إبراهيم: وليم بيرنز يريد الحيثيات والمبررات لإقناع الكونجرس أن ما حدث ثورة لاستمرار دعم مصر مجىء وليم بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكى لمصر ولقاؤه بالرئيس الجديد لمصر عدلى منصور، وعدد من القوى السياسية يشير إلى نية الولاياتالمتحدة التعاطى مع الأمر الواقع الجديد الذى فرضه الشعب المصرى فى 30 يونيو بعزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى، الذى كانت تبنى أمريكا عليه وعلى جماعته الكثير بخصوص مشاريعها فى منطقة الشرق الأوسط، ويبدو أنها ستعطى ظهرها للإخوان.
رئيس مجلس الأمناء لمركز ابن خلدون الدكتور سعد الدين إبراهيم، كشف ل«الدستور الأصلي»، عن تفاصيل اللقاء الذى جمعه بنائب وزير خارجية أمريكا وليم بيرنز أول من أمس (الإثنين)، موضحًا أن رسالة الدكتوراه لبيرنز كانت عن مصر وأنه التقاه فى الولاياتالمتحدة منذ شهر ونصف، موضحًا أن هناك مشكلة تواجه الولاياتالمتحدة فى ما يتعلق بتقديم المساعدات لمصر، فلديهم قانون يمنع إعطاء مساعدات لدولة يحدث فيها انقلاب على حكومة منتخبة بشكل شرعى، والأمريكان يريدون التأكد أن ما حدث ليس انقلابًا.
إبراهيم أضاف بيرنز يريد الحيثيات والمبررات لتقول إن ما حدث هو ثورة وليس انقلابًا، ليقنع الكونجرس، موضحًا «وكان توضيحى له كله دفاعى، بأن من انتخبوا مرسى كانوا 13 مليون مواطن، لكن من خرجوا لسحب الثقة، ووقعوا على استمارة تمرد تخطو ال20 مليون مواطن يوم 30 يونيو، ثم خرج نحو 30 مليون مواطن للتظاهر».
مؤسس المركز أشار إلى أن فى كل دول العالم الانقلابات يتم الإعداد لها بشكل سرى، وتكون فى الليل أو الصباح الباكر ليتفاجأ بها المواطنون، أما فى مصر فجماهير المواطنين هى التى خرجت، والعسكريون تحركوا بناءً على رغبة الجماهير، وكان تحرك العسكريين متأخرًا عن المدنيين، وبالتالى هم استجابوا إلى رغبة شعبية عارمة.
إبراهيم لفت إلى أن السياسة «ليست شراء مطلق أو بيع مطلق، لكن يوجد فصال، ومن قواعد السياسة التعامل مع كل الناس وهو ما تفعله أمريكا لمحاولة جنى أكبر المكاسب والتقليل من الخسائر، لذا تتعامل مع الملاك والشيطان فى نفس الوقت، وهذا ينطبق على زيارة وليم بيرنز ليرى النخبة الصاعدة».
أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور نيفين مسعد، قالت «أمريكا مش عايزه تزعل أى طرف، ولا نستطيع أن نقول إنها تخلت عن دعم الإخوان، هذا مبكر جدا، لكنها تتحسس أقدامها، وتريد أن ترى مع من ستكون مصالحها»، مشيرة ل«الدستور الأصلي»، إلى «الدعاية الرهيبة والضغط الفظيع من الإخوان لتأكيد أن ما حدث انقلاب وليس ثورة».
مسعد أوضحت أن الولاياتالمتحدة تريد أن ترى «دافعا أخلاقيا يؤكد أنه ثورة وليس انقلابًا، وظهر هذا فى تعليقها الأولى على الوضع فى مصر بوصفه انقلابا ثم التراجع مرة أخرى عن هذا الوصف»، وأضافت أن استتباب الوضع فى مصر سيجعل أمريكا تنقل العطاء من الإخوان للقوى الجديدة، وتريد أن تتأكد أنه حكم مدنى واستئناف للتطور الديمقراطى.
دكتورة نيفين قالت «نزلت التظاهرات فى كل المراحل، وواثقة أنه ليس انقلابا، وأن الجيش ساند الشعب، لأنه لم تكن هناك وسيلة أخرى غير مساعدة الجيش للشعب لتنفيذ رغبته»، وأكدت أن التحرك المبكر فى تشكيل حكومة جديدة، وأن تبدأ لجنة وضع الدستور علمها، والبدء فى عملية حوار مجتمعى وإجراء انتخابات، يؤكد أن مسيرة التطور الديمقراطى مستمرة أما البطء فليس جيدا. أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكة بالقاهرة، الدكتور أشرف الشريف والمتابع لتيار الإسلام السياسى، أشار إلى أن أمريكا تتعامل مع الأمر الواقع، وتحاول البحث عن كل خياراتها، موضحًا أنها استثمرت دعم الإخوان المسلمين على مدار العامين ونصف الماضيين، لكن الحليف الرئيسى لها فى مصر هو مؤسسة الجيش، وتحاول أن توازن بينه وبين دعم الإخوان، وسوف تجاوز موضع ثورة أم انقلاب، وستحاول دمج الإخوان المسلمين مرة أخرى فى المشهد السياسى.