و«فورين بوليسى»: عليه القول بأن واشنطن لن تستقبل مرسى
دعت قوى ثورية لاستقبال جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى «بالبيض والطماطم» أمام وزارة الخارجية، احتجاجا على الضغوط التى تمارسها واشنطن على المعارضة المصرية، لدفعها إلى خوض الانتخابات البرلمانية القادمة، بعدما قررت جبهة الإنقاذ الوطنى وعدد من الشخصيات السياسية مقاطعة الانتخابات المقبلة، واحتجاجا أيضا على ما اعتبروه دعم أمريكا للرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين.
وكانت الجمعية الوطنية للتغيير قد أصدرت أول من أمس بيانا قالت فيه «إنه ليس من حق الولاياتالمتحدةالأمريكية أو أى دولة أخرى إسداء النصائح للمصريين أو التدخل بأى صورة من الصور فى الشأن الداخلى المصرى، سواء فى ما يتعلق بالانتخابات أو الحوار بين السلطة والمعارضة».
وأضافت «ويكفى الولاياتالمتحدة وحكوماتها المتتالية عارا دعمها الفاجر واللا محدود لنظام حسنى مبارك الذى رعى الفساد والاستبداد، وتلوثت يداه بدماء المصريين، وهى نفس السياسة الشائنة التى تنتهجها الحكومة الأمريكية الحالية مع نظام الإخوان المسلمين القمعى الذى استنسخ كل أساليب نظام مبارك فى القهر والقمع والاعتقال والتعذيب، بل أضاف إليها عدوانا منظما وغير مسبوق على أهم ركيزتين للديمقراطية، وهما حرية الصحافة والإعلام واستقلال القضاء».
من ناحية أخرى، قالت مجلة «فورين بوليسى» إنها مع زيارة وزير الخارجية جون كيرى المقررة لمصر لأول مرة خلال الأيام المقبلة، فإنه يجب أن يوضح أنه فى ظل هذه الظروف الولاياتالمتحدة ليست فى وضع يمكنها من استضافة مرسى، كما يجرى التخطيط له حاليا فى وقت لاحق فى الربيع.
الولاياتالمتحدة قد تكون محقة بادعائها أنها لا تدعم أحزابا سياسية بعينها فى مصر، وإنما تؤيد العملية الديمقراطية، غير أن أفعالها الأخيرة -حسب المجلة- قوضت هذا الهدف، بل إن إشارتها بالقبول غير المشروط لمرسى وحكومته، شجعت الإجراءات التى تهدد بشدة نجاح انتقال مصر من الحكم الاستبدادى.
وتتابع: إن الخيار النهائى بشأن تجاوزات جماعة الإخوان المسلمين يقع على عاتق المواطنين فى مصر، ولكن على أقل تقدير، يتعين على الولاياتالمتحدة الامتناع عن تشجيع الممارسات المزعجة التى أظهرها الإخوان فى الوقت القصير المضطرب منذ تولوا مقاليد السلطة.
واختتمت تقريرها بأن إعادة استخدام الصفقات الاستبدادية لم تعد خيارا مطروحا، والخضوع للأنماط القديمة سوف يعرض فقط مصالح الولاياتالمتحدة للخطر ويشجع بالطبع المسار الحالى غير قابل للإصلاح فى مصر.