قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن واشنطن تجري مباحثات مع مصر حول وضع خطة جديدة لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، وذلك في إطار المساعي الأمريكية لإحتواء المشروع النووي الإيراني. وتأتي الخطوة الأمريكية في إطار حشد تحالف دولي مؤيد لواشنطن واسرائيل فيما يتعلق بالأسلحة النووية في الشرق الأوسط، والذي يعتمد على التغاضي عن ترسانة اسرائيل النووية بينما يطالب ايران بالتخلي عن برامجها النووية. وقالت الصحيفة الأمريكية إن واشنطن حرصت على طمأنة اسرائيل من إنها ليست مجبرة على التوقيع على معاهدة حظرانتشار نووي إلا في حالة موافقة جميع الاطراف على إخلاء المنطقة من الأسلحة، وترجمة تلك الموافقة إلى واقع. ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسئولين أمريكيين قولهم "إن البيت الأبيض يريد الاعتماد بهذا الشأن على اتفاق غير ملزم تم التوصل إليه قبل حوالي 15 سنة في إطار المراجعة الدورية لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية". وتشمل الخطة الجديدة الدول العربية وإيران وتركيا وكذلك إسرائيل. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون مراقبة التسلح الين تاتشر للصحيفة " إن الولاياتالمتحدة تبحث ايضا هذا الموضوع مع جامعة الدول العربية وبعض الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز". ومن ناحية اخرى، اعربت مصادر امريكية عن اعتقادها بأن أي تقدم لن يحصل في هذه المباحثات قبل إحراز تقدم ملموس في مفاوضات السلام العربية الإسرائيلية. وتوقعت الصحيفة أن تؤدي المبادرة لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية إلى اثارة توتر جديد في العلاقات بين الرئيس الأمريكي براك أوباما ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو . في تلك الأثناء، قال السفير محمد إبراهيم شاكر رئيس وفد المجلس المصري للشئون الخارجية إن مصر ستؤكد على ضرورة تنفيذ قرار إخلاء منطقة الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل، خلال مشاركتها في مؤتمر مراجعة الانتشار النووي الذي سيعقد بمقر منظمة الاممالمتحدة بعد غد ويفتتحه الرئيس الامريكي باراك اوباما. ومن المقرر أن يرأس الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الوفد الإيراني في المؤتمر، وهو ما أثار مخاوف أمريكية من محاولات إيرانية لإفشال المؤتمر، ما دفع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى القول إن نجاد لن يلقى ترحيبا حارا في مؤتمر مراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووي اذا سعى لاثارة الارتباك هناك او تحويل الانتباه عن البرنامج النووي لايران. وقالت كلينتون إن الغرض من مؤتمر المراجعة الذي يعقد مرة كل خمس سنوات هو أن تجدد الدول الموقعة التزامها بالركائز الثلاث للمعاهدة وهي نزع الاسلحة وحظر الانتشار والاستخدام السلمي للطاقة النووية. وقالت كلينتون انها لا تعرف لماذا يريد أحمدي نجاد أن يأتي إلى المؤتمر وأنه "لا جدال على الاطلاق" في سجل ايران في انتهاك معاهدة حظر الانتشار النووي. وأضافت "اذا كان الرئيس أحمدي نجاد يرغب في أن يأتي ويعلن أن ايران ستلتزم بمتطلبات حظر الانتشار بموجب المعاهدة سيكون ذلك نبأ سارا جدا وسنرحب بذلك." ولكنها تابعت قائلة "اذا كان يعتقد أنه بمجيئه يستطيع على نحو ما أن يحول الانتباه بعيدا عن هذا الجهد العالمي المهم جدا أو أن يحدث فوضى من المحتمل أن تثير الشك فيما تستهدفه ايران... فانني لا اعتقد أنه سيجد جمهورا مرحبا." وترفض إسرائيل حتى الآن الانضمام لهذه المعاهدة والتوقيع عليها منعا لخضوع مفاعلاتها النووي في ديمونا و"ناحال شوريك" لإشراف دولي وبهدف الإبقاء على سياسة التعتيم في ما يتعلق بالأنشطة النووية وحجمها.