*مرة اخرى وجديدة.. يخطىء او يستخف قادة الاخوان فى قراءة الواقع المحيط بهم.. ومرة اخرى ايضا يدفع الابرياء الثمن بالوكالة..سواء من ارواحهم اوجراحهم المستديمة..او كحد ادنى من معاناتهم المريرة بشكل او بآخر..انهم يعلمون جيدا .. ان العنف والارهاب لن يعيدا الشرعية التى اهدروها بايديهم لابيدى معارضيهم.. لقد قالت اغلبية المصريين كلمتها وانتهى الامر.. وان مايدعو اليه هؤلاء القادة باسم الجهاد دفاعا عن الشرعية وباسم الاسلام.. لم يعد له مطلقا محلا او حتى ذرة من العقل..ان مثل هذه الدعوات ليست.. الا انتحارا واهدارا رخيصا وجسيما لدماء مصرية بريئة ( معارضون لمرسى او مؤيدون).. ثم ان الرئيس السابق اهدر فرصة تجديد شرعيته المنهارة..وذلك بعد رفض الاحتكام الى الصندوق من خلال استفتاء..او انتخابات رئاسية مبكرة( وهى بالمناسبة ليست بدعة)..بعد ذلك يطالب قادة الاخوان انصارهم بالموت باسم الاسلام ودفاعا عنه .. وهم فى الحقيقة يطالبون ب استعادة حكم بددوه بانفسهم المرة تلو الاخرى.. ثم ان الفرصة لاتزال قائمة.. للاحتكام الى الصندوق .سواء فى انتخابات برلمانية او رئاسية نزيهة قادمة.. وفقا لخريطة الطريق الحالية.. وباشراف اوربى ودولى( لقطع اى شك باليقين)..ياسادة أليس حقن دماء الابرياء المصريين من كل التيارات من الضرورات التى تبيح ماترونه من المحظورات( الشرعية او كرسى الحكم ..خاصة بعدما ثبت عجز الجماعة عن السيطرة على الاوضاع..بما يحقق الحد الادنى الاساسى من صالح البلاد والعباد) ؟ واذا كان خياركم هو العنف والتصعيد.. فان ذلك لن يؤدى سوى الى المزيد من التفاف الاغلبية حول جيشها لحمايتها من الارهاب والتصدى له.. وفى نفس الوقت ستستمر الحياة ولن تتوقف.. كما كان عليه الحال اثناء موجة الارهاب فى التسعينات.
*** نتمنى ان يصغى قادة الاخوان الى صوت العقل والمنطق.. ويحاولوا ولو مرة واحدة تغليب مصلحة مصر والمصريين على مصلحة تنظيمهم.. مرة ..ولو لذر الرماد فى العيون لابد ان يعوا جيدا.. انه ورغم كل الاوضاع الراهنة بعد ثورة 30 يونيو.. فان غالبية المصريين من كافة المستويات وفى جميع انحاء البلاد يشعرون الآن .. بان مجمل الاوضاع وعلى كافة الاصعدة.. افضل حاليا بمراحل بل ويتحسن وبخطى متسارعة بعد ثورة 30 يونيو.. وذلك مقارنة بما كانت نفس الاوضاع فى اليوم السابق مباشرة للثورة.. لقد اختلف الوضع رأسا على عقب.. حيث عاد الامل و التفاؤل الى نفوس اغلبية ابناء مصر.. فيما يتعلق بتحقيق اهداف ثورة يناير( العيش والحرية.. الكرامة والعدالة الا جتماعية).. فقط يعتصر الحزن والاسى القلوب .. بسبب اهدار دماء مصرية بريئة( مؤيدة او معارضة للرئيس المعزول) فى صراع..فرضه الاخوان على جميع الاطراف.. بداية بالتخبط والعشوائية والفشل.. فى ادارة شئون دولة وشعب بحجم وثقل مصر.. وذلك بالتزامن مع استشراء وباءالاستقطاب بسبب غياب الارادة الحقيقية من جانب الاخوان (بصفة خاصة باعتبارهم التيار الحاكم) لتوحيد الامة وادارتها على اساس المشاركة والكفاءة.. اما على صعيد تردى الاوضاع الحياتية والاقتصادية وغياب الامن والاستقرار ..فحدث ولاحرج.. خاصة ان المواطن البسيط .. لم يعد مستعدا لتقبل اى مبررات او اعذار( الدولة العميقة ونظرية المؤامرة).. فالحكم تكليف وليس تشريفا..ومن لايستطيع ان يتصدى للاخطار والتحديات الجسام المتوقعة بعد ثورة يناير.. فليفسح الطريق لغيره .. ناهيك عن ان الاخوان.. لم يكونوا جادين فى الاستعانة بالكفاءات والخبرات من التيارات السياسية الاخرى ..بل ان الاخوان استخفوا او أساءوا كالعادة ..قراءة المشهد والواقع المحيط بهم.. وهوماحدث ويحدث الان.. وهذا هولب المأساة.