كنا أيد واحدة ضد مبارك وبعد ان رحل أكتشفنا اننا من السهوله بمكان ان نجتمع جميعاً على ما لا نريده. كنا أيد واحدة ولما زحنا مبارك اكتشفنا ان اللحظة التى دغدغت مشاعرنا كانت هي بالضبط اللحظة التى أستغلها البعض لكي يهرولوا وراء السلطة ويستولوا على كل المكاسب ويحولوا الموضوع الى تمكين لهم! كنا أيد واحدة وبعد الثورة أنكشفت أمامنا خريطة مصر التى لم نكن نراها بل نتحسس بعض ملامحها ورأينا اننا اصبحنا ثورة وعسكر وأخوان. وكل مرة نعيد القول ما من فصيل يظن انه سيستفرد بالبلد الا واجتمع ضده الأخران حتى بدون اتفاق وعلى ما بينهم من تناقض لضرب الطرف المستفرد.
لم يأتي بعد اليوم الذى نجتمع فيه على ما نريده! مازال امامنا بعض الوقت لنذوق بأس بعض حتى يعرف الكل ان المستقبل لن يكون على أساس او دستور يقسم البلد بل على عقد أجتماعي جامع يلم شمل البلد. لم ياتي بعد يوم التوافق حتى يؤمن الجهلاء، المتشددون، المتغطرسون من كل طرف ان الشعب قادر على أزاحة الكل والإتيان بقيادة جديدة تقود البلد الى المستقبل.
لم تحن بعد لحظة التوافق الا بعد ان تكسر هامة كل بلطجي وكل عدو للأنسانية الذي يستحل سفك دماء المخالفين معه! لابد وان نذوق بأس بعض حتى يفيق كل واهم ويفهم ان الشعب سيغلب اي جماعة او فئة او قوة منظمة مهما كان شأنها. ومع هذا، ادنى مقارنة بين مصر ومحيطها المنفلت بالعنف يظهر بوضوح معدن الشعب المصرى!
وعندما تأتي لحظة التوافق وانا متأكد انها ستأتي، فعندها لن يكون الشيوخ هم المهندسون لتلك اللحظة. عندما تحين لحظة التوافق سترى وجوه بشوشة ضاحكة تفهم معنى الوطن وتعرف حجم مصر ولم تتلوث بدماء. عندما تحين اللحظة سترى شباب ناضج واعي منفتح على روح العصر ولم يرث عقد من سبقه ولا صراعات أيدلوجية عفى عليها الزمن! بل شباب متطور يريد ويطمح ويفعل. ولن تجد شباب من نوعية اللهثون وراء منصب أو اولئك المستعدون لقسم كل القوى السياسية من أجل أثبات وجهة نظرهم حتى لو على حساب الوطن، حتى لو تمكن الأخوان بسبب قصر نظر هلاء الشباب! آن الأوان لكي ندرس لماذا لدينا 69 حزب وكلهم يقولون نفس الشيء ولهم نفس المواقف في مجملها!
ولقد حانة اللحظة التى عرف فيها الجيش انه بدون الثورة فأنه بلا أرضية يقف عليها وبلا سقف سياسي يستظل به! الآن يفهم الجيش وطنية الثوار بعد ان كان يخونهم ليل نهار! لقد حانت اللحظة التى يرى فيها الأخوان انهم معزولون وانهم لن يستطيعوا ان يفعلوا شيء اذا أتحدت الثورة مع الجيش ضدهم! لقد جأ الوقت الذي يفهم فيه الكل ان الثورة لم تكن لخراب مصر وانما لإيقاف الخراب الذي تسبب فيه مبارك وعصابته! لقد جأت اللحظة التى نرى فيه الشعب يسقط حجج وأكاذيب عجلة الأنتاج وتامر بتاع غمرة ودعاوى العنف ويقول مرحباً "بالمظاهرات" من أجل مستقبل أفضل لمصر والمصريين.
ولكي يتضح الهدف ونفهم علاما ننزل وعلاما نحتشد وعلاما نضغط المنضغط، يجب ان نعي جيداً اننا لا نصنع المستقبل في لحظة ولكن نصنع المستقبل الآن بمجرد الأختيار.
اليوم ويوم 30-6 نحن نعلن للعالم ان مصر وشبابها وشعبها يطلقون ندأ ان الشعب صاحي وان الشعب حي وان مصر بخير وان مصر لم تمت وان الشعب حاضر وان الثورة عفية وان الثورة اقوى من الساسة وان الثورة بخير وان السلمية طريقنا وان الغد لن مهما كابر المتنطعون وان هذا ثاني اعلان للمستقبل بعد ثورة 25 يناير 2011 ومعه تبدأ الموجة الثالثة للثورة! لقد ظن البعض في لحظة ان مبارك لا ينكسر وظن البعض بعدها ان العسكر باقون واليوم هناك من يظن ان الأخوان لن يخرجوا الا بالدم! سنرى كم هو هش هذا الشبح وان الشعب لابد منتصر! نحن بناة المستقبل ونبنيه الآن بالفعل. لابد وان تعود مصر من الطريق الخطأ ونسلك طريق المستقبل الصحيح المتصالح مع روح العصر! انزل شارك في صنع المستقبل.