مرقت من البوابة الكبيرة الأشبه بالحلم إلي الطرقة الطويلة المبطنة بالقطيفة الحمراء والممتلئة ببشر عاديين أشبه بالعمالقة بالنسبة لمغفل صغير وقصير ومأزعر مثلي لا يزيد عمره علي ال 8 سنوات.. أتلفت حولي مأخوذاً بهذا الجو الخيالي بينما تجتذبني يد أخي الأكبر «وليد» إلي إحدي البوابات في الطرقة.. «يالاّ يا خالد.. الفيلم حيبدأ».. دخلنا وجلسنا ثم أظلمت القاعة وبدأ الحلم الذي لم أفق منه حتي الآن.. حلم السينما الجميل الذي شاءت أقداري أن تكون بداية علاقتي به بداية جميلة وساحرة وأخاذة مثل مشاهدة فيلم «E .T» ل «ستيفن سبيلبرج».. الجميع غارق في الظلام عدا إضاءات سحرية منبعثة من الشاشة منعكسة علي تلك الرءوس لتحيطها بهالات من الخلف تجعلها أشبه بالنجوم المتناثرة في السماء.. نعم.. كنت يومها نجمة من ضمن نجوم كثيرة في السماء.. أجلس كمغفل صغير ومأخوذ ومنبهر بجانب أخيه الأكبر.. أتابع بدايات قصة حبي الأعظم للسينما.. قصة الحب تلك التي بدأت بعلاقة ملتبسة مع كائن فضائي قصير ومأزعر مثلي تماماً مثل «E .T»! الآن.. أسأل نفسي عن سبب انبهاري ب «E .T» فتأتيني الإجابة عبر كل تلك التناقضات التي باتت تملأ قلوب البشر علي كوكب الأرض.. ثم أقارن هذا كله ببراءة وطهارة وحكمة ذلك الكائن الفضائي الممتلئ بالحكمة.. تلك الحكمة التي نقلها عبر لمس إصبعه لجبين الطفل «إليوت» لتتولد هالة من الإضاءة النورانية التي تجعل من «إليوت» كائناً جديداً وتجعل مني طفلاً ملسوعاً بحب السيما.. تلك السيما التي جعلتني أبكي عندما ظننت أن «E .T» قد مات.. ثم جعلتني أفرح عندما تتفتح الزهرة المرتبطة وجدانياً ببقائه علي قيد الحياة.. ثم جعلتني أبكي مرة أخري أثناء انغلاق باب سفينته الفضائية التي جاءت لتأخذه وتقله إلي كوكبه الذي جاء منه.. كنت أبكي وأنا أخرج من ذلك الحلم الجميل الذي دخلته وأنا مجرد مغفل صغير وقصير ومأزعر.. لأخرج منه وأنا كائن جديد لمس «E .T» جبهته بإصبعه فتولدت إضاءة جعلته كائناً جديداً يعشق الحياة ويؤمن أن الكون الواسع ليس حكراً علينا نحن البشر.. ومن يومها وأنا بحب السيما!