آن الأوان لكي يبرهن الرئيس على وجود إرادة سياسية حقيقية لديه في سبيل التصدي لهذا النوع من العنف.. ووضع حد لانتشار ظاهرة الإفلات من العقاب نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط بالمنظمة الدولية: ما يحدث تذكار مرعب بما كانت تتعرض له النساء من انتهاكات إبان حقبة حكم المخلوع مبارك
حذرت منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته أمس (الأربعاء)، من أن السماح بالإفلات من العقاب لمرتكبي جرائم التحرش والانتهاك الجنسي ضد النساء التي تكررت خلال الأشهر الأخيرة في محيط ميدان التحرير؛ من شأنه أن يؤدي إلى ارتكاب المزيد من الجرائم.
وأشارت إلى أنها جمعت شهادات من نساء تعرضن مؤخراً لاعتداءات جماعية من قبل التجمعات الغوغائية في ميدان التحرير؛ استخدم فيها الأسلحة خلال اعتداءات استغرقت ما بين خمس دقائق ونحو60 دقيقة.
كما أكد الناشطون والناشطات تعرضهم للانتهاكات الجسدية والجنسية أيضاً لدى تدخلهم لإنقاذ ضحايا الاعتداء.
ومن جانبها علقت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة الدولية: "تبرهن الاعتداءات المرعبة والعنيفة بحق النساء، بما في ذلك تعرضهن للاغتصاب، في محيط ميدان التحرير على حتمية قيام الرئيس مرسي باتخاذ خطوات حاسمة في سبيل وضع حد لانتشار ظاهرة الإفلات من العقاب والتمييز القائم على النوع الاجتماعي، كما أن الوقت قد حان كي يتصدى الساسة لهذا الأمر علناً".
وشددت صحراوي على "ضرورة فتح تحقيقات نزيهة وشاملة لتحديد فيما إذا كانت تلك الهجمات الجماعية تُنظم من أطراف مرتبطة بالدولة، أو أخرى غير مرتبطة بها، وضمان تقديم الجناة إلى العدالة".
ورأت صحراوي أن "التحركات التي تلجأ المجموعات الغوغائية إليها أثناء الاحتجاجات الأخيرة بمثابة تذكار مرعب بما كانت تتعرض له النساء من تحرش واعتداء جنسي إبان حقبة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك".
واختتمت حاج صحراوي تعليقها قائلة: "لا يتم الإبلاغ عن الكثير من القضايا جراء وصمة العار التي تُلصق بضحايا التحرش والانتهاك الجنسي، ونتيجة لتوجهات ومواقف مسؤولي أجهزة إنفاذ القانون حيال هذا النوع من القضايا. وأما من يحاولن الإبلاغ عن الواقعة وتوجيه الاتهام لمرتكبيها، فيصطدمن بجدار من انعدام المبالاة، وبل حتى اللوم والازدراء في معرض نضالهن من أجل تحقيق العدالة".
وفي ختام التقرير، قالت المنظمة الدولية: لقد آن الأوان كي يقوم الرئيس مرسي، وبوصفه رأس الدولة، بإدانة هذا النوع من العنف، وأن يبرهن على وجود إرادة سياسية حقيقية لديه في سبيل التصدي للعنف.