على الرغم من نجاح عدد كبير من المسلسلات السياسية فى موسم رمضان 2012، التى ارتبطت معظمها بالأحداث التى شهدتها مصر، يبدو أن صناع الدراما فى مصر قرروا مقاطعة السياسة فى الأعمال التى سينافسون بها فى موسم رمضان القادم، فمعظم الأعمال التى يجرى تصويرها الآن فى كل بلاتوهات التصوير فى مصر تبتعد موضوعاتها الأساسية عن السياسة بشكل ملفت للنظر على الرغم من أن الأحداث التى تشهدها مصر ما زالت فى حراك دائم.
هذا العام يشهد أعمالا لكبار النجوم الذين قرر جميعهم بقصد أو بمحض الصدفة الابتعاد عن تناول الأحوال السياسية من خلال أعمالهم، فهذا هو نور الشريف يشارك بمسلسله «خلف الله» الذى تتعرض أسرته لحريق يودى بحياتهم جميعا، مما يصيبه بخلل عقلى يجعله على مقدرة بالتنبوء بالأحداث قبل وقوعها، بينما تدور أحداث مسلسل «إنهم لا يأكلون الخرشوف» ليسرا فى إطار اجتماعى رومانسى حول مريم التى تحب أسرتها، وتعمل على مساعدة ورعاية أخواتها، أما منة شلبى ففضلت المنافسة بمسلسل «نيران صديقة» الذى يحكى عن مجموعة أصدقاء يفترقون فترة من الزمن لتتجدد صداقتهم مرة أخرى، وتبدأ المواجهات القديمة فى علاقاتهم، وفى المقابل تدور أحداث مسلسل «الشك» لمى عز الدين حول زوجة يتوفى والدها، وتكتشف أن له ثروة طائلة لا تعلم عنها شيئا ليبدأ الشك، غادة عبد الرازق هى الأخرى يدور مسلسلها «حكاية حياة» فى إطار اجتماعى رومانسى حيث تجمعها علاقة حب بأحد رجال الأعمال، أما مسلسل مزاج الخير لمصطفى شعبان فيدور هو الآخر فى إطار رومانسى اجتماعى عن شاب طموح يسعى لتحقيق كثير من أجل الفتاة التى أحبها، كذلك فأحمد مكى فى الجزء الثالث من الكبير قوى يجسد شخصيات ثلاث أخوة يتعاركون بسبب ميراث الأب، إلا أن مسلسل القاصرات يتحدث عن زواج الفتايات فى سن مبكرة، ويركز على الحالة الاجتماعية والنفسية لهؤلاء الفتايات.
فى المقابل سنجد أنه فى العام الماضى على سبيل المثال لا الحصر شهد الموسم الرمضانى ما يزيد على 7 أعمال تتركز فكرتها الرئيسية على السياسة، فمسلسل الهروب لكريم عبد العزيز والمخرج محمد على دارت قصته حول الشاب الذى يعارض رجل أعمال فيوقعه ذلك فى مشكلات مع أمن الدولة وسياساتها القمعية ضد الشباب المعارض، كما أن مسلسل «فرقة ناجى عطا الله» لعادل إمام ناقش الأزمة العربية الإسرائيلية، والتفرق الذى يعيشه العرب، ويؤدى بهم إلى حافة الهاوية، بينما تناولت هند صبرى فى «فيرتيجو» فساد رجال الأعمال والحكومة من خلال مستندات وقعت فى يد مصورة، كذلك فقد تناول مسلسل «سر علنى» فساد المؤسسات الكبرى فى مصر، كما تحدث «باب الخلق» عن الأزمة السياسية التى تعانيها مصر حتى قيام الثورة، وتناول مسلسل «طرف تالت» الأحداث السياسية التى شهدتها مصر بعد الثورة.