المتحدث الرسمى للقوات المسلحة العقيد أحمد محمد على، أكد أن تركيز الجيش ينصب على الأمن الوطنى، وأن انسحاب الجيش من المشهد السياسى حدث، لأن مهمته الأساسية هى الحفاظ على الأمن القومى فقط. وفى الحوار الذى أجرته معه صحيفة «ديلى نيوز» التى تصدر بالإنجليزية أمس الجمعة، أشار على إلى أن اتخاذ قرار الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى لم يكن سهلًا، لكن القوات المسلحة نظرت إلى أحوال البلاد طوال عام من حكم مرسى، ووجدت تقسيمًا واضحًا، بدءًا من عدم احترام الدستور من قبل الرئاسة نفسها والإعلان الدستورى المثير للجدل وحصار المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامى والاشتباكات الأخيرة عند قصر الاتحادية، التى أدت إلى وفاة عدد من الشباب المعارض، وما تبع ذلك من التفاف حول أتباعه، ومن هنا بدأت القوات المسلحة فى استشعار الخطر، لذلك قام القائد الأعلى للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسى فى نوفمبر 2012 بمبادرة لإجراء حوار وطنى مع جميع الأطراف السياسية، ولاقت الدعوة إلى الحوار ردود أفعال إيجابية من قبل الأحزاب المختلفة والشخصيات العامة التى تلقت الدعوة، ورغم أن الرئاسة كانت تعرف عن أمر الحوار قبل الإعلان عنه، إلا أن المبادرة فشلت فى اللحظات الأخيرة.
المتحدث باسم القوات المسلحة أضاف أن سلسلة من الأزمات الداخلية والخارجية كانت بدأت وعرضت القوات المسلحة على الرئاسة ما يعرف بتقرير «للتقييم الاستراتيجى للأوضاع»، وأوضحت التقارير المخاطر السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تواجه البلاد، وقابلت الرئاسة التقارير بلا مبالاة، وعدم تفهم المخاطر التى تهدد أمن البلاد، وتضاعف قلقنا بعد شعورنا بغضب المصريين فى الشهور الماضية من قلة الخدمات، وأيضا ارتفاع الأسعار بشكل كبير ما وضح عدم استيعاب الرئاسة لغضب الفقراء فى الشارع.
على أوضح أن القوات المسلحة تنبهت إلى أن الملايين كانوا يخططون للنزول للشارع، وفى المقابل كان يهددهم الآلاف بالقتل والتدمير، وكان من واجب القوات المسلحة وفقًا للدستور المصرى أن تحمى الأمن القومى، لذا قمنا بمضاعفة الجيش فى الشوارع بدءًا من يوم 26 يونيو لمنع حدوث أى مصادمات قد تؤدى إلى وفاة الكثيرين، وقد تتفاقم الأوضاع وتتحول إلى حرب أهلية، ولا ننس أن القوات المسلحة استخدمت إجراءات وقائية يوم 28 يناير 2011.
على أكد أن المصريين بدؤوا النزول إلى الشارع يوم 28 من يونيو وتضاعفت الأعداد ووصلت إلى مئات الآلاف وطلب الفريق أول عبد الفتاح السيسى من الرئاسة الاستجابة إلى مطالب الشعب حول تعديل الدستور وتغيير الوزارة ثم تصاعدت إلى مطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لكنه لم يسمع إلينا، وشعر بالقوة، لأنه جاء بشرعية دستورية ولديه أعداد كبيرة من المؤيدين، فاضطرت القوات المسلحة إلى منح مهلة ال48 ساعة لحل الأزمة، لكن الرئاسة رفضتها وقامت بالرد عليها بإلقاء خطاب ذكرت فيه كلمة «شرعية» عشرات المرات.
على أكد أن القوات المسلحة لاحظت أن الرئاسة تقوم بالتهديد بأن تتحول مصر إلى سوريا، وكانت تلك الرسالة تهدد الأمن القومى للبلاد، فلا يقوم الإسلام ولا السياسة على مبدأ «إما نظامى أو القتل»، وعندما شعرت القوات المسلحة فى 3 يونيو أنه سيقوم الشعب بالتحكم فى مقاليد الأمور بسبب تجاهل الرئاسة مطالبهم والتعامل معها بلا مبالاة، وهناك إمكانية لمواجهة الغضب الشعبى بالسلاح، قامت القوات المسلحة باتخاذ قرار الإطاحة بمرسى.
على أكد لصحيفة «ديلى نيوزى» أنه لا يمكن وصف ما حدث بالانقلاب العسكرى، كيف يكون هذا انقلابًا عسكريًّا ورئيس المحكمة الدستورية هو من تسلم السلطة فى البلاد، وجاء ذلك بعد موافقة الأحزاب السياسية الحالية؟ لقد انحازت القوات المسلحة إلى الملايين التى نزلت إلى الشوارع، لأنها ملك للشعب بعيدا عن الانتماءات.
وفى ما يتعلق بقبول عناصر من الإخوان وعناصر جهادية فى الأكاديمية العسكرية، أوضح على أنه من الصعب أن ينتمى شاب يبلغ 17 عاما إلى جماعات معينة، ومثال على ذلك أن أحد أقارب مرسى تم قبوله فى الأكاديمية العسكرية، وكان عمره 17 عامًا، ولم يكن ينتمى إلى أى جماعة دينية، ولم ينتم والده إلى الإخوان.
المتحدث باسم القوات المسلحة أكد أن عدد المتظاهرين وصل إلى 33 مليونًا، وأضاف: أعتقد أن الأعداد التى نزلت إلى الشارع تفوق بخمسة أو ستة أضعاف الأعداد التى نزلت فى يناير 2011، كان ميدان التحرير ممتلئًا، وكذلك الشوارع المحيطة ومحيط قصر الاتحادية وقصر القبة ووزارة الدفاع، كانت القاهرة وحدها تعبر عن رفض الشارع المصرى حكم مرسى، ورغبتها فى التخلص منه، فهذه هى مبادئ الديمقراطية أن تسمح للجميع بالتعبير عن آرائهم وفرض البدائل، وكان دور القوات المسلحة قبل نزول المصريين فى مواجهات فى الشارع هو تلبية مطالب أغلبية المصريين.
على تطرق إلى الحديث عن وضع مرسى الآن، وأكد أنه يتعامل كرئيس سابق وتحترم القوات المسلحة أى شخص كان يشغل منصب رئيس الجمهورية، ونحن نتحفظ عليه لحمايته بسبب تدهور الأحوال الأمنية فى الشارع المصرى.
ورد على على الاتهامات بأن الجيش قتل أنصار مرسى عند أداء الصلاة أمام الحرس الجمهورى بسؤال: ولماذا ننتظر أن يقوموا بتأدية الصلاة ثم نطلق النار عليهم؟ المشهد هنا هو الحرب النفسية أو الدعاية التى تستهدف الجيش.
أما بالنسبة إلى الإفراط فى استعمال القوة، قال على علينا أن نشير إلى أنه كان اعتصامًا مسلحًا، وكان أول الذين سقطوا هو نقيب مظلات قتل برصاصة دخلت من الرأس وخرجت من الحلق.
وردا على سؤال للجريدة حول المستقبل السياسى للسيسى بعد حصوله على شعبية كبيرة فى الشارع المصرى، قال المتحدث العسكرى إن السيسى لا يطمح فى أى مناصب سياسية، لأنه الآن ضمن القوات المسلحة، متسائلا ماذا سيحدث إذا تقاعد السيسى وقرر خوض الانتخابات الرئاسية؟ أليست هذه هى مبادئ الديمقراطية؟ أم سنلقى الاتهامات مرة أخرى حول رغبة المؤسسة العسكرية فى التحكم فى الموقف السياسى؟