داخل كل إنسان منا طاقة كامنة هائلة.. يمكنه باستثمارها تحقيق ما قد يوصف بالمعجزات..أيضا من فضل الخالق ونعمته.. انه خص كل انسان بمهارة أو قدرات يتميز بها عن غيره ويتفوق فيها على الآخرين.. حتي لو استهان البعض بهذه القدرة أو تلك المهارة اليدوية أو الذهنية.. الأهم مما سبق.. هو وجود "المايسترو" القدير أو "الكوتش" " البارع الذي يستكشف هذه المهارات والقدرات المتنوعة .. ثم يستثمرها إلي أقصي حد ممكن.. ان استغلال هذه الطاقات الهائلة المتنوعة.. ولن أقول "تفجيرها" والا لسارع "خالد الذكر" بوش الابن بترحيلي إلي "جوانتانامو" .. علي أية حال ان توظيف هذه القدرات والطاقات.. كفيل بزيادة انتاج الفرد وانتاجيته كما وكيفا.
بقدر وعلي قدر براعة "المايسترو" أو "الكوتش"( المديرون والقيادات في كافة المواقع وعلى كافة المستويات).. فالادارة والقيادة ليست أمانة ومسئولية جسيمة فقط.. لكنها ايضا فن وعلم وبراعة.. ليس فقط في توظيف الموارد والامكانيات المالية والاقتصادية المتاحة.. لكن أيضا في استثمار الطاقات البشرية الكامنة المتنوعة..ان الإدارة ليست تشريفا و"منظرة" .
*** المهم ورغم أن الغالبية العظمي هنا في مصر.. سئموا مما ينشر ويذاع ليل نهار عن اصلاحات وشيكة.. رغم ذلك.. فإننا بحاجة الى مشروع قانون متكامل شامل للاصلاح الإداري.. يرتكز على تحقيق تكافو الفرص والعدالة للرؤساء والمرءوسين بكافة مستوياتهم.. من حيث تقويم الأداء وتحديد الحوافز والعلاوات والجزاءات وقواعد الترقي وشغل المناصب.. على كافة المستويات.. خاصة وأننا نعانى بعد ثورة يناير.. من تجميد الكفاءات من قيادات الصفين "الثاني" و"الثالث" في مكاتبهم حيث هم( فى العهد الثلاثينى السابق).. لم يبرحوا مواقعهم علي مدي سنوات طويلة.. اللهم إلا للعالم الآخر.. أو الى مقاهي "المحالين" علي المعاش.. يستعرضون فيها مهاراتهم "الفردية" العالية في لعب الطاولة والكوتشينة أو الدومينة. المهم أن البديل لعدم تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص.. هو الاحساس باليأس والاحباط بدرجات متفاوتة وفي اشكال متنوعة متعددة من الهروب الهدام.. الى جانب النماذج العديدة للموتي وهم علي قيد الحياة.
ناهيك عن التأثير الجسيم لكل هذه الأعراض المرضية الخطيرة علي انتاج الفرد وانتاجيته كما وكيفا.. وليس مستغربا أن يبلغ متوسط عمل الفرد اليومي في مصر 27 دقيقة فقط مقابل ما يتراوح من 5 إلي 8 ساعات يوميا في الدول المتقدمة.. وما سبق يجسد العواقب الجسيمة الخطيرة للظلم والتمييز والمحاباة ..او"الوساطة".. ليس فقط علي صعيد الضحايا. ولكن أيضا علي المال العام والمصلحة العليا للوطن.. أيضا لابد أن يسعي المديرون والقيادات بكافة مستوياتهم وقدر المستطاع علي تعميق الانتماء بين مرءوسيهم ومواقع عملهم.. من خلال دمجهم والسعي لاشراكهم في إدارة الأمور وصناعة القرارات الخاصة بالعمل.. من خلال اجتماعات من وقت لآخر علي كافة المستويات ..أقساماً وقطاعات ومع الموظفين معا.. أو كأفرع.. لدراسة مختلف المقترحات لتطوير الأداء وحل مشاكل العمل والعاملين.. ويجب ان تكون هناك مشاركة ( ولووجدانية) من القيادات لمرؤوسيهم في أفراحهم واحزانهم.. بما في ذلك صغار العمال والموظفين قبل كبارهم.. ان مثل هذه المشاركةمن جانب القيادات..لها مفعول السحر علي المرءوس وانتمائه وعطائه كما وكيفا.. نفس الشىء بالنسبة لتفقد سير العمل واحوال الموظفين وتشجيعهم فى مواقعهم من وقت لاخر.
***(على الماشى):
**"لاتصدق كل ما تقوله بلسانها..لكن لابد ان تصدق ماتهمس به نظراتها.. وتبوح به ومضات عيونها".