعبية التي تم التوافق عليها من مختلف أطياف الشعب وتعبير عن أهدافه التي خرج من أجلها عبر ثورتين كبيرتين في يناير 2011 ويونيو 2013، والتي تأتي في مقدمتها «الحرية» بجميع أبعادها، سواء حرية الرأي والتعبير والعقيدة أو التحرر من التبعية لأي من القوى الخارجية”.
وعن دعوته للتفويض الشعبي قال السيسي إن ” الهدف من الدعوة لم يكن يقتصر فقط على التفويض لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل، بقدر ما كان دعوة للتأكيد أمام العالم على الإرادة الشعبية في التغيير، بعد ارتفاع الأصوات التي كانت تشكك في هذه الإرادة، وتسعى للحشد الخارجي ضدها تحت ذرائع الادعاء بالانقلاب العسكري”.
وأضاف “لقد وضعت ثقتي في الشعب المصري الذي لم يخذلني، انطلاقاً من قناعة الجميع بأن التغيير يتم تحقيقاً لإرادة الشعب في تحقيق طموحاته وآماله بأهداف ثورته، «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية». والاستجابة الشعبية الكبيرة للدعوة ألقت على أكتافي وزملائي مزيدًا من المسؤولية لتحقيق آمال وأحلام هذا الشعب الكريم الذي منحنا ثقته”.
وأشار السيسي إلى أنه كان يريد أعدادا أكبر من المتظاهرين لأنه ينشد دوماً أقصى درجات المثالية، لكنه كان سعيدًا جدًا بالمشهد.
وعن أحداث الحرس الجمهوري وفض اعتصامي رابعة والنهضة قال السيسي ” لا يمكن المقارنة بين أحداث نادي الحرس الجمهوري وقرار فض اعتصامي «رابعة والنهضة»، ففي حادث نادي الحرس الجمهوري، كان هناك تخطيط ومحاولة لاقتحام منشأة عسكرية باستخدام القوة، الأمر الذي وضع القوات في وضع دفاع عن النفس وضرورة الرد بشكل فوري وسريع، وهو ما أكدته التقارير المتوفرة عن الحادث، وأريد أن أقول إنه كانت هناك حالة تلاحم بين الأفراد، وكانت هناك مجموعات منهم تطلق النار وهي غير مدربة، مما تسبب في خسائر غير مبررة.. وليس معقولاً أن يأتي أناس إلى المكان الموجود فيه رئيس الجمهورية السابق وهو منطقة عسكرية وتحاول أن تقتحمه وتضرب نارًا، نحن في نفس اليوم نقلناه إلى مكان آخر.
أما قرار فض اعتصامي «رابعة والنهضة»، فقد حرصت فيه الدولة، أولاً على إتاحة المجال أمام الاحتواء والتهدئة عبر المعالجة السياسية، ثانياً مراعاة اعتبارات شهر رمضان الكريم ثم عيد الفطر المبارك، ثالثاً إعطاء الوقت الكافي للدراسة والتخطيط لتجنب الخسائر في الطرفين، بعد التأكد بما لا يدع مجالاً لشك من وجود أسلحة داخل الاعتصامين، وبعد نحو 48 يوماً وليس 48 ساعة، وبعد العديد من الإنذارات، قامت الأجهزة الأمنية بتنفيذ القرار القضائي لفض الاعتصامات وفقاً للمعايير الدولية، وجاءت الخسائر في الطرفين نتيجة استخدام السلاح من داخل الاعتصامات.
وبالنسبة للنتائج وأرقام الضحايا، تتعدد حولها التقارير، وهناك فوارق كبيرة بين التقارير الرسمية وما تسعى مصادر أخرى للترويج له.. والأفضل الانتظار لنتائج تقصي الحقائق والتحقيق في تلك الأحداث، لتبرز الحقائق أمام الجميع.”