العشرات من المتظاهرين المحتجين ضد حكم الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين تجمهروا صباح أمس أمام مدخل لديوان عام محافظة الدقهلية، فى محاولة لإقناع العاملين بالديوان والموظفين للمشاركة فى العصيان المدنى، الذى بدأ منذ صباح أول من أمس، تضامنا مع أهالى محافظة بورسعيد. المتظاهرون رددوا «تمثيلية تمثيلية.. والعصابة هى هى»، و«يا إخوانى يا إخوانى.. انتوا الحزب الوطنى التانى»، و«حا شى.. المرشد بيمشيه»، و«والله زمان وبعوده.. ليلة أبوكو ليلة سودا»، و«ليلة سودا وليلة طين.. على الإخوان المسلمين»، و«يسقط يسقط حكم المرشد»، و«وحياة دمك يا شهيد.. ثورة ثانية من جديد»، و«الشعب يريد إسقاط النظام».
عدد كبير من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ظهروا فى مواجهة المتظاهرين فى التاسعة من صباح أمس، وقاموا بالاصطفاف فى كردون حول المحتجين وتأمين دخول الموظفين إلى الديوان، الأمر الذى أدى إلى اشتباكات، واتهام الثوار للأمن بالتواطؤ مع الإخوان وإظهارهم كرجال أمن.
المتحدث الإعلامى لجماعة الإخوان المسلمين بالدقهلية، الدكتور صبحى عطية، أعلن أن الهدوء عاد إلى مبنى محافظة الدقهلية بعد تدخل المواطنين والموظفين بمبنى المحافظة لمنع البلطجية من السيطرة على أبواب مبنى المحافظة، والآن العمل يسير بشكل طبيعى بديوان المحافظة.
المحسوبون على الجماعة اعتدوا على مراسلى صحيفتى «الدستور» و«الوفد» بالدقهلية وسرقوا الهاتف المحمول وجهاز هاتف لوحى كان يستخدمه المراسلون فى أثناء عملية التصوير، بالإضافة إلى مهاجمة كل من يحاول تصويرهم.
وأصيب أكثر من 15 شخصا بجروح بالغة، نتيجة استخدام أعضاء الجماعة الجنازير والحجارة، فضلا عن قيامهم بمهام قوات الأمن بإلقائهم القبض على المتظاهرين والاعتداء عليهم بوحشية.
من جهته، نفى أحمد عثمان، المتحدث الإعلامى باسم حزب الحرية والعدالة، أى وجود لهم فى ميدان الثورة، أو فى أى من شوارع مدينة المنصورة، مؤكدا أن حماية المنشآت العامة هى مهمة الشرطة.
وفى سياق مواز، تواصل العصيان المدنى بعدد من مدن محافظة الدقهلية، وعلى رأسها مدينة المنصورة، لليوم الثانى على التوالى، وسط مخاوف من المسؤولين باتساع رقعة العصيان وامتداده إلى قطاعات اخرى، خصوصا قطاعى النظافة والكهرباء ومياه الشرب، واستمرت حدة المواجهات الليلية بين قوات الأمن والمعتصمين فى ميدان الثورة، التى امتدت حتى الساعة الرابعة من فجر أمس.
وتجمهر العشرات من السائقين أمام مبنى المحافظة أول من أمس، وأعلنوا المشاركة فى العصيان، احتجاجا على اختفاء الوقود، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الكارتة.
وفى المنزلة، أعلن عدد كبير من الصيادين الاعتصام أمام هيئة الثروة السمكية بالمنزلة، اعتراضا على توقف الحملة الأمنية وعودة عدد كبير من البلطجية لفرض سطوتهم ومنع الصيادين من الصيد بالبحيرة.
موظفو مجلس محلى مدينة بلقاس قاموا بإغلاق بوابات المبنى لليوم الثانى على التوالى، وأعلنوا الإضراب عن العمل وقاموا بنصب خيمة أمام مقر المجلس، للمطالبة بتطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور، بالإضافة إلى تثبيت العاملين المؤقتين ورحيل الرئيس محمد مرسى وإسقاط حكم الإخوان.
مركز السنهورى للحريات والحقوق الدستورية أعلن صباح أمس تضامنه مع العاملين بالعقود بمجلس مدينة بلقاس لحين تثبيتهم.
وفى سياق متصل، تواصلت الاشتباكات الليلية بين العشرات من المعتصمين بميدان الثورة المجاور لمبنى ديوان عام محافظة الدقهلية وقوات مكافحة الشغب، وهى المواجهات التى استمرت حتى الساعة الرابعة فجرا.
الثوار الغاضبون أغلقوا شارع الجيش من الاتجاهين أمام حركة مرور السيارات، وقاموا بإشعال النيران فى إطارات الكاوتش للتنديد بحكم الرئيس محمد مرسى والمطالبة بإسقاط حكم الإخوان وهم يرددون هتافات «العصيان هو الحل.. مرسى وحكومته لازم يرحل»، و«يسقط كل إخوانى عايز مصر تتباع من تانى»، و«مصر بلدنا مش للبيع غور غور يا بديع»، و«يسقط يسقط حكم المرشد»، و«طول ما الدم المصرى رخيص يسقط يسقط أى رئيس».
قوات مكافحة الشغب تدخلت بعد مرور نحو نصف ساعة، وحاولت إزالة الإطارات من منتصف الشارع وفتحه أمام حركة مرور السيارات، وهو ما رفضه الشباب لتبدأ مواجهات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين، استخدمت فيها قوات الأمن الغاز المسيل للدموع، فى حين رد المتظاهرون بالحجارة وقنابل المولوتوف.
من جهة أخرى، أصدر محمد حفنى، مدير نيابة قسم ثان المنصورة، مساء أول من أمس، قرارا بإخلاء سبيل 16 شابا تم إلقاء القبض عليهم خلال الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين بميدان الشهداء بالمنصورة فى جمعة محاكمة النظام واتهمتهم الشرطة بالاعتداء على قوات الأمن وإتلاف سيارة بوكس شرطة وإتلاف غرفة بمبنى المحافظة.