رغم تفجر الخلاف مع دول حوض النيل حول مسائل تقسيم المياه ، ومع انفضاض مؤتمر شرم الشيخ الأخير دون التوصل لاتفاق مع هذه الدول مما ينذر بمخاطر كبيرة علي مصر ، فإن وزير الري لم يحضر لقاء وزارياً مصغراً مع الرئيس مبارك عقده مبارك أمس مع عدد من الوزراء ،الأمر الذي يثير التساؤل والاستغراب الشديدين خاصة مع خطورة قضية المياه وتأثيرها في مستقبل بلد يعتمد علي نهر النيل غير أن السياسيين والخبراء كان لهم تفسير. قال عبد الغفار شكر- المفكر اليساري والقيادي في حزب التجمع- إن الهدف من اللقاء لم يكن من الأساس مناقشة قضايا مهمة أو غير مهمة لكنه مجرد لقاء شكلي لطمأنة المواطنين علي حالة الرئيس مبارك الصحية ليس أكثر ، وليس مهماً - طبقاً لشكر - أن يناقش الرئيس قضايا خاصة بحوض النيل أو أن يحضر وزير الري أو عدد معين من الوزراء ، لأنه حتي لو حضر وزير الري فإن مبارك لم يكن سيناقش أو يتابع قرارات أو سياسات داخلية أو خارجية. وأضاف: «شكر» أن فشل مؤتمر شرم الشيخ حول المياه مع دول حوض النيل رغم أنها قضية خطيرة ومهمة فإن صورة الرئيس الآن هي الأهم ، مما يكشف ضبابية مستقبل مصر التي ترتبط كلها بشخص الرئيس ، مضيفاً أن قضية مثل مياه النيل لا تنتظر التأجيل حتي يتعافي الرئيس ، لأن الأمر كله - حسب كلامه - يتطلب سياسات جديدة لمصر تجاه دول منابع النيل لأن الأمور تتجه إلي منحني خطر. وفسر مجدي صبحي- الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية- غياب وزير الري بأن اللقاء الوزاري المصغر هو أول لقاء لمبارك بعد العملية الجراحية ، موضحاً أنه في مثل هذه الحالات تكون هناك أولوية للموضوعات التي يمكن أن يناقشها الرئيس ، والتي ليس من بينها موضوع بحجم أزمة المياه ، منبهاً إلي أن الرئيس مبارك ربما سيناقش في اجتماع قريب المسألة برمتها في حضور وزير الري ومسئولين آخرين. وأضاف «صبحي»: إنه حان الوقت لأن تدفع مصر فاتورة عدم الانتباه لأهمية ملف مثل مياه النيل التي تمثل شريان الحياة للمصريين منذ ما قبل التاريخ ، مؤكداً أن السياسة المائية لمصر أغفلت أهمية هذا الملف ، موضحاً أن الخطاب الذي أرسله مبارك والرئيس السوداني عمر البشير لدول حوض النيل بخصوص الأزمة مع دول حوض النيل قد يكون بداية للحل. وأكد أحمد بهاء الدين شعبان- القيادي بحركة «كفاية»- أن فريق صناعة صورة الرئيس هو الذي نظم هذا الاجتماع لكي يقول مبارك للمصريين« أنا رئيسكم ، وأنا بصحة جيدة» ، مشير إلي أنه لم يكن مهماً مع هذا أن يحضر وزير الري رغم تفجر الخلاف بين دول حوض النيل ومصر حول تقسيم المياه . وكان الرئيس مبارك قد ترأس صباح أمس الخميس بمدينة شرم الشيخ، أول اجتماع وزاري يعقده بعد تعافيه الكامل وعودته من رحلة العلاج الناجحة بألمانيا حضر الاجتماع الدكتور أحمد نظيف- رئيس مجلس الوزراء- والدكتور يوسف بطرس غالي- وزير المالية- وعثمان محمد عثمان- وزير التنمية الاقتصادية- والمهندس أحمد المغربي- وزير الإسكان- والدكتور زكريا عزمي- رئيس ديوان رئيس الجمهورية.