حاول محتجون اليوم السبت تعطيل الملاحة في قناة السويس التي تخدم التجارة العالمية بعد حكم بإعدام 21 متهما أغلبهم من مدينة بورسعيد. ومع ذلك قالت هيئة قناة السويس على لسان متحدث نشرت تصريحاته وكالة أنباء الشرق الأوسط إن الملاحة في القناة لم تتأثر بالاحتجاجات في المدينة. وقال شهود عيان إن مشجعي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي صاحب الشعبية الواسعة في البلاد والذي كان أحد طرفي المباراة التي اندلع الشغب بعدها أشعلوا النار في ناد لضباط الشرطة وفي مقر الاتحاد المصري لكرة القدم المجاور. وتسبب الحريقان في ارتفاع سحابة من الدخان فوق العاصمة. وبرأت المحكمة ساحة 28 متهما بينهم سبعة من رجال الشرطة من بين 73 اتهموا بقتل أكثر من 70 معظمهم من مشجعي الأهلي. وقع الشغب في استاد بورسعيد العام الماضي وكان الطرف الآخر في المباراة فريق المصري البورسعيدي. واختنق أغلب الضحايا وهم يفرون من هجوم على مدرجات الأهلي. وسقط الباقون من المدرجات أو ألقاهم مهاجمون من فوقها. واندلع العنف في بورسعيد بعد جلسة المحكمة السابقة يوم 26 يناير كانون الثاني التي تقرر فيها إحالة أوراق 21 من المتهمين إلى المفتي تمهيدا للحكم بإعدامهم في جلسة اليوم. وخاض شبان رفضوا القرار معارك شوارع مع الشرطة. وقتل ثمانية على الأقل في الاحتجاجات خلال الأيام الماضية بينهم ثلاثة من رجال الشرطة. وفي الاحتجاجات التي تلت صدور القرار قتل أكثر من 40 متظاهرا. واليوم حكمت محكمة جنايات بورسعيد -التي عقدت جلساتها في القاهرة-بالسجن 15 عاما على ضابطي شرطة كبيرين من بين المتهمين لتقصيرهما في تأمين المباراة أو لسماحهما لمسلحين بعصي وقضبان حديدية -كما قالت صحف محلية- بدخول استاد بورسعيد. وستصدر المحكمة أسباب الحكم في وقت لاحق. وقال شهود عيان إن شبانا دفعوا بمراكب كانت ترسو في مرسى ببورسعيد الى المجرى الملاحي لقناة السويس. وأعادت زوارق تابعة لسلاح البحرية المصري خمسة من المراكب وبقي اثنان فوق سطح الماء لبعض الوقت بحسب شاهد من رويترز. ومنع نحو ألفي محتج العبارات من العمل في القناة بين بورسعيد ومدينة بورفؤاد التي تقع على الضفة الشرقية للقناة. ويتولى الجيش تأمين مبنى مديرية أمن بورسعيد منذ أمس الجمعة بعد انسحاب الشرطة من المبنى لتخفيف حدة التوتر. ويعمل في هيئة قناة السويس عدد من سكان المدينة وكان المحتجون امتنعوا عن أي تحرك يمس الملاحة فيها لكنهم رفعوا إشارات استغاثة في وقت سابق أمام السفن وأطلقوا بالونات تحمل الإشارات. وفي حين رشق مشجعون المباني بالزجاجات الحارقة في محيط المنشآت الرياضية بجزيرة الزمالك بالقاهرة اعتراضا على الحكم أبدى آخرون سعادتهم بتأكيد قرار إعدام 21 متهما. وقال سيد (21 عاما) لرويترز "هذا حكم عادل وبرد نارنا. شهداؤنا تم القصاص لهم". وقال مشجعو المصري الذين تضمهم رابطة ألتراس جرين إيجلز في صفحة الرابطة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك اليوم "قضاء مسيس لتهدئة طرف يخشاه النظام ولكن فليعلم النظام بأن بورسعيد ليست ملطشة أو كبش فداء لترضية طرف على حساب مدينة يظنون أنها صغيرة وسهل المنال منها". وأبرزت قضية مذبحة بورسعيد الاضطراب الأمني الذي تلا الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة عام 2011 وانفجار الغضب ضد خلفه محمد مرسي الذي يقول محللون إنه فشل في إصلاح الجهاز الأمني الذي ورثه عن مبارك.