اكد جيمس موران سفير الاتحاد الاوروبى بالقاهرة ان التحديات التى تواجه مصر كثيرة وخطيرة منها تحديات طويلة الأجل وسوف تستمر مهما حدث على المدى القصير . وقال فى رده على اسئلة مجموعة محدودة من الصحفيين على هامش تدشين برنامج للدعم الاستثمارى و للمشروعات الصغيرة و المتوسطةرالمقدم من الاتحاد الاوروبى و البنكرالاوروبى للاعمار و التنمية انه من المهم فى أوقات كهذه التى تمر بها مصر النظر للأفق الواسع و ان نطلق تفكيرنا ورؤيتنا لمدى أعلى من المشاكل التى تحدث بشكل يومى الى أفق ابعد من ذلك لان التحديات الاقتصادية تحتاج لمواجهات دائمة خاصة و ان الأوقات الحالية ليست افضل الأوقات و لكن من المهم ان تفعل مصر كل ما تستطيعه لتشجيع التحسن الاقتصادي و التنمية المستدامة .
وذكر ان ان إطلاق الاتحاد الاوروبى و البنك الاوروبى للإعمار و التنمية برنامجا للدعم الاستثماري للمشروعات الصغيرة و المتوسطة بمصر امر مهم فى الوقت الحالى على الرغم من التحديات الموجودة و المستمرة فى مصر و خاصة التحديات التى ستواجه الجميع فى الأيام القادمة معربا عن أمله ان تتم التظاهرات القادمة بشكل سلمى و متحضر و ان يحرص الجميع على ذلك
و أضاف موران ان مبادرة الاتحاد الاوروبى و البنك الاوروبى للاعمار و التنمية مهمة و تعتبر إسهاما مهما فى التحسن الاقتصادي فى مصر حيث يدعم الاتحاد الاوروبى البرنامج بما يعادل 2،4 مليون يورو لمساعدة الشركات المصرية على النفاذ لخدمات استثمارية على أعلى مستوى و قد بدا بالفعل فريق دعم المشروعات الصغيرة أنشطته بأكثر من 50 مشروعا خاصة ان المشروعات المتوسطة والصغيرة تعتبر جزءا أساسيا من الاقتصاد المصرى حيث تمثل أكثر من 90٪ من القطاع الخاص فى مصر و يعمل البرنامج على ربط الشركات المستفيدة مع الاستشاريين المحليين من خلال آليات تضمن نقل الخبرات و المهارات الإدارية و الفنية للشركات و تحفيز الابتكار و جذب التمويل
و ردا على سوال حول توقعاته بالنسبة للأحداث خلال الأيام القليلة القادمة أجاب انه لا احد يستطيع التكهن بما سيحدث و لكن الاوضاع بالتأكيد تثير القلق و قد عبرت كاترين أشتون المفوض الاعلى للشوون السياسية و الامنية بالاتحاد الاوروبى لدى زيارتها مصر الأسبوع الماضى عن أملها ان تمر الأمور بسلام و ان يستطيع الجميع التعبير عن انفسهم فى إطار منظم و ان تعمل كل الأطراف المعنية على ان يحدث ذلك خاصة أن مصر لديها الآن خبرات طويلة فى حرية التعبير و نأمل ان يستمر ذلك خلال الأيام القليلة القادمة
و حول ما إذا كانت الأحداث القادمة ستؤثر على ثقة المستثمرين فى مناخ الاستثمار فى مصر قال أإنا لا نعرف ما الذى سيحدث فى الأيام القليلة القادمة لكننا جميعا ندرك انه سيكون حدث مهم و اعتقد ان لدينا تحدى و هو موجود منذ فترة فى مصر و لكن إذا مرت الأمور بشكل سلمى فسيكون ذلك امر جيد و إيجابي لمناخ تشجيع الاستثمار و لكن لو حدث العكس فسيكون لذلك تداعياته السلبية و لكننا لا ننظر فقط الى الأمور على المدى القصير و لكن على مدى السنوات الخمس القادمة عندما نتحدث عن مشروع مثل الذى يتم الآن بين الاتحاد الاوروبى و البنك الاوروبى للإعمار و التنمية لانه سيعطى فرص مهمة و سيكون له تأثير واضح بغض النظر عن ما سيحدث خلال الأيام القليلة القادمة مضيفا انه من الطبيعي كلما كانت هناك صور على التليفزيون تظهر أعمال عنف فان ذلك يكون له تأثيراته و هذه احد الأسباب لماذا يجب ان تمر الأمور بسلام ، فقد تعرضت مصر لعدة مشاكل بالنسبة للنمو الاقتصادي مؤخراً و لا اعتقد أنها تحتاج المزيد من تلك المشاكل مؤكدا ان الاتحاد الاوروبى يريد ان يفعل كل ما يستطيع لمساعدة مصر على العودة للإصلاح الاقتصادي و كلما كان ذلك اسرع كلما كان افضل و اعتقد ان المظاهرات السلمية ستكون إيجابية بالنسبة لمواجهة هذه التحديات الاقتصادية
و بالنسبة لعدم وفاء الاتحاد الاوروبى بما وعد به من مساعدات و قروض بخمسة مليار يورو قال موران ان البعض من تلك الحزمة تأخر و لكننا نرى اليوم البنك الاوروبى للتعمير و التنمية يقدم برنامجا للمساعدة خاصة ان جزء مهم من ما تم الوعد به من القروض و المساعدات سياسى من هذا البنك و لكنه يحتاج حتى يستطيع تقديم المزيد الى شريك استثماره من الجانب المصرى و الأجنبي و هو ما يعيدنا الى أهمية توفير مناخ جيد للاستثمار و اعتقد انه كلما تم الإسراع فى تحسين مناخ الاستثمار كلما كانت هناك خطوات اسرع فى تقديم المساعدات و القروض كما ان هناك عامل اخر مرتبط ببرنامج الإصلاح الاقتصادي و هو لايزال محل تفاوض مع صندوق النقد الدولى و من الصعب ان يتم البدأ فى تقديم القروض قبل التوصل للاتفاق مع الصندوق حول خطوات الإصلاح الاقتصادي مضيفا انه بجانب البنك لأوروبا للتعمير و البناء يوجد قرض من جانب بنك الاستثمار الاوروبى و يرتبط هذا القرض أيضاً بنفس العوامل و لهذا فكلما كانت خطوات إيجاد مناخ افضل للاستثمار اسرع كلما كانت لرص الحصول على تلك القروض افضل مشيرا ان هناك التزام أوروبى بما تم الوعد به و معربا عن ثقته انه سيتم تنفيذ ذلك الالتزام فى السنوات القليلة القادمة و لكن جزء من التأخير مرتبط بتأخر الاتفاق المصرى مع صندوق النقد الدولى و كذلك بالمصاعب الموجودة فى مناخ الأعمال و الاستثمار حاليا فى مصر
و ردا على سوال حول ما نشر عن وجود نية لخفض التمثيل الدبلوماسي للاتحاد الاوروبى فى مصر اكد موران ان ذلك غير صحيح و لا توجد إى خطط لخفض التمثيل الدبلوماسي بل على العكس بالعلاقات مع مصر جيدة و لا يوجد نية لتخفيض المساعدات التى يقدمها الاتحاد الاوروبى فهى مستمرة مؤكدا ان الاتحاد الاوروبى يساند بشكل كامل المرحلة الانتقالية الى الديمقراطية فى مصر و مشددا على ان التقارير الصحفية التى نشرت حول تخفيض التمثيل الديبلوماسي غير صحيحة
و حول مدى قلق الاتحاد الاوروبى من أوضاع حقوق الإنسان و الديمقراطية فى مصر قال ان هناك قلق و قد أشرنا الى عدد من الأمور خاصة بالنسبة مشروع القانون الجديد حول المنظمات غير الحكومية و قد أوضحنا انه حدث بعض التقدم فى صيلغة مشروع القانون و لكن لايزال هناك المزيد لعمله ليتوافق مع المعايير الدولية و نأمل ان تستطيع اللجنة القانونية المنوط بها الأمر إجراء هذه التعديلات قريبا
و بالنسبة لإمكانية مشاركة الاتحاد الاوروبى فى مشروع منطقة قناة السويس قال انه لا يوجد تفكير فى ذلك فالبرامج التى يقدمها الاتحاد الاوروبى تركز على مجالات مثل المياه و التعليم و الصحة و الطاقة و تستهدف تحسين مستوى المعيشة للطبقة الفقيرة و كلها مساعدات و ليست قروض و هدفنا لأول هو فعل كل ما تستطيعه لمكافحة الفقر فى مصر و ربما تفكر بعض المؤسسات الاوروبية الخاصة فى المستقبل فى المشاركة فى مشروع منطقة قناة السويس و لكن لن يتم ذلك حاليا من المؤسسات الرسمية للاتحاد الاوروبى
و ردا على سوال حول موقف الاتحاد الاوروبى من المحاولات لإسقاط الرئيس محمد مرسى و إجراء انتخابات مبكرة عن طريق جمع توقيعات لتحقيق ذلك قال موران المسالة هى قدرة الناس على التعبير عن آرائها من خلال مؤسسات التواصل الاجتماعي و حرية التعبير مكفولة و هى احد حقوق الإنسان و لكن ذلك بالتأكيد امر يختلف عن إجراء الانتخابات مضيفا ان مسالة حرية التعبير من خلال التواصل الاجتماعي امر طبيعى و مهم
و حول ان الهدف هو الحصول على رئيس جديد لمصر من خلال انتخابات رئاسية مبكرة و ليس فقط تعبير عن الراى فى مواقع التواصل الاجتماعى قال موران اعتقد انه من المهم ان يعبر المواطنون عن انفسهم بحرية و هذه هى المسالة حاليا و لكنه امر يختلف عن العملية المؤسسية و الانتخابات
و حول ما إذا كانت أشتون قد ناقشت فى اللقاءات التى اجرتها فى مصر الأسبوع الماضى مسالة إيجاد حل سياسى لمنع العنف قال سفير الاتحاد الاوروبى لقد كان موقف الاتحاد الاوروبى وهو ما أشار له أيضاً رومبى ريئيس مجلس الاتحاد الاوروبى لدى زيارته لمصر فى يناير الماضى و كذلك أشتون على ضرورة حث كل ألأطراف على التفاهم و الحوار و هو تحدى كبير امام الجميع فمصر منقسمة و هو امر يثير بعض القلق و لابد من العودة للحوار و نأمل ان يستطيع المصريون التفاهم و كلما تم ذلك اسرع كلما كان افضل و المصريون وحدهم هم الذين سيجدوا الحلول لمشاكلهم الحالية و ليس إى طرف اخر