مكنش ممكن بحال من الاحوال اني اكتب امبارح .. واكتب ازاى وانا دموعي من صباحية ربنا مش عايزة تبطل .. والسبب ام محمد الجندي .. سمعتها في اون تي في والساعة كانت 9 صباحا في القاهرة و10 عندي في الكويت .. وميدان التحرير فيه كام الف حيبقوا بعد المغرب كام مليون .. سمعتها بتقول لاماني الخياط : والله يا بنتي انا شايفة روح محمد ابني بترفرف ع الميدان .. شايفة ضحكته وسمعاها كمان .. ياحبيب امه ونور عنيها كان لما يبقى فرحان اوي يضحك بصوت عالي .. حرموني منه ومن دخلته عليا .. كسروا ضهري .. بس النهارده الفجر جاني في المنام .. وشه منور يابنتي ورمى نفسه قي حضني وباس ايدي وقاللي انتي لسه في البيت يا ست الكل .. قومي صلي الفجر وادعي لاخواتي وصحابي ربنا ما يخيب رجاهم .. ويرجعهم منصورين .. قومي يا ام محمد .. بطلي كسل .. انزلي الميدان في طنطا .. وهاتي لي حقي النهارده.
اماني الخياط دموعها ساحت .. ولخبط مكياجها .. بس شفتها احلي من كل مرة .. وام محمد تكمل كلامها .. انزلوا يا ولاد مصر .. متخافوش من حاجة .. حرّروا بلدكم .. مصر غالية اوي .. واللي سارقينها بهدلوها .. ومرمطوها وباعوا واشتروا فيها .. انزلوا عشان انا نازلة .. انا ست عجوزة ، بس موجوعة وقلبها متقّطع .. انزلوا عشان خاطري .. عشان لو وقعت تشيلوني .. كان محمد ياحبة عيني بيشيلني فوق راسه .. بس محمد مات .. وانتوا كلكم محمد .. كلكم ولادي .. حتسيبوا امكم تتبهدل؟!
دي كانت بداية اليوم .. قمت لبست ونزلت وكلامها في وداني ودموعي نازلة .. وسايق العربية وسبحانه من سترها معايا وعرفت اوصل الجرنال .. كانت الساعة عدت واحدة تقريبا .. فتحت الوكالات .. " رويترز " و" أ ف ب " و " أ ب " عشان اشوف الصور .. لقيت واحدة " حامل " محجبة ومنورة ع الصبح .. وماشية وقدامها عربة اطفال وفيها ابنها اللي مكملش سنة .. بتزق العربة بايد وفي الايد التانية رافعة علم مصر .. والميادين بدأت تتملي وحسيت ان النهارده يوم عيد.,
اتصلت بيا د – سهام من كندا اللي كتبت عنها قبل شهرين " دموع مصرية عايشة في كندا " وبفارق التوقيت بين الكويت وكندا .. كانت الساعة عندها اربعة الفجر تقريبا .. سألتها : صاحية بدري ليه ؟ فردت باكية .. انا منمتش من اساسه .. مضطربة اوي يا احمد .. بس قلبي مطمئن .. حاقوم اصلي الفجر وادعي للغالية مصر ربنا يحفظها ويرجعها لنا بالسلامة .. حتكتب ايه النهارده ؟ .. سألتني .. فقلت : مش عارف اركز ولا اكتب حاجة .. ردت معلش مش مشكلة .. بكره اكتب .. فسألتها : اكتب ايه ؟ فردت : اكتب عن ملحمة المصريين .. لما يقوموا قومتهم .. الجن الازرق ميقدرش عليهم .. فقلت : يعني متفاءلة ؟ ردت : اللي معاه الجق عمر ربنا ما يخذله ابدا.
نهايته معرفتش اقعد في الجرنال .. استأذنت ورجعت البيت والساعة داخلة على اربعة العصر .. وكان ابني في الشقة .. لقيته بيبكي وعهدي به ان دموعه عزيزة .. فلم اسأله .. بصيت على شاشة سي بي سي .. لقيت ميدان التحرير مليان على اخره .. ولسه المسيرات اللي جايه له ما بدأتش .. يابركة الله .. ويا بركة سورة يس .. واللهم صلي على سيدنا محمد .. الخير جي ومرسي واعوانه حيغوروا في ستين داهية .
مقمتش من قصاد التليفزيون .. من قناة لقناة .. ومن مشهد لمشهد .. ومن لقاء للقاء .. غير ان الذي استوقفتي هذا المشهد الجلل .. ضباط الشرطة في الميدان .. وسط اخواتهم واصحابهم وقرايبهم .. ولابسين ميري .. بيهتفوا من قلبهم .. تحيا مصر ويسقط الاخوان وكل خسيس أهانها .. والاقي وائل الابراشي بيسأل واحد منهم : انت مش خايف من المسؤولية ؟ .. فيرد ردا زلزلني بمقياس 90 ريختر : حيتهموني بإيه .. اني وطني ومصري وبحب بلدي وبمد ايدي لأهلي وناسي وحبايبي عشان نتصالح .. ودمعت عيناه على الشاشة وهالة سرحان من فرحتها به كانت عايزة تقوم وتبوسه.
ولا المستشار الجليل ابن مصر بجد .. اللي سايب مراته وعياله في خيمة نصبها جنب الاتحادبة وجي البرنامج ساعتين وراجع لهم تاني .. وقال كلام كنت انا اللي عايز ادخل شاشة التليفزيون وابوسه .. المفروض الان وليس بعد ساعة او ساعتين يصدر الفريق السيسي قرارا باعتقال محمد مرسي الهارب من سجن وادي النطرون والمتهم بتهمة الخيانة العظمى بالتخابر مع دولة اجنبية .. الان وليس بعد الان.
وانقل على صدى البلد واشوف عزة مصطفى عايزة تقوم ترقص وطيارات الجيش بتاعنا احنا تحلق فوق الميدان وكأنها بتتطمن على ولادها وتقول لهم احنا معاكم .. وزيادة في الدلع عشان تفرحهم بجد رمت عليهم احلى هدية فيكي يا بلد .. علم مصر .. ايه ده .. ايه الحلاوة دي .. من زمان محرومين من الاحساس الرائع ده .. احنا ولاد مصر وجيشنا بيحمي مصر ويحمينا معاها.
الساغة داخلة على تلاتة الفجر .. ومراتي مع اخوها عند الاتحادية .. بتكلمني وهى بتضحك وتبكي : شباب مصر وبناتها .. .. رجالتها وستاتها حلوين اوي يا احمد .. فأسألها : حيمشي امتى .. فترد متعجبة من السؤال مع كلمتين في عضمي متعود عليهم منها : حيمشي امتى .. وعاملي صحفي وكاتب ومعرفش ابه .. هو مشى خلاص .. هو فيه بني ادم عنده ذرة دم .. يشوف الطوفان ده ولسه بيفكر يقعد ولا يمشي .. طريق السلامة والقلب داعي عليه.
لكن كل ده كوم واللي قاله ابراهيم عبسى كوم تاني خالص : السيسي دلوقتي ميفكرش يعمل ايه .. مش بايده القرار .. القرار صدر خلاص .. والشعب قال كلمته .. ولمّا الشعب يقول .. على الكل .. كبير وصغير انه ينفذ بالحرف الواحد اللي بيقوله هذا الشعب العظيم .. مرسي يمشي .. يبقى يمشي وعينه في الارض .. يطلب السماح ويبوس ايد الشعب المصري ورجليه نفر نفر مش عشان نسيبه ونسامحه .. ولكن عشان نحاكمه محاكمة عادلة .. له كمتهم كافة الحقوق الانسانية .. واذا صدر بحقه حكما بالإدانة .. زيه زي اى مواطن .. يدفع التمن كرجل اخطأ ونال جزاءه العادل .. بعد ثورة النهارده وال 19 مليون اللي ملوا ميادين مصر .. لا كلمة بعد الان الا لهذا الشعب العظيم .. تمشي على رقبة الكبير.
طبعا مش ممكن وابقى معنديش دم لو كتبت ضمن السياق في هذا المقال عن الاربعة بتوع حركة " تمرد " .. دول بقى جزمتهم فوق راسي انا شخصيا .. دول رجالة مصر بجد .. دول الجدعان والعباقرة .. لما اجي واكتب عنهم .. فلا مجال للحديث عن احد غيرهم .. حركوا العالم وأربكوا حساباته .. وبفكرة بسيطة جدا جدا وصّلونا لهذا المشهد البديع اللي خلاني اغني مع نفسي .. يا ولاد مصر يا " ابهة " .. ايه العظمة دي كلها .