قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الأربعاء إن على المسؤولين بالأمن في مصر أن يفرجوا فوراً عن 91 متظاهراً سلمياً على الأقل تم اعتقالهم الاثنين وأن تحقق في العنف الذي تم استخدامه ضدهم. وقال أحد العاملين في هيومن رايتس ووتش أنه شاهد بنفسه- في مظاهرات 6 أبريل التي جرت الثلاثاء في وسط القاهرة- الضباط الأمن وهم يضربون ويعتقلون المتظاهرين، ومنهم امرأتان. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "ترد السلطات المصرية بقسوة غير قانونية على من يطالبون سلمياً باستعادة حقوقهم الإنسانية". وتابعت: "فليكن الضرب واعتقال المتظاهرين كاشفاً للدول التي تموّل وتُسلّح الحكومة المصرية عن حقيقة حكومتهم الحليفة". وأضافت المنظمة في بيان أصدرته اليوم أنه بعد نحو 10 دقائق من تظاهرات الثلاثاء، بدأ ضباط الأمن في جرجرة المتظاهرين بعيداً عن المجموعة وعبر الشارع. وتمت جرجرة 21 شخصاً على الأقل عبر الطريق في أثناء ضربهم وركلهم، ثم نُقلوا إلى بناية لانتظار السيارات، باسم كايرو سنتر. وكان بالإمكان سماع الصرخات تنبعث من البناية. وأكدت المنظمة في بيانها قام ضباط أمن في ثياب رسمية وفي ثياب مدنية بضرب وركل المتظاهرين وضربوهم بالهراوات، ومنهم بعض الشابات. إحدى المتظاهرات، إنجي حمدي، قالت ل هيومن رايتس ووتش: "أجبرونا على طلوع الرصيف والوقوف لصق الجدار وكلما بدأت إحدانا في الغناء يمسكون بها ويجرجرونها. جرجروني من شعري ضربوني على ذراعي. ضربوني على وجهي حتى سقطت على الأرض. ضربوا صديقة لي على ذراعها حتى انكسر". وقالت شابة أخرى تُدعى ندى طعيمة ل هيومن رايتس ووتش: في العاشرة صباحاً أوقفتني مجموعة من ثمانية ضباط أمن تقريباً في ميدان رمسيس وسألوني إن كنت من أعضاء مجموعة 6 أبريل. قلت أن لا علاقة لي بهم وغادرت المنطقة. عندما وصلت للمظاهرة كنت واقفة على الطرف وضباط الأمن يقتحمون المجموعة للإمساك ببعضنا. كنا نحاول منعهم، فيهاجموننا بدورنا. ضربني رجل في ثياب مدنية على رأسي. وكان خطيبي خلفي يحاول حمايتي فضربوه بدوره. وقالت سارة ليا ويتسن: "رجال الأمن المسلحون المفترض أنهم في خدمة الشعب المصري يضربون الشباب والشابات". وتابعت: "على الحكومة أن تعمل على التحقيق في حوادث قسوة الشرطة من هذا النوع تحقيقات شاملة وأن تعلن عن وضع حد لهذه البلطجة". وشهد ممثل عن هيومن رايتس ووتش رجال أمن في ثياب مدنية يضربون ويركلون صحفي أجنبي طلب عدم ذكر اسمه. وقال ل هيومن رايتس ووتش: "رأيت الأولاد وهم يُضربون في شارع جانبي ويصرخون فاقتربت لالتقط بعض الصور. اقترب مني ضابط أمن وأمسك بذراعي. ربما كان هناك سبعة منهم حولي يحاولون إبعاد الكاميرا عني لكنها كانت ملفوفة حول يدي، فسقطت أرضاً وجرجروني قليلاً وركلني أحدهم. تمكنوا من أخذ الكاميرا مني فحاولت استعادتها ونزلت إلى الجراج لأسأل أين الكاميرا فأدخلوني إلى شاحنة الشرطة. كان فيها ثلاثة أشخاص بالفعل، لكن بعد نحو 5 دقائق جاءوا وتركوا اثنين منّا". وقالت صحفية ل هيومن رايتس ووتش إن أحد الضباط صاح فيها كي تغادر المنطقة واعتدى عليها جنسياً.