مغيث :تشويه التعليم لارضاء السلطة والرأى العام .. عبدالسميع: العزوف عن المادة يرجع لصعوبتها .. العيسوى: تهديد لقيم الولاء والانتماء .. والمستقلة للمعلمين :سياسة التعليم الحالية تخدم الاقتصاد والخصخصة لصالح رجال الاعمال واهمال الهوية المصرية
خلو اللجان الامتحانية كانت السمة البارزة فى امتحان مادة الجغرافيا، امس الاربعاء،حيث كشف عن مدى هروب وعزوف الطلاب عن اختيارها ، وهو مايمثل كارثة تعمق قيم الجهل بتاريخ وجغرافيا الوطن مما يهدد ذلك قيم الولاء والانتماء للوطن .
الدكتور كمال مغيث" الخبير التربوى " اكد ان عزوف الطلاب من اختيار مادة الجغرافيا ضمن المواد المدرسة يؤثر بالسلب على الانتماء الوطنى لدى الطلاب، مشيرا الى ان المقررات الدراسية للاسف،بالاضافة لبقية اجزاء المنظومة التعليمية المفروض من الناحية التربوية تحقق اهداف للمجتمع وللطلاب بشكل لايضر فكرة العلم ونظرياته والتكامل المعرفى وهذا الاصل فى نظام التعليم والمقررات ، لكن للاسف تعليمنا فى مصر من سنوات ضحى بهذا كله ،واصبح جميعه قائم على فكرة ارضاء السلطة السياسية والراى العام وفى سبيل ذلك انتهى الموضوع بتشويه مواد التعليم والخروج عليها بانظمة جديدة مثل جعل الثانوية العامة سنةواحدة والغاء شهادة الابتدائية ،والا تكون الثانوية العامة المعيار الذى يحدد الالتحاق بالجامعة وبالتالى يتشوه التعليم.
مغيث اشار الى ان عزوف الطلاب عن اختيار مادة الجغرافيا يتسبب فى الاخلال بفكرة التكامل المعرفى ويخرج انصاف جهلة واميين ويؤثر على مستوى التعليم على المدى البعيد ويظهر انهيار مستوى المتعلم المصرى.
الدكتور مصطفى عبد السميع " استاذ المناهج وتكنولوجيا التعليم – جامعة القاهرة " قال ان سبب عزوف الطلاب عن دراسة مقرر الجغرافيا يرجع الى صعوبة المقررات الدراسية الخاصة بالمادة وعدم صياغة المنهج بصورة مناسبة يجذب الطلاب ، مؤكدا على ان هذا العزوف ربما يؤثر بالسلب على العملية التعليمية والطلاب بحيث يتخرج طالب يجهل المواضيع الخاصة بالجغرافيا البشرية والزراعية والصناعية ، وكل انواع الجغرافيا التى تقدم معارف عامة للطالب يكون من خلالها انسانا مثقفا ، مشيرا الى ان هذا الجهل سيؤثر بالسلب فى انتماء الطلاب والشباب للوطن .
وذهب عبد السميع الى ان هذا العزوف يعنى عدم اهتمام المعلمين أنفسهم بعملية تدريس مادة الجغرافيا ، على الر غم من تطور العالم فى استخدام التعليم النظرى والتكنولوجى والجغرافيا " الارض" ، مطالبا وزارة التربية والتعليم برفع مستوى الوعى لدى المعلمين والطلاب والاسر المصرية بأهمية الجغرافيا كمادة ثقافية عامة لمن يرغب وبيان دورها فى توسيع الثقافة العامة للشاب او للطالب أيا كان موقعه سواء فى الريف او الحضر ، كما طالب الوزارة بألا تدرس مادة الجغرافيا كمادة مستقلة ، وانما لابد ان تدمج مع مادة التاريخ لتصبح المعلومة معلومة ثقافية عامة يتم فيها استخدام امثلة من الحياة التى يعيشها الطالب على ان يتم تدريب المعلمين على التكنولوجيا الحديثة .
من جانبه ارجع حسن العيسوى "نقيب معلمى برج العرب بالاسكندرية والامين العام لحركة معلمون بلا نقباة المحسوبة على جماعة الاخوان المسلمين" سبب عزوف الطلاب من اختيار مادة الجغرافيا الى تخبط وعشوائية سياسة وزارة التربية والتعليم ، لافتا الى انه صدر قرار فى عام 1993 بجعل مادة التاريخ والجغرافيا مادة اختيارية ، رغم انها تصنع القيم والاتجاهات والانتماء لدى التلميذ ثم عادت كمادة اجبارية فى 1998 .
وحذر العيسوى من التمادى فى عزوف الطلاب عن اختيار مادة الجغرافيا اثناء الدراسة فى الثانوية العامة لان هذا يعد مؤشر خطير يهدد قيم الولاء والانتماء لدى الطلاب تجاه الوطن ، ولذلك يجب على الوزارة والخبراء والوطنيين اعادة الحياة مرة اخرى لهذة المادة ، باعتبارها صانعة للوعى والانتماء للوطن ، وبدونها فنحن مقبلون على شباب لا يحمل أى انتماء لبلده ، وبناء عليه هذ مسألة خطيرة تحتاج لعلاج ونظرة من الخبراء .
واضاف العيسوى ان تأثير عزوف الطلاب عن دراسة الجغرافيا ينذر بكارثة كبرى لمصر فى المستقبل ، خاصة وأن أسرائيل تقوم على ثلاثة اسس هى " التاريخ والجغرافيا والعقيدة " ، ولذلك تنتصر اسرائيل علينا دائما لغياب هذة الاسس عندنا .
أيمن البيلى " وكيل نقابة المعلمين المستقلة " اوضح ان هناك تعمد بتهميش المواد المرتبطة بالطبيعة المصرية لاقتصاص جزء من الهوية امصرية وذلك من خلال اهمال المواد المعلوماتية والتى يجب ان يلم بها الطالب قبل المرحلة الجامعية ،مشيرا الى ان الجغرافيا مادة مهملة منذ مايقرب من 6 سنوات ،لافتا الى ان السبب فى هذا الاهمال يرجع الى تغيير نظم التعليم بحسب رؤية كل وزير تعليم ،موضحا ان مصر دولة صحراوية بها موارد طبيعية وعدم دراسة هذة المادة للطالب يؤثر على مستقبل المادة وتاثيره المجتمعى ،وقال ان الاخطر من ذلك ان نظام الثانوية العامة الجديد جعل مادة الجغرافيا مادة اساسية فى الصف الثانى الثانوى والتى تعد مرحلة نقل .
البيلى اضاف ان اهمال تدريس الجغرافيا يؤثر تاثير سلبى وتربوي على الطلاب لان الطالب سيعتبر ان الجغرافيا مادة تافهة وسيعتمد ان العدد قليل وانه سينجح .
ولفت الى ان فلسفة وزارة التعليم الحالية تهدف لخدمة الاقتصاد والخصخصة ، موضحا ان السياسة التى تتبعها الوزارة حاليا ستضع خريجى التعليم فى مصر لخدمة رجال الاعمال فقط وذلك لاهتمام الوزارة بتدريس بعض المواد التى تعتمد على الاقتصاد والتجارة والمبيعات وغيرها ، وربطها المواد بنظام السوق الاقتصادى السائد، واهمال مواد اخرى تتعلق بالهوية المصرية.