بعد فشل محمد حسام وجمال الغندور ومن سبقوهما توفيق السيد في حراسة الأمن عقب انتهاء مباراة إنبي والأهلي التي شهدت مهازل تحكيمية بطلها سمير محمود عثمان ومساعداه أشرف متولي ومحمد محمود عباس طالب علي السيسي مدير تحرير جريدة «المصري اليوم» في مداخلة هاتفية مع مدحت شلبي في برنامج استاد مصر بقناة مودرن سبورت برحيل محمد حسام رئيس لجنة الحكام الذي تدخل تليفونياً أيضاً وتحدث بصوت عال وبنبرة حادة وصلت إلي حد الردح، دافع عن نفسه وعن حكامه ومع توالي المباريات زادت الأخطاء وآخرها المهزلة التي كان بطلها توفيق السيد في مباراة الزمالك واتحاد الشرطة. الحقيقة أن السيسي لم يكن الوحيد الذي طالب برحيل محمد حسام، لأن أخطاء الحكم وصلت إلي درجة لا يمكن السكوت عليها ودفعت كثيرين للمطالبة برحيل محمد حسام بعد أن أفسد حكامه بطولة الدوري.. وإذا كان الإعلام يركز علي مباريات الأهلي والزمالك لأنهما الأكثر شهرة وجماهيرية ويتنافسان علي البطولة، إلا أن الأندية الأخري تشكو مر الشكوي، بل تصرخ من ظلم الحكام ولا أحد يستمع لها وإذا كانت بعض الفرق صاحبة الإمكانيات المادية تملك القدرة علي دفع مصاريف استقدام حكام أجانب فماذا تفعل الأندية الشعبية مثل الاتحاد والإسماعيلي والمنصورة. محمد حسام يؤكد دائماً أن كل حكام العالم يخطئون وأصابنا الصداع من حكاية الهدف غير الصحيح الذي سجله تييري هنري مهاجم فرنسا في مرمي أيرلندا في تصفيات كأس العالم، وأن الحكم الذي احتسب الهدف سيدير مباريات المونديال ونسي حسام أنه يتحدث عن خطأ في مباراة واحدة وليس أخطاء متكررة في كل المباريات. لماذا لا يعترف محمد حسام أنه انتهج سياسة فاشلة هذا الموسم بالاعتماد علي عدد محدود من الحكام، خاصة في الدور الثاني ومثلما أصيب اللاعبون بالإجهاد نتيجة ضغط مباريات الدور الثاني لابد أن الإجهاد أصاب الحكام أيضاً والإجهاد يؤثر في التركيز ويؤدي لاهتزاز مستوي الحكم وهو ما حدث مع سمير عثمان وفهيم عمر وياسر عبدالرءوف وياسر محمود وتوفيق السيد وغيرهم. حسام في دفاعه عن الحكام نسي بعض الحقائق أهمها بالإضافة لسياسته الفاشلة أن الحكام يتأثرون بالضغوط الإعلامية والجماهيرية، وإذا أراد بعضهم أن يثبت أنه شجاع لا يتأثر بهذه الضغوط يتحامل علي الأندية الكبيرة، إضافة إلي أن قرارات الحكام تتأثر بنتائج المباريات، فقد يرفض حكم احتساب ركلة جزاء صحيحة لفريق، لأنه متقدم بهدف أو بهدفين وقد يحتسب ركلة جزاء غير صحيحة لنفس الفريق في مباراة أخري لأنه متعادل أو متأخر بهدف. حقيقة أخري وهي عدم توحيد قرارات الحكام بحجة التقدير الشخصي، بل إن الحكم الواحد تتناقض قراراته في المباراة الواحدة وعلي سبيل المثال الحكم شريف رشوان الذي أدار مباراة الأهلي والمقاولون في الأسبوع الخامس والعشرين أنذر عماد متعب مهاجم الأهلي لخطأ مع صلاح مارادونا ولم ينذر تامر عبدالوهاب مدافع المقاولون في خطأ صورة بالكربون مع محمد بركات.. تناقض القرارات يؤدي إلي فقد الثقة في الحكام، وفي ظل هذه الأجواء التحكيمية السيئة الحل الأسهل هو استقدام حكام أجانب، لكن هذا الحل أشبه بالمسكن الذي لا يشفي المريض بل يخفف آلامه فقط والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لا يقوم اتحاد الكرة باستقدام خبير أجنبي في مجال التحكيم يقوم بتصحيح المسار ووضع حلول قصيرة وطويلة الأمد للنهوض بالحكام، إنها مجرد فكرة نهديها لمسئول اتحاد الكرة وإذا كان استقدام حكام أجانب لا يقلل من شأن حكام مصر فاستقدام خبير أجنبي لإصلاح منظومة التحكيم ليس عيباً ولا يقلل من الشخصيات التحكيمية التي تولت رئاسة لجنة الحكام أو التي ستتولي رئاستها في الفترة المقبلة. الصراخ والصوت العالي ورفض النقد لن تحل مشاكل التحكيم والخطوة الأولي في طريق تصحيح الأوضاع هي أن يعترف الجميع وفي مقدمتهم رئيس لجنة الحكام أن المنظومة التحكيمية في مصر تحتاج إلي إعادة نظر، لأن الأخطاء لا تقتصر علي مباريات دوري الأضواء والشهرة، ولكنها تشمل جميع المسابقات بما فيها بطولات الناشئين ولا يكاد يمر أسبوع دون أن يتعرض الحكام للضرب والإهانة في ملاعب القسم الثالث. مسئولية إصلاح المنظومة التحكيمية مسئولية اتحاد الكرة، لأن المشاكل كثيرة والكل ينظر لحكام الدوري الممتاز فقط رغم أن الإصلاح يبدأ من القاعدة العريضة للحكام.. المسألة تحتاج إلي دراسة وفكر وإدارة محترفة وكل هذا غير متوافر حالياً في اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر ومحمد حسام ليس المسئول الأول أو الوحيد عن أخطاء الحكام وأحوالهم المتدنية، لأنه فرض في منظومة فاشلة لن تفعل شيئاً لإصلاح أحوال الحكام الذين عليهم أن يتحملوا كل أنواع النقد والإهانة حتي يرحل مجلس سمير زاهر ويأتي مجلس آخر ربما يجد الحلول المناسبة لإصلاح ما أفسده الدهر والارتقاء بمستوي الحكام.