احتفلت الكنيسة المصرية طبقا للتقويم القبطي بعيد دخول «العائلة المقدسة إلى أرض مصر»، هربا من هيرودس الملك الذي أمر بقتل أطفال مدينة بيت لحم بفلسطين من سن يوم إلى سنتين حتى يتخلص من «المسيح الطفل»، خوفا منه على ملكه، وفي هذا الإطار أقامت كنيسة أبي سرجةوهي ضمن الشبعة كنائس الموجودة في مجمع الأديان بمصر القديمة القداس الإلهي صباح أمس السبت الذي شارك فيه عدد من القيادات السياسية ووفد من المجلس العسكري ممثل لوزير الدفاع الفريق أول السيسي، والأنبا يوليوس النائب البابوي عن مصر القديمة والأنبا موسى الأسقف العام للشباب، والأنبا ديمتريوس، بينما أقامت كنيسة السيدة العذراء بكورنيش المعادي الاحتفالية مساء. شارك في الاحتفال أيضا رئيس حزب المؤتمر عمرو موسى، والمستشارة تهاني الجبالي، واللواءان محسن عبد النبي مدير إدارة الشئون المعنوية، وعفت أديب مجلي نائب رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، ومحافظ القاهرة أسامة كمال، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي دكتور محمد أبو الغار، ووزير الثقافة الأسبق جابر عصفور، والفنان جلال الشرقاوي، والإعلامية الدكتورة درية شرف الدين، والكاتبة فاطمة ناعوت، والمحامي ثروت الخرباوي، والدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر، واللواء حسام خيرالله وكيل المخابرات العامة سابقا. تضمن الاحتفال فقرة ترانيم لفريق الكورال بالكنيسة وعرض مسرحى عن دخول العائلة المقدسة لمصر وفيلم عن الرحلة، وزار المشاركون المغارة الموجودة بالكنيسة والتي لجأت لها العائلة المقدسة ومكثت بها عدة أيام وهي مكان كنيسة أبو سرجة. الأنبا موسي، قال إن «الإسلام المصري هو الإسلام الوسطي في العالم كله، وادرسوا وقارنوا في العالم أجمع ستجدون إسلام مصر محب ومسالم وهكذا عشنا علي مدي القرون الماضية»، مضيفا «مصر ليست محظوظة بل مبروكة ونحن سعداء بالمحبة لأن المحبة دائما تبني ومصر دائما مصر تكون بلد المحبة». وأضح أن «العائلة المقدسة لم تزر إلا مصر ولم تذهب لآي مكان أخر في العالم، وهذه نبوات في العهد القديم في أشعياء النبي في أصحاح 19، سنة 800 قبل الميلاد، لذا أطلق عليه اسم الاصحاح المصري، وذكرت مصر فيه ثلاثة مرات منها (مبارك شعبي مصر)، (هوذا الرب راكب علي سحابة وقادم إلى وسط أرض مصر)، (ويكون مذبح للرب في وسط أرض مصر)، وهنا كنيسة أبو سرجة وسط كنائس مصر جميعهه». ثروت الخرباوي قال إن مصر بوركت عندما دخلت السيدة مريم والسيد المسيح إليها وأن هذا اليوم يحتفل به المسلمين والمسيحيين، مضيفا «علينا أن نضع أيدينا مع أيدي بعض لأنه ليس بالعقيدة ولكن بإعلاء قيمة الأخوة في الوطن والإنسانية، تحيا الشعوب»، وأوضح «والله قال في القرآن الكريم: أدفع بالتي هي أحسن وأقول ذلك للذين في قصر الاتحادية ولا يعلمون ماجاء بالقرآن الكريم، فما بالك للذين بيننا وبينهم وطن هم ولا يهتمون الآن إلا بالبرلمان القادم». جابر عصفور قال إن «مصر عرفت التوحيد قبل الديانات السماوية وهي التي تربينا علي ميراثها، وأن ثورة 1919 علمتنا أن الدين لله والوطن للجميع، ومصر هي التي جعلت القمص سرجيوس يقف علي منابر الأزهر لمواجهة الاحتلال البريطاني، وتعلمت التسامح من المدرسة القبطية التي درست فيها ومن الكنيسة ومن المسجد الذي كنا نذهب له مع أصدقائي المسيحيين ونصلي الجمعة معا، ونحن باقون على هذه الأرض وسندافع عنها».