احتشد أكثر من خمسة آلاف من مريدي الطرق الصوفية بالفيوم أمس الأول الأحد في الليلة الختامية للاحتفال بمولد الشيخ «حسن الزيات» أحد أشهر الأولياء والذي يسمي باسمه أكبر ميادين مدينة الفيوم، وقد استمرت الاحتفالات حتي طلوع الفجر تخللتها جلسات ذكر وإنشاد ديني، وبعد ذلك أقيمت شعائر صلاة الفجر بالسير في موكب كبير بعربات الكارو تجرها الأحصنة والخيول إلي منطقة زراعية تسمي خلف أبو قرعة، وذلك باللعب وإلقاء البرسيم علي بعضهم البعض كما اعتادوا كل عام. ولد «الزيات» في الرابع من أبريل عام 1827 وتعلم في الكتاب ثم التحق بالأزهرالشريف وتخصيص في علوم القرآن والتفسير وبعد وفاته شيد أهالي الفيوم مقاماً له تخليداً لذكره، حيث ذكروا أنه كان من الأولياء الصالحين. ويحرص آلاف الزائرين علي الاحتفال بمولده سنوياً، حيث يتجاوز عدد زواره في أيام مولده أكثر من 10 آلاف من الفيوم ومراكزها والقري المحيطة بها. من جانبه، يقول ياسر قرني هبلة ابن المسئول عن تنظيم المولد إن أباه يقيم الاحتفال بالمولد كل عام، وكان قبل ذلك عبارة عن حلقات ذكر ثم تطور الآن إلي حلقات ذكر مع منشدين من جميع أنحاء الجمهورية، مشيراً إلي أن العديد من الطرق الصوفية بالفيوم وخارجها يأتون للزيارة ثم يذهبون لزيارة المقام وأيضاً الأولياء الآخرين بالمدينة. وأشار هبلة إلي أن أهالي المنطقة وجدوا آباءهم بعد انتهاء المولد يتحركون في مسيرات علي العربات الكارو إلي منطقة خلف أبو قرعة التي تبعد 2 كيلو عن المقام، حيث يقضون اليوم الثاني هناك باللعب والمزاح، وأن الاحتفال لا يكون له طعم إلا بالعربات الكارو التي تجرها الخيول والحمير. بدوره يشير أحمد رشاد من زوار الشيخ إلي أنه اعتاد كل عام علي أن يأتي للاحتفال بالمولد ويستمع لحلقات الذكر والمنشدين ويلاعب الأطفال ويحضر لهم الألعاب الورقية التي تباع هناك، وكذلك يلعبون بالمراجيح وألعاب المولد المختلفة المتعارف عليها، لافتاً إلي حرص العشرات من أصدقائه علي الاحتفال بمولد الشيخ لأنه كان من الأولياء الصالحين كما سمع من آبائه.