«إنت عمرى» الأغنية التى عطلت المرور ساعتين ثومة كانت تقطع تذكرة درجة ثالثة فى القطار وتركب فى الأولى وعندما يأتى الكمسارى تغنى له حتى يتركها مكانها حياة النجوم مليئة بالنوادر والمواقف الغريبة والطريفة والمثيرة فى كثير من الأحيان والتى قد تنتزع منك الابتسامة فى الوقت الذى أصبحت فيه الابتسامة تنتزع ولا تكتسب، ولأن شر البلية ما يضحك فإن شعبنا من باب أولى يستطيع أن يضحك على هذه المواقف.
معا نحاول أن نسترجع أهم نوادر النجوم ونتخيل سويا ماذا لو تكررت هذه المواقف فى وقتنا الحالى، كيف سنراها وهل ستضحكنا أم تضحك علينا فربما تدهشك هذه النوادر أكثر من الأحداث الجارية التى أعلم جيدا أنها لم تعد تثير لديك أى اندهاش، ولن أتعجب إذا كانت زوزو اللى راحت عليها فى الإعلان الشهير قادرة على أن تدهشك أكثر مما تفعله السياسة هذه الأيام.
لو حدثت موقعة «الفرح» الآن لخرج المواطنون الشرفاء للقبض على مواطنين معارضين قصة الحمار الذى خافت منه .. وحكاية الثعابين التى أفقدتها الوعى على المسرح
فرغم أن شخصية كوكب الشرق أم كلثوم من الشخصيات التى تبدو جادة جدا واعتدنا رؤيتها وهى تغنى بوقار شديد على المسرح، فإن المقربين منها كانوا يعرفون جيدا خفة ظلها وسرعة بديهتها فى إطلاق الإفيهات على المواقف التى تواجهها والتى ربما تفوقت فيها على نجوم الكوميديا أنفسهم، ولو امتد الأجل بثومة ورأت من قاموا بتغطية وجهها، ووضعوا النقاب على تمثالها الشهير فى المنصورة لعلقت على ذلك بسخرية ربما يعجز عنها باسم يوسف فى برنامجه الشهير.
فى السطور التالية سنستعرض معا بعضا من تلك المواقف التى واجهتها، ونتخيل ما الذى يمكن أن يحدث لو تكررت هذه المشاهد من جديد فى وقتنا الحالى.
كانت والدة أم كلثوم تقول لها وهى صغيرة اللى بيكدب ربنا بيخلى وجهه وجه حمار وفى إحدى المرات أخذت ثومة قرشًا دون أن تخبر والدتها لكى تشترى به الحلويات التى تعشقها، وعندما غادرت البيت ووصلت إلى محل الحلويات ترددت هل تشترى الحلويات التى تشتهيها أم لا؟ ثم وقفت تتحسس وجهها وهل صار وجه حمار أم لا؟ وأخذت تسأل كل من يقابلها هل ما زال وجهها وجه إنسان فيتعجب مما تقول ثم عادت دون شراء الحلوى حتى لا يصبح وجهها وجه حمار، ولو طبقنا نظرية والدة أم كلثوم فى هذا الوقت تُرى كم حمار سنجده، وهل سيفعلون مثل أم كلثوم ولا يحصلون على الحلوى أم أنهم سيأخذون الحلوى وصاحب المحل فوق البيعة؟
موقف آخر تعرضت له أم كلثوم وهى ذاهبة لإحياء أحد الأفراح مع والدها وهى صغيرة، فقد فوجئت بأن الفرح وهمى، وأن الرجل قرر أن يدعو أم كلثوم حتى يعلم أهل البلد المجاورة والذين توجد خلافات كبيرة معهم فيأتون لمشاهدة ثومة فيقوم أصحاب الفرح الوهمى بضربهم علقة ساخنة، ونبه أم كلثوم بأن عليها أن تختبئ بمجرد رؤيتها لفانوس الإضاءة ينكسر، وبالفعل حضر أهل القرية الأخرى وانكسر الفانوس وبدأ الضرب بالعصى، والنبابيت، لكن المفاجأة أن أهل القرية الأخرى هم الذين ضربوا أصحاب الفرح الوهمى فهربت أم كلثوم وهى تلعن الفرح وأصحابه.
وإذا تخيلنا هذا المشهد اليوم لوجدنا أن المشهد قد يتحول إلى مؤيدين ومعارضين للفرح الوهمى ويتم إطلاق الرصاص الحى والخرطوش، ويظهر مواطنون شرفاء يقبضون على مواطنين معارضين وتسمى (موقعة الفانوس).
أول سيارة اشترتها ثومة كانت قديمة جدا، واختارت سائقا من قريتها (طماى الزهايرة) وهو كان فى الأصل سائق (حنطور)، لكنه تعلم قيادة السيارات، وكان يسمى العربة الحنطور (عزيزة)، وأطلق نفس الاسم على سيارة أم كلثوم، ولم يكن يستعمل آلة التنبيه بل كان يخرج رأسه من الشباك، ويقول أوعى يا سيدى حاسب ياعم خلى بالك يا أخويا، وهو ما كان يثير استياء ثومة، ويضعها فى موقف بالغ الحرج، وإذا رأينا هذا المشهد اليوم لوجدنا أن السائق لن يستعمل آلة التنبيه، ولن يخرج رأسه من الشباك، ويقول أوعى ياسيدى بل سيمضى فى طريقه كأى مسؤول تولى منصبا وهو غير مؤهل له، وإذا حدث ودهس مواطنا سيقول مسؤول آخر إن المواطن مات مختنقا بالغاز.
كانت ثومة وهى طفلة صغيرة تقطع تذكرة درجة ثانية أو ثالثة فى أثناء ركوبها القطار مع والدها، وتركب فى الدرجة الأولى، وعندما يأتى الكمسارى تغنى له حتى يتركها، لكن لو عاد الزمن الآن ووجد الكمسارى ثومة فى الدرجة الأولى سيقول لها غنى كيفما شئت لكن الدرجة الأولى للأهل والعشيرة.
فى عام 1928 غنت أم كلثوم فى أسيوط على مسرح يطل على حديقة مهجورة تسكنها الثعابين، وفجأة تسللت الأفاعى للمسرح، فخافت أم كلثوم وأغمى عليها لكن الشاعر الكبير أحمد رامى، الذى كان موجودا وقتها حمل أم كلثوم وهرب بها، ونشرت مجلة «روز اليوسف» الخبر ووصفت أم كلثوم بمغنية الأفاعى وتحدثت عن حب رامى لثومة التى كان يعشقها بجنون، وكيف أنه عندما مات وجدوا فى يده خاتما ظل يحتفظ به طوال 40 سنة، وكتب عليه حرفين هما O.K أى أم كلثوم، وأعتقد أن أم كلثوم لو غنت على نفس المسرح الآن لن تكون هناك أفاعٍ بل سيظهر المولوتوف والشماريخ وساعتها ستصفها «روز اليوسف» بأنها المطربة التى غنت وسط المولوتوف.
الرئيس عبد الناصر هو الذى طلب من أم كلثوم وعبد الوهاب أن يجتمعا فى عمل واحد، وقال مش هاغفر لكما عدم تقديم عمل فنى واحد، فقالت أم كلثوم لا مانع وقال عبد الوهاب أتمنى، وذلك بعد أن فشلت 3 محاولات قبلها للجمع بينهما، وفى تلك الفترة كان عبد الوهاب يلحن أغنية (إنت عمرى) لنفسه، فاتصل بأم كلثوم وأعطاها لها، لكن أم كلثوم طلبت تغيير مقطع البداية من (شوقونى عينيك) إلى (رجعونى عنيك) وتسببت الأغنية فى إيقاف المرور ساعتين فى شبرا. ولو أعدنا هذا المشهد حاليا وطلب الرئيس مرسى من أم كلثوم وعبد الوهاب أن يجتمعا فى أغنية فإنهما لن يقدمان لنا (إنت عمرى)، وإنما سيقدمان (إنت أهلى وعشيرتى). فى إحدى الليالى الباردة ذهب أحمد رامى لزيارة أم كلثوم لكنها لم تكن موجودة فى المنزل، وتأخرت عن العودة لبيتها وفتح الخدم الشبابيك لتنظيف البيت، فشعر رامى بالبرد فانكمش، ورفع رجليه من على الأرض وجلس فوقها، فجاءت أم كلثوم وقالت له إيه يا رامى على كده لو أنا تأخرت شوية كنت حطيت رجلك فى جيوبك، لكن لو حدث هذا الموقف الآن أعتقد أن رامى كان سيقول لأم كلثوم إنت عارفة إن الجو برد جدا والنور قاطع كالعادة وفيه أزمة فى السولار هأدّفى إزاى يا ثومة.
أحد الأعيان استغل غناء أم كلثوم فى أحد الأفراح ليصفى حساباته مع أهل البلدة المجاور