أطل الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، ليلقي خطابا على وقع المعارك القاسية التي يشارك فيها حزبه في سوريا، فقال إن دمشق تتعرض "لحرب عالمية" من محور تقوده أمريكا ويشارك فيه تنظيم القاعدة، ونفى أن يكون تورط حزبه قد جاء على خلفية النزاع المذهبي بين السنة والشيعة، ولوح بإمكانية إرسال "عشرات الآلاف من المجاهدين" إلى الجبهات، كما تعهد "بتحقيق النصر". وتابع نصرالله، في الكلمة التي ألقاها عبر شاشات التلفزة المنصوبة أمام حشود من أنصاره في لبنان قائلا: "ما يجري في سوريا هو مصيري جدا بالنسبة الى لبنان ولحاضرنا ومستقبلنا" مضيفا أن هناك بعض الدول العربية التي تريد "التخلص من النظام السوري". وحذر نصرالله من سيطرة من وصفها ب"الجماعات التكفيرية" على المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا، والتي تشهد حاليا عمليات عسكرية تنفذها مجموعات تابعة لحزب الله في مدينة القصير. كما وصف المتطرفين بأنهم "وباء تعاني منه اليوم تونس وليبيا والدول التي صنعته وصدرته" محذرا من وصول موجاته إلى لبنان. واعتبر نصرالله أن قيادات في التنظيمات الدينية بسوريا هددت باستهداف الحزب في لبنان بعد الانتهاء من مهمة إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد قبل أن يستطرد قائلا: "سوريا هي ظهر المقاومة ولا يمكن للمقاومة أن تقف مكتوفة الأيدي وهو تشاهد ظهرها يكسر وإلا نكون أغبياء.. الغبي هو من يقف وينتظر الموت". وأضاف: "إذا سقطت سوريا بيد الأمريكي والتكفيري والدول الإقليمية ستحاصر المقاومة، وستدخل إسرائيل إلى لبنان لتفرض شروطها على لبنان وإذا سقطت سوريا ضاعت فلسطين وضاعت المقاومة والقدس". وأكد نصرالله عمق تحالفه مع النظام السوري بالقول إنه لا يمكن أن يكون في جبهة "فيها أمريكا وإسرائيل ونابشو القبور وقاطعو الرؤوس،" واستخف بالتهديدات الغربية بإدراج الحزب على لوائح الإرهاب بسبب تدخله بسوريا قائلا: "لائحة الإرهاب خاصتكم بلوها واشربوا ميتها، واتهامنا بالخلفية المذهبية كلام فارغ وتاريخنا واضح وقد قاتلنا في البوسنة والهرسك دفاعا عن المسلمين السنة فما من شيعة في البوسنة". وتحدث نصرالله عن قتلى الحزب في معارك القصير، والذين تقدرهم التقارير الإعلامية بالعشرات، غير أنه لم يتطرق إلى عددهم، بل اكتفى بالقول إن عائلاتهم تؤيد الحزب ولم تتراجع عن موقفها مضيفا: "نحن نقوم بتقنين (التدخل العسكري) لأن هناك الكثير من المجاهدين الذين يريدون المشاركة ولا نحتاج لإعلان الجهاد بكلمتين ستجدون عشرات الآلاف من المجاهدين يتجهون إلى تلك الجبهات". وختم نصرالله بالقول: "هذه المعركة كما كل المعارك السابقة، نحن أهلها ونحن رجالها ونحن صناع انتصاراتها وسنتحمل كل التضحيات والتبعات المتوقفة على هذا الموقف وهذه المسؤولية، وكما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا.
