قال قائد عسكري أمريكي سابق في كوريا الجنوبية اليوم الجمعة، إن كوريا الشمالية قد تكون قادرة على تطوير صواريخ بعيدة المدى تحمل رؤوسا نووية قادرة على الوصول إلى أراضي الولاياتالمتحدة، في أقل من عقد من الزمان إذا استمرت في طموحاتها النووية. وقال الجنرال بورويل بيل، إنه في حال مواصلة كوريا الشمالية لسياستها "الجيش أولا" واستمرارها في بذل الجهود لتطوير الصواريخ النووية، فإنه في تقديري يمكنها أن تصنع صواريخ عابرة للقارات قادرة على استهداف الولاياتالمتحدة خلال الخمس إلى السبع سنوات المقبلة.
وكانت كوريا الشمالية قد أجرت تجربتها النووية الثالثة في 12 فبراير بعد شهرين من إطلاقه الصواريخ طويلة المدى متحدية التحذيرات الدولية.
ويتساءل الكثيرون الآن حول ما إذا كانت الأمة الشيوعية المعزولة قد أتقنت تكنولوجيا بناء رؤوس حربية صغيرة لتركيبها على صاروخ بعيد المدى قادرة على ضرب الولاياتالمتحدة.
وقال بيل، الذي شغل منصب قائد القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية في الفترة من 2006-2008، انه يعتقد أن كوريا الشمالية يمكن أن تكون دولة مطورة كاملة للأسلحة النووية والصاروخية خلال عقد من الزمن.
وقال بيل، إنه على الرغم من أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت بيونغ يانغ قد استخدمت الجهاز الذي يعتمد على اليورانيوم في تجربتها الأخيرة، فإنها تقترب بسرعة من هدفها المتمثل في تطوير أسلحة نووية قادرة على تدمير واسع النطاق للأهداف المدنية والعسكرية.
وأضاف ان سياسة "الجيش اولا" لكوريا الشمالية سوف تظل واحدة من أكبر الأخطار التي تهدد السلام الإقليمي والعالمي.
وفي مواجهة تزايد التهديدات من كوريا الشمالية، قال بيل، إن كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة ينبغي أن تعززا تحالفهما.
وكرد فعل "السن بالسن" على تطوير كوريا الشمالية للأسلحة النووية، يدعو البعض إلى إعادة نشر القنابل النووية الأمريكية التكتيكية في كوريا الجنوبية التي تم سحبها عندما وقعت الكوريتان اتفاقا في عام 1992، تعهدتا فيه على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.
ورفض بيل مثل هذه الدعوة كنتائج عكسية قائلا إن المظلة النووية الأمريكية تعتبر كافية لكوريا الجنوبية في الدفاع عن نفسها ضد الشمال.
وقال إنه من وجهة النظر العسكرية، فإنه ليس من الضروري نشر الأسلحة النووية التكتيكية في شبه الجزيرة الكورية وأن المظلة النووية الأمريكية تكون فعالة عسكريا. وأضاف ان أنظمة الإمداد الأمريكية من المنصات العسكرية قبالة الشواطئ يمكنها بسهولة وضع أسلحة نووية صغيرة ودقيقة على أي هدف مطلوب في كوريا الشمالية.
وقال إنه مع ذلك، إذا طلبت سيئول من واشنطن إعادة نشر الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، فإنه يتعين على الحكومة الأمريكية أن تنظر في هذا الطلب بصورة "جادة جدا ومدروسة".
كما قال بيل، إن الحليفين لا ينبغي أن يستبعدا أية خيارات، بما في ذلك توجيه "ضربة وقائية" لمنع بيونغ يانغ من إجراء أي محاولة لاستخدام أسلحتها النووية.