النائب الأول للمرشد جمع 4650 توكيلاً لحزب الوطن فى ساعتين وأهداها إلى عبد الغفور الخلافات بين الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور من جانب، والإخوان وحزبها ومؤسسة الرئاسة من جانب، وراءه مخطط للنائب الأول للمرشد خيرت الشاطر، لتطويع بعض الأحزاب والكيانات الإسلامية، بخاصة السلفية، للعمل لصالح الإخوان، بعد تأكيد تقارير جماعة الإخوان عن ارتفاع شعبية حزب النور على شعبية الحزب الإخوان «الحرية والعدالة».
النائب الأول للمرشد العام أحدث انشقاقا داخل حزب النور، عبر إقناع الدكتور عماد عبد الغفور بالانسحاب من الحزب السلفى وإنشاء حزب جديد، فأشرف الشاطر بنفسه على تجميع التوكيلات لحزب الوطن «المنشق»، واضعا عدة محاور للقضاء على شعبية النور، من خلال تحريك بعض المشايخ المنتمين إلى هيئته الشرعية للحقوق والإصلاح لتصبح وظيفتهم إصدار تصريحات تدعو السلفيين فى ربوع مصر للالتحاق بالأحزاب السلفية الجديدة، بحجة أن هدفها تجميع كل الكيانات الإسلامية فى كيان إسلامى موسع لنبذ الفرقة، وسرعان ما تم تدشين حزب الوطن فى حضور حازم أبو إسماعيل مؤسس حزب الراية، والإعلان فى مؤتمر صحفى عن أن بين الأحزاب الإسلامية اتفاقا على المشاركة فى تحالف إسلامى كبير، وطفت على السطح أحزاب «ظل» يحركها الشاطر، لخدمة مواقف الإخوان ومساندة الجماعة عندما تكون عاجزة عن مواجهة الشارع، منها أحزاب الأصالة والفضيلة والراية والوطن والشعب والعمل الجديد والإصلاح.
الشاطر استغرق فى جمع توكيلات حزب الوطن فترة زمنية قياسية، بعد أن أجرى رجل اتصالاته بأتباعه بالمحافظات لتحرير توكيلات للحزب الناشئ، وحسب المصادر فإن رجال الشاطر تمكنوا من تحرير أكثر من 4650 توكيلا خلال ساعتين من مكالمة الشاطر ليتم الإعلان بعد أسبوع من قرار الدكتور عماد عبد الغفور الرئيس السابق لحزب النور السلفى، بالرحيل عن الحزب وتأسيس حزب إسلامى جديد بمرجعية سلفية.
حالة الانشقاق التى قسمت حزب النور كان يقف خلفها الشاطر لأسباب، منها أن تتفتت الكتلة المتجمدة التى كانت تسيطر عليها الدعوة السلفية، بعدما أصبح جليا للجميع أن الدعوة السلفية وذراعها السياسية سوف تكونان العائق الأكبر لتحركات الإخوان، التى غلب عليها طابع المصلحة، الذى يبعد كل البعد عن الناحية العقَدية.
ولم يستغرق عبد الغفور، الذى اختاره مرسى مساعدا له، وقتا طويلا ليخرج من جلباب نائب رئيس الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامى، الرجل القوى داخل الدعوة السلفية، الذى لم يجرؤ عبد الغفور أن يعارضه قبل أن يحتمى بالشاطر.
أما الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، فمن خلالها وجه الدكتور محمد يسرى إبراهيم، الصديق المقرب للشاطر، الدعوة إلى المشايخ من جميع التيارات الإسلامية للاشتراك فى هذه الهيئة، واصفا إياها بأنها هيئة تنسيقية تجمع الاتجاهات الإسلامية، خصوصا ذات المرجعية السلفية، ولكن بعد فترة ليست بالطويلة تحولت عن هذه الصفة إلى كيان مواز للاتجاهات الإسلامية الموجودة على الساحة، وبدأت باتخاذ مواقف محددة فى القضايا السياسية، مخالفة بذلك ما تعهدت به بأنها مجرد هيئة تنسيقية لا تتخذ قرارات ولا مواقف سياسية، وهو ما دفع الدعوة السلفية إلى إعلان انسحابها من هذا الكيان.
وتمكن الشاطر من فرض نفوذه على الجبهة السلفية وأقنعها بتأسيس حزب جديد باسم «الشعب»، فألجمت ثوريتها المعهودة، وأظهرت جميع قياداته السمع والطاعة لقرارات جماعة الإخوان المسلمين فأظهرت عداءها للأحزاب الليبرالية واليسارية، وكلما وقعت مؤسسة الرئاسة فى أخطاء دافعت قيادات الجبهة عن ذلك بسرد أخطاء الأحزاب الليبرالية.
أما حزب الأصالة، الذى يسيطر عليه الشيخ محمد عبد المقصود، المرجع الشرعى للحزب، فعلى الرغم من عدم قوته وضآلة حجمه، يسعى إلى الظهور وكسب مزيد من الأعضاء والمؤيدين له عن طريق الموافقة على كل قرارات الإخوان، بخاصة بعد رحيل رئيسه الأول اللواء عادل عبد المقصود شقيق محمد عبد المقصود، الذى كان له دور كبير فى أن يتمكن شقيقه من منصب رئيس الحزب، رغم أنه ضابط شرطة سابق وليس سلفيا أصيلا.
مواقف «الأصالة» المائعة تجاه سياسات الإخوان تسببت فى رحيل أغلب الأعضاء الذين فازوا فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى السابقة، إلى حزب النور.
«الأصالة» يملك عددا من الأنصار لا يتعدى عددهم سبعة آلاف شخص يتمركزون فى ثلاث محافظات هى مرسى مطروح والإسماعيلية والسويس، بدؤوا فى الرحيل عن الحزب بعد تراجع شعبيته فى الشارع، وبعدما اكتشفوا أنه بلا رؤى سياسية أو اقتصادية، وحاولت إدارة الحزب استرجاعهم، بانتخابات رئاسية لم تغير شيئا إلا استبدال المهندس إيهاب شيحة على رأس «الأصالة» باللواء عادل عفيفى، دون تغيير سياسة الحزب الموالية للحزب الحاكم والمصرة على أن تظل تحت عباءة الإخوان المسلمين دون الاهتمام بالصورة الذهنية السيئة التى صارت تلاحق جميع من ينتمى إلى هذا الحزب، ما دامت العلاقة جيدة مع الرجل القوى فى جماعة الإخوان المسلمين.
حزب الفضيلة «السلفى» لم يختلف عن الأحزاب السابقة، إذ قرر أن ينضم إلى تحالف الأمة «المنتظَر»، واكتفى القائم برئاسة الحزب المهندس محمود فتحى بالظهور فى وسائل الإعلام المرئية والمقروءة ليعلن عن تأييد حزبه لمواقف مرسى، وظهر ذلك جليا فى جلسة الحوار الوطنى عندما التقط الكلمة وظل يدافع عن مواقف مرسى، وتأكيد أنه من ضمن المؤيدين لسياساته. ومن ملامح هذا الحزب السلفى، يتضح أن قرارته تتخذ بحسب توجهات دولة عربية شقيقة.
أما حزب العمل الجديد فهو كيان ليس له أى وجود شعبى مطلقا، فجميع العاملين مع رئيسه مجدى أحمد حسين سارعوا بإعلان أن الحزب ذو مرجعية إسلامية، لينضم إلى التحالف الذى أسسه المرشح السابق لرئاسة الجمهورية حازم أبو إسماعيل باسم «تحالف الأمة»، من أجل حصد ولو مقعدين فى الانتخابات المقبلة، ليسير فى اتجاه الهدف من إنشائه، أن يكون اسما جديدا فى قائمة المؤيدين للدكتور محمد مرسى لإظهار أن آراء ومواقف «رئيس الإخوان» تحظى باحترام عدد كبير من الأحزاب السياسية، فى محاولة صريحة لخداع الشارع المصرى.