كانت تجربة الإخوان المسلمين فى حكم البلاد من أسوأ التجارب التى مرّت على مصر. .. فكانت خرابًا ودمارًا.
.. وما زالت مصر تعانى منها.. ومن إرهاب الجماعة التى ما زالت تعتبر أنها صاحبة السلطة.. وأن الملايين التى خرجت للثورة عليها وعلى قياداتها الفاشلين الفاشيين لم يكن حقيقيًّا.. وقد ضُللت عقولهم وجنّوا.
.. بل أثر ما فعلوه من فاشية وإرهاب سيظل سنوات طويلة.
سيحتاج المجتمع إلى الجهد وتكاتف الجميع للخروج من تلك الأزمة الكبرى التى تسبب فيها الإخوان وحلفاؤهم الذين تاجروا بالدين.. وقدموا أنفسهم على أنهم ينصرون الله.. فإذا بهم كاذبون ومضللون.. ويستغلون الدين فى تحقيق مآرب شخصية.. ومن أجل المنافع والأموال والنفوذ والسلطة ومتع الحياة الدنيا التى دائمًا ما يطلبون أتباعهم بالابتعاد عنها.. فإذا بهم يدفعون المضللين منهم إلى الموت والانتحار تحت ستار الدفاع عن الإسلام ضد من كفّروهم من الوطنيين وشباب الثورة الذين وقفوا بالمرصاد لفساد وإفساد جماعة الإخوان تحت زعم أنهم يدافعون عن الدين.
.. لقد استخدموا الدين للوصول إلى المناصب الدنيوية والتمتع بالأموال والمكافآت وبالفساد واستحلال الدين فى ذلك.
.. وقد تم كشفهم وفضحهم.. وكذبهم.. ولكن استطاعوا تضليل البعض ليسير معهم فى طريق التهلكة وطريق الإرهاب دفاعًا عن «يافطة جماعة الإخوان» والمكاسب التى حصلوا عليها وهم فى السلطة.
.. لقد فشلوا فى إدارة البلاد.. لكنهم لم يعترفوا.
.. ومارسوا الاستبداد والبلطجة.
.. وحاولوا هدم مؤسسات الدولة.
.. إلا أنهم لم يعترفوا بأى من ذلك رغم كشف الملايين من الناس فضائحهم وفسادهم واستغلالهم.
.. وليصدروا فى النهاية الإسلام.. بأنهم يدافعون عن الإسلام.. وأن مَن يعارضهم ويبعدهم من سلطتهم «الفاسدة» هم خارجون عن الإسلام.
.. ووصل بهم الأمر إلى ترويع وترهيب المواطنين.. تحت زعم الدفاع عن الإسلام.
.. وعذّبوا.. وقتلوا.. ومارسوا الإرهاب باسم الدين.
.. فهل الإسلام يدعو إلى ذلك؟
.. لم يكن الإخوان وحدهم فى ذلك المطاف، فهناك آخرون باعوا الدين من أجل المناصب والمكافآت والحصانات ومتعة الحياة.. وأسسوا أحزابًا يسعون بها إلى السلطة مع الإخوان.. فتحالفوا باسم الإسلام.. والإسلام منهم برىء.
.. ويدّعون أنهم يمارسون السياسة -من أجل الحفاظ على الإسلام- ولم يسمع لهم صوت من قبل عندما كان الاستبداد سائدًا.. بل كانوا يكفّرون الذين ينتقدون استبداد السلطة باعتبارهم خوارج وخارجين على الحاكم، وإذا بهم الآن يدافعون عن الإرهاب.. وباسم الدين.
بل وجدنا إرهابيين قدامى فى أحزاب وجمعيات، ووصل الأمر بهم إلى أن يكونوا أعضاء فى مجلس حقوق الإنسان.. وكله باسم الإسلام الذين ينصبون به.. ويحصلون على المكافآت والأموال والسلطة.
وما إن سقطت السلطة من الإخوان.. استعاد كل هؤلاء إرهابهم القديم.. ونشروا الرعب والإرهاب بين المواطنين.
.. فهؤلاء أساؤوا إلى الإسلام بأحزابهم.
وأساؤوا إلى البلد.
.. وعطّلوا الحياة.
وفشلت تجربتهم تمامًا.. وتحوّلوا إلى فشلة فى كل شىء، ونجحوا فقط فى الإرهاب والدفاع عنه.
.. ومن ثَم لا يجب أبدًا تكرار تلك التجربة، وكفانا أحزابا فاسدة.. ومش ناقصة فساد باسم الإسلام.
.. فلا مرجعية دينية للأحزاب.
.. ولا بد أن يتمسّك الشعب بالمجتمع المدنى وبالديمقراطية التى تحترم المواطن وتقدّس حقوقه.
.. ولا بد من التخلص من الأحزاب الإرهابية التى تدّعى أنها إسلامية.
.. فلم يرَ الشعب منهم سوى الإرهاب.
ولذا كان لا بد من حظر الجماعة الإرهابية.
(ينشر للمرة الثانية بعد حكم محكمة الأمور المستعجلة بحظر نشاط جماعة الإخوان المسلمين).