والده كان قاضيا ساعده على الالتحاق بالأزهر لكن النابلسى انبهر بدور الفنانين فى ثورة 1919 كامل الشناوى قال إنه من كتر أنزحة عبد السلام بيمشى حاطط رجل على رجل سر العصا العاج التى كان يمسكها دائمًا فى يده ويرفض أن يعطيها لأحد
حياة النجوم مليئة بالنوادر والمواقف الغريبة والطريفة والمثيرة فى كثير من الأحيان والتى قد تنتزع منك الابتسامة فى الوقت الذى أصبحت فيه الابتسامة تنتزع ولا تكتسب، ولأن شر البلية ما يضحك فإن شعبنا من باب أولى يستطيع أن يضحك على هذه المواقف.
معا نحاول أن نسترجع أهم نوادر النجوم ونتخيل معا ماذا لو تكررت هذه المواقف فى وقتنا الحالى، كيف سنراها وهل ستضحكنا أم تضحك علينا فربما تدهشك هذه النوادر أكثر من الأحداث الجارية التى أعلم جيدا أنها لم تعد تثير لديك أى اندهاش، ولن أتعجب إذا كانت زوزو اللى راحت عليها فى الإعلان الشهير قادرة على أن تدهشك أكثر مما تفعله السياسة هذه الأيام.
ربما لا يعلم البعض أن عبد السلام النابلسى عندما جاء إلى مصر قادما من لبنان رغم أن أصوله فلسطينية كان هدفه الأول الالتحاق بالأزهر الشريف فقد حمل خطاب توصية من والده، الذى كان يعمل قاضيا إلى الشاعر خليل مطران لكى يساعده على الدراسة فى الأزهر حتى يصبح عالما دينيا أو قاضيا مثل والده لكنه انبهر بدور الفنانين فى ثورة 1919، ونسى موضوع الخطاب فعمل صحفيا لفترة وعندما التقى الشاعر خليل مطران بدلا من أن يسلمه الخطاب طلب منه أن يساعده على التمثيل ويقدمه لجورج أبيض.
ولو كان عبد السلام النابلسى بيننا الآن وحدث التسمم لطلبة المدينة الجامعية بالأزهر لذهب عبد السلام بخطاب التوصية لوزير الصحة، وطلب منه أن يحجز له مكانا فى قصر العينى.
كان الإكسلانس مشهورا بعدم حفظ الحوار فى أدواره وعادة ما كان ينسى ويرتجل جملا من عنده، وذات مرة أصر أحد المخرجين على أن يلتزم بالحوار الموجود فى السيناريو، واتفق معه على ذلك، وعندما دارت الكاميرا فوجئ المخرج بأنه نسى الحوار، وقال حوارا آخر فغضب بشدة وقال له: ماحفظتش الحوار ليه يا عبد السلام فأجاب: أنا آسف يا أستاذ لقيت الكلام ده أحسن فقال له المخرج: أنا هنا المخرج يا عبد السلام مش طرطور فقال له عبد السلام: العفو يا أستاذ ده أنت فوق رأسنا كلنا.
ولو تخيلنا هذا الموقف الآن كان عبد السلام سيقول للمخرج طرطور إيه يا أستاذ ده إنت أحسن من سلطانية الدكتوراة الفخرية اللى بيلبسها الملوك والرؤساء، ده حتى باسم يوسف نفسه لبسها وهو رايح النيابة.
جلس النابلسى ذات مرة فى «جروبى» لشرب فنجان قهوى ففوجئ بشخص لا يعرفه يقترب منه ويقول له ما شوفتش أخويا فقال له عبد السلام: لا، فسأله الرجل إنت تعرف أخويا فأجابه عبد السلام لا طبعا، فقال له الرجل: وبتقول ما شوفتوش على أساس إيه؟ فقال له عبد السلام غاضبا وإنت بتسألنى عليه ليه لما أنا ما اعرفوش يا أخى صدعتنى إنت وأخوك ثم قام وغادر المكان.
ولو جاء نفس الرجل وسأل عبد السلام الآن عن أخوه لقال له: أول حاجة تعملها إنك تسأل على أخوك فى مشرحة زينهم، ولو ما كانش هناك يبقى الحمد لله ها تلاقيه فى مستشفى الهلال.
فى أثناء زيارته للإسكندرية ركب عبد السلام النابلسى عربة حنطور وقال للسائق خدنى لبشر، فقال له السائق قصدك سيدى بشر، فقال عبد السلام لا بشر وبس ده سيدك إنت، فتضايق منه الرجل وحدثت مشاجرة بينهما.
ولو ركب عبد السلام نفس الحنطور الآن كان سيقول للسائق شوف يا أسطى طول ما إحنا بعيد عن سيدى المقطم مافيش مشكلة.
ذهب عبد السلام النابلسى لزيارة صديق له فى حى شعبى وفى أثناء دخوله الحارة بسيارته فوجئ بطفل يجرى فى الشارع فلمسته السيارة لمسة خفيفة لكنه بكى وتجمع المارة حول السيارة، وأمسكوا عبد السلام من رقبته، ولم يتعرفوا عليه وقالوا له تعالى شوف عمى عنيك عاوز تموت الواد حيلة أمه فقال لهم وأمه سايباه يجرى فى الشارع ليه؟ وكادت تحدث مشاجرة لولا تدخل أحد الأشخاص الذى شاهد ما حدث وأخبرهم أن الطفل هو الذى جرى على السيارة.
ولو وقعت هذه الحادثة الآن لاختلفت الآراء حول من المخطئ واضطر الجميع للاحتكام لتقرير الطب الشرعى لحسم الموضوع، ثم ظهرت 4 تقارير طب شرعى مختلفة اثنان يؤكدان أن عبد السلام هو المخطئ واثنان يؤكدان أن الطفل هو المخطئ، وفى النهاية يتم اللجوء للقرعة، فى أثناء سفر عبد السلام إلى لبنان كانت هناك زحمة شديدة وارتباك فى المطار مما تسبب فى اخذه شنطة أخرى غير شنطته، وعندما ذهب إلى التصوير اكتشف الموضوع وأبلغ الشرطة التى أعادت له شنطته.
ولو حدث ذلك الآن لقال عبد السلام أكيد اللى بيحصل لى ده مؤامرة من ناس مدسوسة اثنين ثلاثة أربعة فى شنطة مزنوقة.
خفة دم عبد السلام النابلسى لا تخفى على أحد لدرجة أنه كان يقول إن يوم الناس 24 ساعة ويومة هو 24 نكتة.
وفى إحدى المرات كان يقود سيارته ففوجئ بمعزة تمر أمامه فأوقف سيارته وقال لها اتفضلى ياست عدى أنا معنديش لك دور فى الفيلم وإلا كنت اخذتك معايا.
ولو شاهد النابلسى المعزة الآن لنزل من سيارته وأبعدها عن الطريق وقال: يعنى أقف فى محطات البنزين وأقف فى زحمة الشوارع وأقف وأنا باكلم بهاء سلطان وتامر حسنى ناقص أقف استنى المعزة لما تعدى.
عرف عن عبد السلام النابلسى أنه كان يمسك دائما بعصا من العاج لها زر إذا ضغط تخرج منه السجائر، وهو ما كان يدهش كل من كان يشاهدها، وطلب منه كثيرون أن يهديها لهم لكنه كان يقول بعينكم.
ولو كان عبد السلام بينا الآن لقال لهم أنا مستعد اديها هدية للى يجاوب على السؤال ده القرد لو مات القرداتى يشتغل إيه؟
الشاعر المعروف كامل الشناوى كان ينتقد عبد السلام النابلسى ويقول: من كتر انزحة عبد السلام بيمشى وهو حاطط رجل على رجل.
لكن لو أراد أن ينتقده الآن سيقول من كتر انزحة عبد السلام بيهتف فى المظاهرات وهو حائط رجل على رجل.