قال المهندس الاستشارى محمد رفعت الشناوى رئيس الاتحاد النوعى للبيئة بالدقهلية أن القرار الاثيوبي لتحويل مجرى النيل الازرق استعدادا لبناء سد النهضة لم يكن مفاجئا منذ توقيع جميع دول حوض النيل ماعدا مصر والسودان لاتفاقية عنتيبى ، وهو ليس اول سد يتم انشاءه فى اثيوبيا حيث انها بدأت فى انشاء السدود منذ عام 1984 بالتعاون مع اسرائيل بسد الفيشا بدون موافقة دول المصب حسب اتفاقية 1929 التى لاتعترف بها اثيوبيا وحينها وقفت مصر موقفا سلبيا ولم تحاول تدويل القضية لمنع تكرارها ولم تحاول تحسين العلاقات للتوصل الى الحلول المناسبة التى تحقق مصالح مشتركة لمصر واثيوبيا. وأضاف الشناوى فى تصريحات صحفية أن مجموعة السدود الأثيوبية لها اهمية كبرى فى تنمية اثيوبيا بانتاج الطاقة الكهربائية ، وقد فشلت الحكومات المصرية والمسئولين عن ملف النيل فى ايجاد الحلول المناسبة التى تلتقى عندها المصالح الدولية بين دول حوض النيل ، وتم اهمال ملف العلاقات مع دول حوض النيل بعد الزعيم جمال عبدالناصر ، وتركنا اسرائيل تتداخل كطرف اصيل وتتقدم بخطط التنمية لأثيوبيا وتصميمات لمجموعة سدود تؤدى الى الضرر بمصر وتعارضت مصالح دول حوض النيل بين دول المنبع ودول المصب.
وأشار الشناوى أن علينا ان نكف عن البكاء على اللبن المسكوب ونبحث بالتعاون مع السودان واثيوبيا لتلافى الاثار السلبية وكيفية الوقاية من خطر عدم امان السد الاثيوبي الذى لايزيد حد امانه عن درجة ونصف بينما يصل حد الامان فى السد العالى الى ثمانية درجات وفى حالة انهيار هذا السد سيؤدى الى غرق المدن المطلة على نهر النيل حتى اسوان ، وعلى مصر بخبرائها المشهود لهم اعادة تصميم السد والمشاركة فى الاشراف على تنفيذه بغرض خفض كمية المياه التى سيتم تخزينها وزيادة عدد سنوات التخزين ثم التعاقد على نقل الطاقة الكهربائية.
وأضاف الشناوى أنة يلزم على حكومتنا الرشيدة تدبير مايلزم لتنفيذ المشاريع المدروسة لزيادة تصرف نهر النيل حيث ان موارد نهر النيل من الامطار على ثلاثة أحواض رئيسية هى الهضبة الإثيوبية وهضبة البحيرات الاستوائية وحوض بحر الغزال ، ويسقط عليهم مطر سنويا 1600 مليار متر مكب بينما لايزيد تصرف النهر سنويا عن 84 مليار متر مكعب والباقى فاقد ، وتم من عشرات السنوات دراسة العديد من المشاريع لزيادة موارد نهر النيل منها مشاريع لاتحتاج الا تعاون دول المصب مصر والسودان مثل مرحلة أولى من مشروع قناة جونجلي – مرحلة ثانية من مشروع قناة جونجلي -مشروع مشار – مشروع بحر الغزال و مشروع نهر السوباط ( البارواكوبو)وبالتعاون مع باقى دول حوض النيل يوجد دراسات عديدة لمشروعات الأحواض الفرعية ، وقد قسمت تلك المشروعات إلى منطقتين يقع تحت كل منها مجموعة أخرى من المشروعات مشروعات نيل هضبة البحيرات الإستوائية و مشروعات النيل الشرق وهناك الحل الامثل فى ربط نهر النيل الأبيض بنهر الكونغو الذى يلقي ألف مليار متر مكعب من المياه في المحيط الأطلنطي سنويا حسب قولة.