أخيراً وبعد طول عناء عاد محمود عادل الطفل المصاب بالسرطان والمحبوس على خلفية اشتباكات مديرية الامن بالاسكندرية لتيلقى علاجه الذى توقف قبل القاء القبض عليه بمستشفى الأميري "الجامعي". وحضر محمود إلى مقر المستشفى صباح الثلاثاء وسط حراسة أمنية، وخضع للعديد من التحاليل والأشعة والمقطعية والفحص الطبى، لاثبات حالته الصحية وسط حضور أقاربه وذويه.
وبدا على محمود حالة من القلق والخوف إزاء ما يحدث له إذ رفض الحديث عن أى شيء أو التصوير، مردداً كلمة واحدة : "انا مش عارف فى ايه .. هما مش هيروحونى بقى".
وطالبت والدة الطفل بالإفراج عن محمود مراعاو لظروفه الصحية، نافية استغلال الأزمة للمطالبة بمساعدات انسانية، مشيرة إلى أن حالتهم المادية ميسورة، وأن قلبها يعتصر حزناً على ابنها.
ورفض الأطباء المسؤولون عن قسم علاج الأورام للأطفال التحدث إلى وسائل الإعلام، خاصة بعد توجيه التهم إليهم بالامتناع عن كتابة التقرير الخاص بالطفل لدواعى أمنية.
وأدلى العديد من شهود العيان والممرضين بالمستشفى بشهاداتهم مؤكدين أن محمود يحضر لتلقى العلاج شهريا وملتزم بعدد أيام تزيد عن اسبوع وانه أحياناً يرفض تلقى العلاج.
وقال طارق حواس – صاحب محل فراشة – ابن اختى لا علاقة له بالأحداث السياسية وابننا ليس بلطجى وما حدث هو أنه تصادف وجوده فى موقع الاشتباكات وانه تم القاء القبض عليه عشوائياً دون مراعاة لحالته لاصحية.
من جهة أخرى أثبت التقرير الطبي الصادر عن المستشفى الجامعي الأميري عن حالة الطفل محمود عادل المريض بمرض السرطان و المحتجز في أحداث مديرية أمن الإسكندرية، أن محمود مريض بمرض بورم خبيث في عظام الحوض الأيسر غير منتشر و انه جاء إلي مستشفى في شهر سبتمبر لعام 2011 وتلقي علاج كيماوي علي أربع جرعات من تاريخ 14 سبتمبر حتي 8 ديسمبر لعام 2011 واستجابة خلال هذه الفترة لعلاج.
وأشار "التقرير" إلي أنه في تاريخ 20 ديسمبر لعام 2011 كان له متابعة في المستشفى إلا أنه توقف عن الحضور ، مضيفاً إلي أن جاء لمستشفى يوم الأحد 4 فبراير 2012 وتبين من الكشف عدم وجود اي حالة طارئة وأن يأتي إلي المستشفى في اليوم التالي لعمل اللازم.
وأضاف "التقرير" أنه بناء علي التحاليل و الاشعة المقطعية التي تم اجراءها في يوم الاثنين 5 فبراير وكافة اللازم تبين أن المريض ليس بحاجة إلي علاج كيماوي بينما لابد من عرضه علي قسم جراح عظام ثم إلي قسم علاج الأورام.
فى الوقت نفسه طالبت منظمات حقوقية بالإفراج الصحى عن محمود، فيما رفضت الجهات الأمنية استمرار محمود داخل المستشفى، وفور الانتهاء من توقيع الكشف الطبى عليه تم عودته إلى مديرية الأمن بالاسكندرية.